يُعدّ تعريف دول الشرق الأوسط مفهوماً واسعاً ومتغيّراً وخاضعاً للعديد من المتغيّرات، والتحديثات السياسية والإقليمية، وغيرها،[١] حيث كانت دول الشرق الأوسط منطقة جغرافية ذات ثقافات مشتركة تقع غرب قارة آسيا،[٢] ثم أصبح تعريف دول الشرق الأوسط -عند منتصف القرن العشرين- يشمل كل من تركيا، وقبرص، وسوريا، ولبنان، والعراق، وإيران، وفلسطين، والأردن، ومصر، والسودان، وليبيا، والمملكة العربية السعودية، والكويت، واليمن، وعُمان، والبحرين، وقطر، والإمارات العربية المتحدة، وكان هذا هو التعريف السياسي التقليدي لدول الشرق الأوسط.

 

أدّت الأحداث اللاحقة إلى توسّع دول الشرق الأوسط؛ حيث انضمت دول من القارة الإفريقية إليها؛ كتونس، والجزائر، والمغرب، وذلك لارتباطهم تاريخياً وسياسياً مع غالبية الدول العربية، كما تطلّبت بعض العوامل الجغرافية والسياسية إلى اعتبار أفغانستان وباكستان ضمن دول الشرق الأوسط، بينما تُضمّن اليونان بين الحين والآخر إلى دول الشرق الأوسط.

 

 

تربط تركيا وقبرص قارة أوروبا مع قارة آسيا؛ ممّا خلق لبساً باعتبارها كإحدى الدول الأوروبية أو إحدى دول الشرق الأوسط، كما تقع دول أرمينيا، وأذربيجان، وجورجيا في شمال تركيا؛ لذلك فهي تُعدّ أحياناً كأحد دول الشرق الأوسط، أو كجزءٍ من آسيا، أو أوروبا، أو كمنطقة دولية منفصلة، ويُحيط البحر الأحمر وبحر العرب بالجزء الجنوبيّ من منطقة الشرق الأوسط، وتقع هذه المياه على حدود المملكة العربية السعودية، واليمن، وعُمان، أمّا الجزء الغربيّ من الشرق الأوسط فيرتبط بالعراق والأردن

 

 

يقع الخليج العربيّ في وسط الشرق الأوسط، ويُشبه شكله جغرافياً شكل الخطّاف، وتقع على طول خليجه كلّ من الإمارات العربية المتحدة، وقطر، والبحرين، والكويت، وإيران، بينما تقع كلّ من أفغانستان وباكستان على الحدود الشرقية للشرق الأوسط، لكنّ التاريخ المشترك لباكستان مع الهند يجعلها أقرب لتكون جزءاً من دول جنوب آسيا بدلاً من الشرق الأوسط، ويُنظر أحياناً للدول الملاصقة لإيران وشمال أفغانستان، مثل: تركمانستان، وطاجيكستان، وأوزبكستان على أنّها ضمن الحدود الشمالية للشرق الأوسط، بينما يُنظر إليها في أحيانٍ أخرى كدول منطقة آسيا الوسطى إلى جانب كلّ من قيرغيزستان وكازاخستان.

 

 

 

مفهوم دول الشرق الأوسط

استُخدم مفهوم دول الشرق الأوسط للمرة الأولى في بداية القرن العشرين، ويُعدّ المفهوم معقدّاً نسبياً نظراً لتغيّره وتطوره، ومن أهمّ أسباب تعقيد المفهوم وعدم استقراره على دول محددة أنّ العديد من الدول التي تُصنّف على أنّها إحدى دول الشرق الأوسط تقع في كثير من الأحيان ضمن تسميات أخرى؛ كدول الشرق الأدنى، وغرب آسيا، وشق البحر الأبيض المتوسط، والعالم العربي، وغيرها، وتُمثّل كلّ تسمية تصوّر مشترك للدول وارتباطها ببعضها.

