يوجد في إيطاليا 1,500 بحيرة، فيما تُعدُّ بحيرات جبال الألب الصغيرة النوع الأكثر شُيوعاً في إيطاليا، والتي تشكلت خلال فترة التجلَّد الرباعي، وفيما يأتي ذكر لأكبر البحيرات في إيطاليا مع تفصيل لكل منهم.[١]

 

أكبر البحيرات في إيطاليا

تتمتع إيطاليا بالعديد من المناظر الطبيعيّة،إذ تعتبر موطناً للعديد من البحيرات التي يقع بعضها بمناطق نائيّة في البلاد، بينما يقع بعضها الآخر في مناطق جبال الألب، ويُشار إلى أنَّ التضاريس الجبليّة والسطوح البركانيّة للعديد من البحيرات جعلت منها مناطق جذب للسياح، وفيما يأتي أكبر البحيرات في إيطاليا:[٢]

 

اسم البحيرة المساحة (كم2)

غاردا 370

ماغيوري 210

كومو 146

تراسيمينو 124

بولزينا 114

ايزيو 65.3

براكشيانو 56.7

لوغانو 48.7

أموديو 29

أورتا 18.2

بحيرة غاردا

تُعدُّ بحيرة غاردا أكبر بحيرات إيطاليا مساحةً، كما أنَّها بحيرةٌ طويلةٌ جداً حيث يصل أقصى طولٍ لها 51.6 كم إلاّ أنَّ عرضها الأقصى يبلغ فقط 16.7 كم، وتصل طاقتها الاستيعابيّة لما يُقارب 50.35كم3 من المياه، فيما يصل عُمقها إلى 346م،[٢] وبهذا فهي ثالث أعمق بحيرة في إيطاليا، وتقع البحيرة في شمال الدولة على حدود ثلاث مناطق إيطالية؛ وهي: لومباردي، وفينيتو، وترينتينو،[٣] كما تشغل مساحتها المُقاطعات الإيطالية الثلاث فيرونا، وبريشيا، وترينتينو، وتحتوي البحيرة على العديد من الجُزر؛ نظرا لمساحتها الكبيرة.[٢]

 

تحيط بحيرة غاردا بجبال الألب من الجهة الشماليّة، لذا فهي ضيقةٌ بين المُنحدرات الشاهقة في نهاية الطرف الشمالي لها بينما يبدأ عرضها تدريجيّاً بالاتساع إلى الجهة الجنوبيّة مُشكلاً تقريباً حوضاً دائرياً، كما أنَّها تُقسَم بسلسلة ضيقة من جبال بالدو عن وادي نهر أديجي،[٤] وتستمدُّ البحيرة مياهها عبر روافدها الرئيسية من نهري ساركا، وبونالي بينما يُشكل نهر مينشيو المصب الوحيد لها،[٢] الذي يتدفق باتجاه نهر بَادي أو بو (بالإيطالية: Po) . [٤]

 

عُرفت بحيرة غاردا (بالإيطالية: Lago di Gade ) قديماً باسم بيناكو وباسم لاكوس بيناكوس من قبل الكُتاب الكلاسيكيين وهم فيرجل، وهوراس، وكتولوس، لكن تمَّ تغييره عندما ضمّت مدينة غاردا إلى الدولة في بداية القرن التاسع عشر من قِبَل الإمبراطوار شارلمان، إلاَّ أنَّ الطرف الشمالي من البحيرة بقيّ تابعاً لدولة النمسا إلى العام 1919م، ومن ناحية أخر تمتاز البحيرة بمناخ البحر الأبيض المتوسط المُعتدل حيث تُزرع العديد من النباتات في شواطئ المناطق الجنوبيّة والغربية كالحمضيات، والكروم، و أشجار الزيتون، والغار، والدُفلى، والسرو، كما أنَّها موطنٌ لصيد الأسماك مثل الكاريبون، والأنَقليْس، والسلمون المُرقط، وما يجدر بالذكر أنَّ البواخر الصغيرة تمرُّ بين القرى الرئيسيّة على ضفاف البحيرة وهي ريفا، وبيسكيرا دل غاردا، وديسينزانو دل غاردا، وغارغنانو.[٤]

 

