تعرف على مفهوم الفلاحة العصرية
الفلاحة (بالإنجليزية: agriculture) علم وفن يختص بحرث التربة، وزراعة المحاصيل، بالإضافة إلى تربية الماشية، ويهتم بتحضير وتوزيع المنتجات النباتية والحيوانية، كما يشمل إنتاج الأقمشة، والأطعمة، والأخشاب، وغيرها من المنتجات.[١]. والفلاحة العصرية (بالإنجليزية: Modern agriculture) نهج متطور في الزراعة، إذ تعتمد على التعاون بين الفلاحين والباحثين لتطوير الآلات والأدوات بشكل مستمر واستخدامها في الزراعة، إضافةً إلى الاعتماد على ممارساتٍ وابتكارات زراعية تساعد على تلبية الغذاء، والوقود، والاحتياجات الأساسية بكفاءةٍ عالية، وذلك عن طريق تقليل استهلاك الموارد الطبيعية كالماء، والهواء، والطاقة.[٢] وحيث تتحدد الفلاحة أحياناً بالزراعة، إلا أنها في الواقع أكثر من ذلك، فهي تشمل المنتجات الزراعية بما فيها زراعة الفواكه، والغابات، وإنتاج العسل، والحليب، والألبان ، بالإضافة إلى إطعام الحيوانات من بقايا الطعام.
سلبيات الفلاحة العصرية
تعتمد الفلاحة العصرية على عدد من الممارسات لزيادة الإنتاج، ولكن على الرغم من فوائدها، فهناك عدة مشاكل تنتج عنها، منها:
يعدّ الحرث المكثف للتربة من ممارسات الفلاحة العصرية، ويتم باستخدام جرارات لتفكيكها، ولكن يؤدي الحرث المفرط إلى فقدان التربة للمواد العضوية، وتدهورها، وتآكلها، ورصّها، مما يجعلها غير صالحة للزراعة.
تعتمد الفلاحة العصرية على الزراعة الأحادية، والتي يتم فيها زراعة مساحات واسعة بنوع واحد من المحاصيل، ويتعرض هذا النوع من المزارع إلى تفشي آفات زراعية مُدمّرة، إذ يتطلب القضاء عليها استخدام بخاخات كيميائية بشكل مفرط ومستمر، والتي تسبب مشاكل لموارد المياه في حال تسربها إليها.
تفتقر وسائل الفلاحة العصرية إلى عوامل المكافحة الطبيعية للآفات البيولوجية، والتي تنتشر بسرعة بين المحاصيل، مما يتطلب استخدام كميات كبيرة من البخاخات الكيميائية، والتي تسبب تلوث بيئي كيمائي.
تعتمد الفلاحة العصرية على استخدام وسائل الإنتاج، والتي تحتاج إلى الوقود لتشغيلها، مما يؤثر سلباً على الغلاف الجوي؛ بسبب انتشار المواد السامة، وتسريع ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي، وقد بينت الدراسات أنَّ 12% من الغازات الدفيئة المنتشرة في الجو سببها استخدام الأراضي الزراعية]
تولد الفلاحة العصرية كميات كبيرة من السمادات والمواد الكيميائية، مثل: الفسفور، والنيتروجين، مما يفسد الأغذية، ويؤثر على نوعية المياه ورها.
ينتج عن الفلاحة العصرية نفايات حيوانية تتركز في مناطق صغيرة؛ مما يؤدي إلى خلق بيئة غير صحية وخطيرة على الإنسان والحيوان]
تؤدي الممارسات الزراعية غير المناسبة إلى تلويث كل من: التربة، والماء، والهواء، بالإضافة إلى فقدان الحياة البرية.
طرق الفلاحة العصرية
طوّر المهندسون الزراعيون عدداً من الطرق والممارسات الأساسية ليتم تطبيقها في الفلاحة العصرية، ومن هذه الطرق:[٦]
الاستزراع المائي
أحد أساليب الفلاحة العصرية، وتنطوي هذه الطريقة على زراعة النباتات حيث تعتمد على الكائنات الحية في نموها، وهذه الطريقة تُنتج المحصول الذي من الممكن الحصول عليه عند زراعته بالتربة، كما تشمل الزراعة المائية إنتاج الحيوانات البحرية، مثل: زراعة أنواع مختلفة من الأسماك كالمحار والجمبري والعناية بها.