 

 

أصبحت دول الشرق الأوسط منطقة جغرافية غير محددة التعريف بشكل دقيق، وكان يُنظر إليها على أنّها المنطقة الواقعة بين أوروبا وشرق آسيا، كما أُطلق عليها اسم الشرق الأقصى، وعادةً يُستخدم مصطلح الشرق الأوسط ثقافياً للإشارة إلى مجموعة الدول التي يغلب عليها الطابع الثقافيّ الإسلاميّ.

 

 

ورد تعريف آخر لمنطقة الشرق الأوسط حيث شمل الأراضي المحيطة بالسواحل الجنوبية والشرقية للبحر الأبيض المتوسّط، والتي تشمل على الأقل شبه الجزيرة العربية، بالإضافة إلى إيران وشمال أفريقيا بحسب تعريفاتٍ أخرى، وكان يُطلق على الجزء المركزي من هذه المنطقة اسم الشرق الأدنى، وذلك لأنّ بعض المؤرخين الغربيين المعاصرين كانوا يميلون لتقسيم مناطق الشرق إلى 3 مناطق، وهي الشرق الأدنى وهو الأقرب لأوروبا، والشرق الأوسط من الخليج العربي إلى جنوب شرق آسيا، والشرق الأقصى الذي يشمل المناطق المقابلة للمحيط الهادئ.[١] كما شَهِدت منطقة دول الشرق الأوسط بشكل عام العديد من الحكام والحضارات المتعاقبة، مثل: السومريين، والبارثيين، والرومان، والعثمانيين، والعرب، والفرس.

 

 

 

حقائق عن الشرق الأوسط

فيما يأتي أهمّ المعلومات والحقائق التي يجب معرفتها عن منطقة دول الشرق الأوسط:

 

يُعدّ الشرق الأوسط نقطة وصل بين قارة آسيا، وأوروبا، وأفريقيا.

تتنوّع اللغات المستخدمة بين دول الشرق الأوسط، ومن أهمّها العربية، والفارسية، والتركية، والكردية، والفرنسية، والإنجليزية، والأمازيغية.

يتميّز الشرق الاوسط بتنوع عرقي كبير، حيث يضمّ العرب، والفُرس، والأتراك، والأكراد، والأرمن.

تضمّ منطقة الشرق الأوسط 3 من عجائب الدنيا السبع القديمة، وهي: الهرم الأكبر في الجيزة، وحدائق بابل المعلّقة، ومنارة الإسكندرية.

ساهم قدامى علماء الشرق الأوسط في العصور الوسطى في تطوّر العلوم وتقدّمها؛ حيث كان لهم بصمات واضحة في علوم الجبر، والكيمياء، والطب، وعلم الهندسة، والبصريات، والفلك.

ارتبط الشرق الأوسط تاريخياً بأهمّ وأعرق الحضارات العالمية، ومنها الحضارات المصرية، والسومرية، والآشورية، والبابلية.

تُعدّ منطقة الشرق الأوسط مهداً لأكبر 3 ديانات توحيدية في العالم، وهي الإسلام، والمسيحية، واليهودية.

تضمّ اللغة الإنجليزية العديد من المصطلحات المشتقّة من اللغة العربية، وخاصةً المصطلحات المرتبطة بالعلوم، ممّا يدلّ على تأثّر العلماء الأوروبيين بعلماء الشرق الأوسط في فترات العصور الوسطى.

ضمّت مدينة بغداد مكتبة بيت الحكمة التي شُيّدت في القرن التاسع الميلادي، وتُعدّ أحد أكبر المكتبات في العالم، كما تضمّ أوّل مرصد فلكيّ في العالم الإسلامي.

يتميّز نطاق واسع من الشرق الأوسط بمناظره الطبيعية الخلّابة من سهولٍ، وغاباتٍ، وصحاري شاسعة؛ كالصحراء العربية والسورية، بالإضافة إلى عدد من الوديان.

 

 

حدود دول الشرق الأوسط

يحدّ الشرق الأوسط من الشمال البحر الأسود وبحر قزوين، ومن الشمال الغربي -المتمثّل بجنوب غرب آسيا- يحدّه البحر الأبيض المتوسّط، ومن الغرب البحر الأحمر، ومن الجنوب خليج عدن وبحر العرب، ومن الجنوب الشرقي فيحدّ الشرق الأوسط كلّ من عمان، ومضيق هرمز، والخليج العربي.

