تقع أبيدوس شمال مصر، غرب سوهاج، تقع بين أسيوط والأقصر، وقد كانت أحد المدن القديمة في مصر، ويعتقد أنها كانت عاصمة مصر الأولى، تبعد عن النيل حوالي 11 كيلو متر، تمتاز هذه القرية بالعديد من الآثار، حيث كانت تُسمّى في السابق العرابة المدفونة، بسبب تغطيت الرمال للعديد من آثارها، ومنذ زمن قريب تم اكتشاف جزء كبير من آثارها، ولا يزال هنالك الكثير تحت البحث والدراسات.
أبيدوس هي مركز عبادة أوزوريس، إله الموتى، وكانت منقطة أبيدوس مقصد للحجاج، وتم بناء ما لا يقل عن عشرة معابد هنا، من بين تلك المعابد العشرة، هنالك ثلاثة معابد ذات أهمية خاصة، وتشمل معبد سيتي الأول، معبد أوزوريس الكبير ومعبد رمسيس الثاني، من بين هؤلاء الثلاثة، فإن معبد سيتي الأول هو الأكثر حفظاً.
بني معبد ستي الأول حوالي عام 1300 قبل الميلاد، من قبل سيتي الأول وابنه رمسيس الثاني، ويعد المعبد النصب التذكاي الرئيسي لسيتي الأول، يحتوي المعبد على العديد من النقوش المفصلة التي تعد أفضل ما في المملكة الحديثة، بلغ طول معبد سيتي الأول 550 قدماً وعرضه 350 قدماً، تم تخصيص هذا المعبد للآلهه حورس وأوزوريس وإيزيس وآمون رع وبتاح.
معبد سيتي الأول هو خارج عن المألوف قليلاً، لأنه على شكل حرف L، على عكس المعابد المصرية القديمة، عند مدخل المعبد في الطرف الشمالي تحتوي بقايا الصرح والجزء الأمامي على نقوش من هزيمة رمسيس الثاني في قادش.
يتكوّن معبد سيتي الأول من الحجر الرملي والحجر الجيري، ويضم العديد من المحميات، يؤدي فناءان إلى المدخل الرئيسي، ثم إلى قاعة كبيرة، تحتوي هذه القاعة على أعمدة تدعم السقف، هنالك 24 عاموداً على غرار ورق البردي، وتحتوي على نقوش من جوانب مختلفة من حياة رمسيس الثاني، أحد المشاهد يصور خنوم إله الخلق والمياه، ومشهد ثاني يبين رمسيس الثاني الذي رعاه حتحور وإيزيس، ومشهد آخر من حفل تطهير الملك، تشكل هذه الأعمدة ممرات تؤدي إلى قاعة ثانية وإلى المصليات السبع.
تحتوي القاعة الثانية على 36 عموداً من نبات اللوتس، مع نقوش ذات جودة استثنائية، وتحتوي كل غرفة من المصليات السبع على لوحة، وهي عبارة عن لوح حجري تذكاري يكرم إله الغرفة.
واحدة من أكثر الجوانب إثارة في معبد سيتي الأول هي قائمة ملك أبيدوس، وتسمّى أيضاً جدول أبيدوس، تحتوي على أسماء 76 ملك وفرعون من فراعنة وملوك مصر القديمة.
يقع معبد أوزوريس العظيم على بعد حوالي نصف ميل إلى الشمال الغربي من معبد سيتي الأول، ولسوء الحظ؛ نظراً لأنه شيد في الطوب الطيني، فإن معظم المعبد يقع تحت الأنقاض، كل ما تبقى من معبد أوزوريوس العظيم هو جداره، والذي يعرف الآن باسم العلبة، يعود تاريخ معبد أوزوريس الكبير إلى المملكة القديمة، وتم تكريسه للإله خنتي آمينتيو، وهو إله جنائزي كبير أصبح في النهاية مدمجاً مع أوزوريس، بعض العناصر الموجودة هنا تشمل إناء الأسرة الأولى وشخصيات صغيرة من الرجال والحيوانات، نشأ مهرجان أوزوريس في هذا المعبد.
يُطلق عليه أيضاً معبد البوابة، بالإضافة إلى معبد سيتي الأول، بنى رمسيس الثاني أيضاً معبده الخاص، على بعد حوالي 300 متر شمال غرب والده، تم بناء هذا المعبد من الحجر الجيري وأعمدة من الحجر الرملي، ويعتبر معبد رمسيس الثاني ملون وأكثر حداثة من معبد سيتي الأول، يضم معبد رمسيس الثاني إطارات الأبواب المصنوعة من الجرانيت الوردي، ويحتوي المعبد على ملعب مدرج من دون سقف، ومحكمة محاطة بأعمدة تصور رمسيس الثاني في شكل أوزوريد، شكل أوزوريد يشبه شكل المومياء.
يؤدي الرواق إلى قاعتين محاطتين بأعمدة مع مصليات قبالة تلك القاعات، يعود تاريخها إلى المملكة الوسطى، وتوجد هنا نقوش معركة قادش.