سلبيات الاستزراع المائي تحتاج عمل مصائد في مياه البحيرات والبرك والمحيطات وغيرها من المسطّحات المائية، وهذا يؤثر على تضائل أنواع مختلفة من الأسماك وتناقص عددها، وفي هذا الأسلوب يتم صيد الأسماك باستخدام الصنارة عن طريق تثبيتها مع قوارب خاصة وجرها في قاع أحد المسطحات المائية مما يؤثر على تدهور النظام الحيوي للمسطحات المائية،وجر هذه الشباك في البحار والمحيطات يتم القضاء على العوالق البحرية والطحالب والتي تتغذى عليها الأسماك، مما يودي إلى حدوث خلل في النظام البيئي في الماء.[
التعديل الجيني
التعديل الجيني (الهندسة الوراثية) تقنية جديدة في الفلاحة العصرية، وفيها يتم إنتاج بذور هجينة تعتمد على دمج عدة سلالات معاً من أجل الحصول على بذور تحمل نسل أفضل من كل من السلالتين،[٤]عن طريق تحديد واختيار الصفات المُراد الحصول عليها واختيار جينات معينة غير مريضة، وقد تم تطوير التعديل الوراثي الآن ليشمل التعديل الوراثي للأغذية والحيوانات، ويستطيع المزارعون زيادة الإنتاج مع ضمان مقاومة الأمراض وبأقل عدد من العمالة وبمساحات أراضي أصغر من الأراضي في الزراعة التقليدية، كما أنَّ النباتات فيها لا تدوم لفترات أطول وتكون أقل عرضة للاصابة بالأمراض والصدمات.[
من سلبيات التعديل الجيني أنَّ البذور المهجنة تزيد من نسبة نجاح المحصول الزراعي إذا لم تتم بصورة سليمة، وفيها يتم الاعتماد على مُدخلات صناعية للحصول على ربح كبير بالتالي فإنَّ القيمة الغذائية للأغذية تكون قليلة، وتؤدي إلى فقدان التنوع الحيوي.[١]كما أن الكائنات المعدّلة وراثياً قد تنتشر خلال الطبيعة مع الكائنات الطبيعية، مما يؤدي إلى تلوث البيئة الطبيعية بطرق لا يُمكن التنبؤ بها ويُمكن السيطرة عليها.
مكافحة الآفات
في الفلاحة العصرية يتم العمل على الاهتمام بمكافحة الآفات، والآفات عبارة عن حشرات ضارة تؤثر سلباً على النباتات، كما تشمل الآفات أعشاب ضارة تنافس المحاصيل على مقومات الحياة مثل: الماء والعناصر الغذائية في التربة، وقد تكون الآفات عبارة عن مرض يصيب النباتات والحيوانات مما قد يسبب لها الموت، وللتخلص منها يتم استخدام مواد كيميائية ومضادات حيوية تساعد في السيطرة على جميع أنواع الآفات.
ومن سلبيات مكافحة الآفات أنَّه عند استخدام المواد الكيميائية والمضادات الحيوية بشكل مفرط على المحاصيل الزراعية فإنَّ هذا يؤدي إلى عددٍ من الأضرار المتوقعة مثل: ظهور سلالات أقوى من الآفات ويصبح هناك حاجة لمضادات متنوعة.[٥]أيضاً قد تتسرب المواد الكيميائية إلى مصادر المياه المختلفة، وقد تنتقل المواد الكيميائية بما فيها المبيدات الحشرية والأسمدة عبر المياه والرياح وتنتشر خلال النظم الجيولوجية الأخرى، كما قد تنتقل الأسمدة والمغذيات إلى مصادر المياه بشكل كبير مما يؤدي إلى زيادة نمو الطحالب والعوالق المائية بسبب نقص العناصر الغذائية وهذا بدوره يؤدي إلى نقص الأكسجين في الماء مما مما يؤدي إلى حدوث خلل في النظام المائي.