تعتبر ظاهرتا المد والجزر أو tides in the Earth's oceans طبيعيتين متناوبتين تحدثان تحت تأثير القمر في مياه البحار والمحيطات، ويشار إلى المد بتلك الظاهرة المتمثلة بارتفاع منسوب المياه فوق سطح المحيط أو البحر تدريجياً، أما الجزر فهو نقيض ذلك تماماً؛ فهو الانخفاض الذي يطرأ على منسوب المياه عند مستوى سطح البحر أو المحيط بشكل تدريجي.
يُشار بالمد والجزر إلى تلك الموجات المائية الكبيرة المتلاطمة وطغيان المياه فوق مساحات متقدمة من اليابسة، ويكثر حدوثها عند الشواطئ بشكل دوري، ونظراً لأهمية هذه الظاهرة فقد لجأ الإنسان إلى إقامة منشآت خاصة لاستغلال ظاهرتي المد والجزر بتوليد الطاقة.
إنّ ظاهرة المد والجزر تحدث تحت تأثير فعل جاذبية كلّ من الشمس والقمر لمياه المسطحات المائية؛ ونظراً لموقع القمر الأكثر قرباً للأرض من الشمس فيكون تأثير جاذبية القمر أكثر بالرغم من صِغر حجمه، بذلك نتوصل إلى أنّ جاذبية القمر العامل الأكثر أهمية في حدوث هذه الظاهرة، بالإضافة إلى قوة الطرد المركزي الناجم عن دورة الأرض حول ذاتها.
تنشأ حركة المد والجزر مرتين يومياً كلّ 12 ساعة، ويحدث ذلك نتيجة مرور بعض أجزاء سطح الكرة الأرضية خلال دورانها أمام القمر فيحدث المد في الأماكن المحاذية لوجهة القمر، ويلحقه فوراً حدوث الجزر عند البدء بالابتعاد عنه، ويتفاوت علو المد وفقاً لموقع القمر ضمن مداره بالنسبة للأرض والشمس؛ ففي حالة كان القمر بدراً يرتفع إلى أقصى حد بحكم وقوع الشمس والقمر ضمن وجهة واحدة نظراً لبلوغ قوة جاذبية القمر إلى أقصاها عند حدوث ظاهرة الكسوف، أما خلال بلوغ القمر لعمره الأول والثالث في الأشهر القمرية؛ فيتصف المد بالضعف نظراً لوقوع الشمس والقمر فوق ضلعي زاوية تتخذ من مركز الأرض رأساً لها، فتعدل الجاذبية الشمسية جاذبية القمر.
إنّ نسبة ارتفاع المد وانفاض الجزر تتفاوت بين القطب الشمالي والجنوبي مروراً بخط الاستواء، حيث من الممكن أن تتجاوز أكثر من 200سم في منطقة ما؛ في حين لا تتجاوز 30سم في منطقة أخرى، ويذكر أنّ عدد مرات حدوثها أيضاً تختلف من منطقة إلى أخرى؛ فمثلاً منطقة شط العرب والبصرة تشهد حدوثها كل 6ساعات.