بحيرة ماجيوري

يُشير اسم بحيرة ماجيوري (بالإيطالية: Lago Maggiore) و (باللاتينية: Lacus Verbanus) الذي يعني (الأكبر) إلى أنَّها أكبر من البحيرتين المُجاورتين لها وهما أورتا وفاريزي، وتقع البحيرة بين حدود منطقتي لومبارديا شرقاً وبييمونتي غرباً،[٥] أي شمال مدينة ميلانو،[٦] في الجهة الجنوبية من جبال الألب،[٢] بينما يمتدُّ أقصى الطرف الشمالي من البحيرة إلى منطقة كانتون تيسينو في دولة سويسرا،[٥] ويبلغ طول البحيرة 64.37 كم فيما يصل أقصى عرضٍ لها إلى 10كم، وتتسع البحيرة إلى حوالي 37 كم3 بمتوسط عمق يبلغ 372 م،[٢] حيث تستمدُّ البحيرة مياهها عبر روافدها من نهر تِسّين، فيما يقوم بالدور الأكبر نهر ماجيا من الشمال، إضافةً إلى نهري توتشي من الغرب وتريسا من بحيرة لوغانو في الشرق، ويُشكل نهر تِسّين أهم منافذها،[٥] ويتواجد في البحيرة ثلاث جرز تُسمى جُزر بورومين والتي يُمكن الوصول إليها بواسطة عبّارة من قرية ستريسا،[٦] حيث تقع قبالة الشاطئ الغربي لها، ويُشار إلى أنَّ مُعظم الأراضي حول البحيرة والجُزر تعود ملكيتها إلى عائلة بوروميو مُنذُ القرن الخامس عشر إلى الآن، ويُذكر أنَّ المناخ السائد في البحيرة مناخ دافئ ومُعتدل،[٥] حيث تُحاط البحيرة بإقليم نباتات البحر المتوسط.[٢]

 

وللتعرّف على أنهار إيطاليا، يمكنك قراءة مقال ما أطول أنهار إيطاليا

 

بحيرة كومو

تقع بُحيرة كومو (بالإيطالية: Lago di como ) والتي تُسمى أيضا لاريو (باللاتينية :Lacus Larius) في لومبارديا شمال إيطاليا على بُعد 40 كم شمال ميلانو على ارتفاع 199م، في منطقة مُنخفضة مُحاطة بجبال من الجرانيت والحجر الجيري التي يصل ارتفاعها في الجنوب إلى 600 م وما يزيد على 2400 م في الشمال الشرقي منها،[٧] وتُصنَف بحيرة كومو من أعمق البحيرات في أوروبا، حيث يبلغ عمقها 410 م، فيما يبلغ أقصى طولٍ لها 46 كم بأقصى عرض لها يصل 4.5 كم، وتصل طاقتها الاستيعابية من المياه إلى 22.5 كم3 في حين تأخذ البحيرة شكلاً على حرف (Y) ،[٢] وتستمدُّ البحيرة مياهها عبر نهر أدا الذي يدخل البحيرة بالقُرب من مدينة كوليكو، بالإضافة إلى العديد من الأنهار والجدوال الجبلية الآخرى، بينما يعدُّ نهر أدا المنفذ لها في مدينة ليكو، ويُشار إلى أنَّ البحيرة ارتبطت بالكُتاب الكلاسيكيين مثل فيرجل وبلينيوس الأكبر والأصغر وكلاوديانو.[٧]

 

تعيش النباتات على شواطئ البحيرة كأشجار العنب والتين والرمان والكستناء وكذلك أشجار الدُفلى، كما تصطاد العديد من الأسماك كالسمك المُرقط، والأنقليس واغنوي وهو نوع من الرنجة -جنس من السمك- لكن قلّت أعداد الأسماك في البحيرة؛ بسبب التلوث، وتهب الرياح من إتجاه الشمال في الصباح ومن إتجاه الجنوب في فترة مابعد الظهر، إلى جانب ذلك ترتبط البحيرة بالعديد من المدن عن طريق خدمات البواخر.[٧]

بحيرة تراسيمنيو

تُعدُّ بحيرة تراسيمنيو (بالإيطالية:Lago Trasimeno ) والتي تُسمى أيضا بحيرة بيروجيا و (باللاتينية : Lacus Trasimenus ) أكبر بحيرة في منطقة أومبريا التي تقع وسط إيطاليا على بُعد 16كم غرب مُقاطعة بيروجيا،[٨] على ارتفاع 257م وهي من البحيرات الضحلة حيث يصل عُمقها إلى 7 م فقط ، حيث أنَّها بحيرةٌ وحلةٌ يوجد فيها عدد كاف من النباتات التي تسمح للأسماك بالتكاثر لكن تتعرض البحيرة للعديد من المشاكل البيئيّة ومنها ملوحة مياهها مرتفعة؛ ذلك لإفتقارها لوجود منفذ، وتستمدُّ البحيرة مياهها من خلال الروافد الصغيرة والتي تتأثر بهطول الأمطار.[٢]

 

بحيرة بولزينا

تقع بحيرة بولزينا (بالإيطالية:Lago Bolsene ) في وسط إيطاليا على ارتفاع 305م حيث يبلغ عمقها 151م وتصل سِعتها القُصوى تقريبا حوالي 9.2 كم3 من المياه التي تستمدُّها من المياه الجوفية والأمطار،[٢] وتُعدُّ بولزينا أكبر بحيرةٍ ذات أصل منشأ بركاني في إيطاليا، حيث نشأت البحيرة من فوهة بركان فولزيني وشكلت اليوم جزيرتين هما بيسنتينا ومارتانا.[٩]

 