 

 

 

تضاريس دول الشرق الأوسط

تتنوع التضاريس في دول الشرق الأوسط، وأهمّها ما يأتي:

 

الصحاري: تُعدّ الصحراء العربية من أهمّ الصحاري التي تقع ضمن منطقة الشرق الأوسط ما بين اليمن، وعُمان، بالإضافة إلى أجزاء من الأردن، والعراق، والخليج العربي، وفي وسط الصحراء العربية يقع الربع الخالي المشهور بكثبانه الرملية، وتبلغ نسبة الأمطار السنوية في هذه المنطقة أقل من 30 ملم، وتضمّ منطقة الشرق الأوسط أيضاً أحد أشهر الصحاري في العالم وهي الصحراء الكبرى والتي تتداخل مع الشرق الأوسط عن طريق مصر.

البحار والخلجان: يضمّ الشرق الأوسط على الرغم من انتشار الصحاري فيه العديد من البحار والأنهار والخلجان، حيث تشترك مناطق عديدة من الشرق الأوسط بالبحر الأبيض المتوسط، والبحر الأسود، وبحر قزوين مع أوروبا الشرقية، ومن أشهر قنوات المياه في الشرق الأوسط قناة السويس وخليج السويس الواقع بين الأراضي المصرية في منطقة سيناء الملاصقة لفلسطين، كما يُعدّ البحر الميت من أهمّ البحار وأشهرها في مناطق الشرق الأوسط، ويقع بين فلسطين وغرب الأردن، ويُعدّ هذا البحر من أكثر البحار ملوحةً في العالم، كما يُعتبر أخفض بقعة على سطح الأرض.

الأنهار: يتدفّق نهر النيل من البحر الأبيض المتوسط عبر مصر ويمتد إلى داخل القارة الإفريقية، كما تضمّ منطقة الشرق الأوسط نهريّ دجلة والفرات العظيمان؛ واللّذان ينبعان من جبال شرق تركيا، ويتدفّقان عبر سوريا والعراق وصولاً إلى الخليج العربي الذي يربط بين المناطق الجنوبية والوسطى للشرق الأوسط ببحر العرب من المحيط الهندي.

 

 

مناخ دول الشرق الأوسط

تتمتّع معظم مناطق الشرق الأوسط بمناخٍ صحراويّ جاف وحار في أغلب أوقات السنة، ويوصَف مناخها بأنّه حار ومشمس على مدار السنة، وهو مناخ قليل هطول الأمطار مما يتسبب في تكوّن مناطق صحراوية شاسعة، كما يتميّز فصل الصيف فيها بحرارته المرتفعة للغاية، حيث سُجّلت درجات حرارة تقترب من 70 درجة مئوية في بعض مناطق العراق وإيران، ويبلغ متوسطّ درجات حرارة خلال الصيف إلى 49 درجة مئوية.

 

تتمتّع المناطق الساحلية للبحر الأبيض المتوسط الواقعة ضمن دول الشرق الأوسط؛ كفلسطين ولبنان بمناخ البحر الأبيض المتوسط الذي يُوصف بأنّه حار وجاف صيفاً، وبارد ورطب شتاءً، أمّا مناخ وسط شرق تركيا وشمال غرب إيران؛ فيتراوح ما بين المناخ الأوروبي المعتدل ومناخ الصحاري العربية، وعادةً ما يكون مناخها قاريّ رطب، بينما تتميّز المناطق الشمالية للشرق الأوسط في إيران، وأفغانستان، وآسيا الوسطى بمناخ أقرب لمناخ السهوب مع شتاء بارد قليل هطول الأمطار.

 

 

 

اقتصاد دول الشرق الأوسط

تتراوح دول الشرق الأوسط اقتصادياً بين دولٍ فقيرة ودولٍ غنيّة، ويعتمد اقتصاد بعض دول الشرق الأوسط الغنية بشكلٍ كبير على تصدير النفط ومشتقاته والمنتجات المتربطة به، وتتمثّل الصناعات في دول الشرق المتوسط -بالإضافة للصناعات المرتبطة بالنفط- في صناعة المنتجات المعتمدة على الزراعة؛ كالقطن، والماشية، والألبان، والنسيج، والجلود.

