بدأ طراز عصر النهضة المعمارية في روما بشيء من التحفّظ في منتصف القرن الخامس عشر، باستخدام العناصر التي استُعملت في أوروبا بصفة عامة، بالإضافة إلى الصفات والمعالم الرومانية، مثل تطبيق الأعمدة الكلاسيكية للواجهات وبعض العناصر المعمارية الرومانية، ثم بدأ الطراز يتطور في القرن السادس عشر، إلى أن بلغ درجة رفيعة من التطور والكمال وخاصة بعد أن تربع برامانت على قمة مجده المعماري، حيث تعتبر أعمال برامانت الحد الفاصل بين فترة تطور الطراز النهضي في روما وجزء كبير من إيطاليا في أوائل القرن السادس عشر وبين فترة نضوج هذا الطراز والوصول إلى درجة الكمال.
كان أهل روما يهتمون في حجم المبنى وبساطته، كان يميلون إلى النسب المدروسة العظيمة والمقاييس الواضحة الفخمة، يفضلون التماثل في مبانيهم، لذلك نرى قصور روما ومبانيها تمتاز بالوقار والاعتزاز وتمتاز بالاقتصاد في التكاليف والدقة في استعمال الزخارف واتباع نظام الأفنية الداخلية المكشوفة في الفيلات والقصور وسط المبنى، لذلك نظراً لأهمية هذه الأفنية في القصور الكبيرة؛ نجد أن المساحة قد كبرت وأحيطت ببوائك مسقوفة بأقبية.
كان الطابق الأرضي لقصور روما يتكون من غرف للموظفين والخدم والمداخل والمخارج، الطوابق العلوية تحتوي على شرفات وطرقات موصلة إلى صالات الاستقبال والغرف، يلاحظ النسب المدروسة التي استخدمت في واجهات قصور روما في القرنين السادس والسابع عشر قصور فلورنسا الأولى، من حيث استعمالات الحجر وكرانيش الفتحات والنوافذ والأحجار المقسمة البارزة في الدور الأرضي والكورنيش الضخم العلوي الذي يتوج المبنى وعدم استعمال الأعمدة والعضادات.
في الواقع أن دقة الزخارف الرومانية وروعتها وبساطتها تدل على مهارة فنية فائقة، السبب في ذلك لا يرجع فقط لسهولة دراسة الأمثلة الفنية الرومانية للنماذج القديمة، بل إلى مهارة الصانع الفني نفسه، أما في ما يتعلق بطراز الباروك، فقد ظهر أولاً في روما حينما درس المعماريون التكوينات المعمارية الرومانية القديمة، حيث كان هؤلاء المهندسون متعطشون إلى التجديد، هذا لا يأتي إلا بعد دراسة القديم من الأثار الرومانية الضخمة.
فالتأثير الصحيح والتعبير السليم للعمارة الكلاسيكية والنهضية يتمثل في الخطوط المستقيمة، أما الباروك فيمكن أن يوصف بأنه عمارة الخطوط المنحنية، وقد تم بناء العديد من الكنائس في عصر النهضة الأخير في مدينة البابوابات بروما بطراز باروك.