بحيرة إيزيو

تقع بحيرة إيزيو (بالإيطالية : Lago D'iseo) و (باللاتينية: Laus Sebinus) في لومبارديا شمال إيطاليا بين مُقاطعتي برجامو و بريشيا، عند السفوح الجنوبية لجبال الألب على إرتفاع 186م ، ويبلغ طول البحيرة 25م في حين يصل أقصى عرضٍ لها إلى 5 كم بعمق يصل إلى 250م، وتتغذى البحيرة عن طريق نهر أوجليو (بالإيطاليّة: Oglio) أحد روافد نهر بَادي الذي يدخل للطرف الشمالي للبحيرة بالقُرب من لوفيري من واد كامونيكا الواسع، بينما يُشكل نهر سارنيكو المنفذ لها من الطرف الجنوبي، كما تتواجد فيها العديد من الجُزُر مثل جزيرة مونتي إيزولا التي تقع في وسطها على ارتفاع 599 م، حيث تعدُّ أكبر جزيرة ناشئة عن الترسيبات البحرية في إيطاليا، وتصل مساحتها إلى 13كم2 ويوجد فوقها كنيسة، إلى جانب جزيرة سان باولو التي تقع جنوب مونتي إيزولا ويتواجد على مباني دير فرنسيسكان مهجور صغير، بالإضافة إلى جزيرة لوريتو شمالها وعليها كنيسة مُدمرة تحتوي على لوحات جدارية، ويُذكر أنَّه تنمو على أطراف البحيرة الجنوبية أشجار الزيتون والكروم والفواكة.[١٠]

 

البحيرات والسياحة في إيطاليا

تمتاز البحيرات في إيطاليا بجمالها وروعة المباني المُحيطة بها، إذ تُقدم عرضاً فريداً للسائحين، حيث يتوافدون إلى مناطق البحيرات مُنذُ عهد الإمبراطورية الرومانية؛ كونها مناطق مناسبة للتخييم، كما أنَّ محيط البحيرات يوفر مشهداً من الطبيعة الإيطالية وتجربة لحياة البريّة،[٢] فقد أصبحت البحيرات مثل جاردا، وماجيوري، وكومو معروفةً في جميع أنحاء العالم؛ فهي وِجهاتٌ مثالية لقضاء الوقت في الشمس وبالقُرب من الطبيعة، كما أنَّها مُجهزةٌ بالكامل من مرافق الإقامة وجميع وسائل الراحة والاستجمام، فتُمكِن الزوار من الإستمتاع بمهاراتهم من خلال مجموعة من الأنشطة في الهواء الطلق، بالإضافة لتقديم مرافق الرياضة المائيّة كالتجديف، والابحار، والغوص، وركوب الأمواج، وصيد الأسماك، وإقامة المسابقات على المستوى الوطنيّ، وبعض الرياضات الآخرى كالجولف، وركوب الخيل، وركوب الدراجات الجبليّة، ويُشار إلى إنَّ الإقامة في منطقة حول البحيرة تُمكِن الزوار من إستكشاف المناطق المُحيطة والتعرف إلى تاريخها وتقاليدها، وكذلك فهي فرصةٌ نادرةٌ للاستمتاع بسحر إيطاليا الذي ينعكس في المياه النقية الباردة، ويُذكر أنَّ شُهرة بحيرتي غاردا وماغيوري مازالتا في نموّ دائم.[١١]

 

تعد مدينة بيلاجو التي تعرف باسم لؤلؤة البحيرة من أجمل المدن المُطلّة على بحيرة كومو، إذ يمكن للزوار مشاهدة البحيرة الخلابة والتلال المُحيطة بها والاسترخاء في فصل الصيف على ارتفاع عال، إمَّا ركوب التلفريك أو المشي في مسير جبلي إلى مونتي بوليتو، فيما يعدُّ موقع بحيرة ماغيوري على ارتفاع في جبال الألب الأفضل لاستكشاف المتنزهات ولاسيما حدائق النباتات والحيوانات، كما يُكمن ركوب التلفريك إلى أعلى جبال موتاروني؛ لمشاهدة المناظر من كافة الزوايا ورؤية القلاع والحصون، وهنالك أيضا كنيسةٌ يعود بناؤها إلى القرن الثاني عشر تقع بين المُنحدرات.[٦]

وتُعدُّ بحيرة تراسيمينو من أكثر المناطق إثارةً في أيطاليا حيث مشهد غروب الشمس البرتقالي الناري،[٦] كما تمتاز بحيرة بولزينا بوجود العديد من المطاعم على ضفاف البحيرة التي تُمكِن الزوار من تذوق أطباق المُختلفة من الأسماك؛ لتعدد أنواع الأسماك في مياه البحيرة،[٩] إلى جانب ذلك تُمكِن بحيرة لوغانو زوارها من صيد الأسماك، حيث يتواجد إحتياطيٌ جيد من سمك الباس وسمك السلمون المُرقط في البحيرة، كما يُمكِن قضاء وقتٍ في صيد الحفريات خلف الشاطىء الجنوبي للبحيرة، حيث تم العثور هنالك على حفريات يعود عمرها إلى 220 مليون سنة