 

 

 

أهم المناطق السياحية في الشرق الأوسط

فيما يأتي أهم المناطق السياحية التي تميّز دول الشرق الأوسط:

 

إسطنبول: تقع مدينة إسطنبول في دولة تركيا، وتُعدّ نقطة التقاء بين قارتيّ آسيا وأوروبا، وتتميّز المدينة بتاريخٍ ثقافيّ عريق، كما تُعدّ إسطنبول حالياً إحدى أجمل المدن في العالم، ومن أهمّ معالمها مسجد آيا صوفيا، ومسجد السلطان أحمد، ومضيق البسفور.

القدس: تُعدّ القدس من أقدم المناطق السياحية في العالم وأعرقها، لأهميّتها الدينية عند المسلمين؛ حيث تضمّ العديد من المعالم الإسلامية؛ كالمسجد الأقصى وقبّة الصخرة، كما يقصدها الزوّار والحجاج المسيحيين والقادمين من أوروبا، لأنّها تضمّ العديد من المعالم الدينية المسيحية أيضاً، وتتميّز المدينة القديمة فيها بشوارعها وأسواقها.

مدينة البتراء: تُسمّى بالمدينة الوردية، وتقع في الأردن، وتضم أحد أضيق الممرات التاريخية المسمّى بالسيق، ويعود أصل المدينة إلى حضارة الأنباط، كما تُعدّ الخزنة المنحوتة في الصخر من أهم معالم البتراء وواجهةً سياحية للمدينة.

مدينة القاهرة الإسلامية: تُمثّل مدينة القاهرة الإسلامية أو القديمة مرآةً لشكل الحياة في شبه الجزيرة العربية في العصور الوسطى، فهي مدينة مليئة بالشوارع والأزقّة، وتتوزّع في أرجاء المدينة العديد من المساجد القديمة والبوّابات الضخمة الرائعة.

مدينة الجبيل: تعدّ مدينة الجبيل الواقعة في لبنان من أقدم المناطق المأهولة في العالم؛ حيث تضمّ العديد من المعالم التاريخية الفينيقية والرومانية، وبعض المعالم الإسلامية من العصر المملوكي، والمنازل القديمة الريفية التي تعود للعصور الوسطى، ويقع فيها ميناء الجبيل الذي يُعدّ نقطة التقاء الشرق الأوسط بالبحر الأبيض المتوسط، ويُحاط الميناء بالعديد من الشواطئ الجميلة والجبال الوعرة على الساحل شمال بيروت.

برج العرب: يقع برج العرب في مدينة دبيّ الإماراتية، ويتميّز البرج بشكل الشراع ممّا يجعله أحد أهمّ وأجمل المبانيّ التي شُيّدت في العالم خلال الخمسين عاماً الماضية.

 

 

الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (MENA)

تتكوّن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من 19 دولة مختلفة تتوزع بين قارتيّ آسيا وأفريقيا، وهذه الدول هي: الجزائر، والبحرين، ومصر، وإيران، والعراق، والأردن، والكويت، ولبنان، وليبيا، والمغرب، وعمان، وفلسطين، وقطر، والمملكة العربية السعودية، وسوريا، وتونس، وتركيا، والإمارات العربية المتحدة، واليمن، وجيبوتي، وفي بعض الأحيان يُضاف لهذه الدول كلّ من إثيوبيا والسودان.

 

 

يُختصر اسم هذه المنطقة بكلمة (MENA)، وتضمّ ما يقارب 6% من سكان العالم، كما تحتوي على 60% من احتياطي النقط العالمي، و45% من احتياط الغاز الطبيعي في العالم؛ ممّا يجعل المنطقة أحد أهمّ ركائز استقرار الاقتصاد العالميّ، بناء على ذلك يقع العديد من دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ضمن تحالف أوبك الاقتصادي