تعرف على موقف المملكة العربية السعودية من قضية فلسطين

الكاتب: ولاء الحمود -
تعرف على موقف المملكة العربية السعودية من قضية فلسطين

تعرف على موقف المملكة العربية السعودية من قضية فلسطين.

 
في كتب التاريخ التفصِيلات الخاصّة التي تخُص العلاقة ما بَين الرياض والدولة الفلسطينية مُمثّلة في منظمة التحرير والحكومة الفلسطينية، فقد تفاعلت المملكة العربية السعودية مع القضية الفلسطينية في جَميع مراحِلها وأطوارها وشغلت هذه القضية القائد المُؤسّس جلالة المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود، واستحوَذت على اهتمَامه مُنذ البدايات الأولى لتفاقم الأوضاع في فلسطين مع تبلور المشروع الصُهيوني الاستعماري الهادِف الى تحويلها الى وطن قومي لليهود، وقد ظلّت هذه القضية بعد وفَاة الملك عبدالعزيز -رحمه الله- تشكل هاجسا مشتركا لدى أبنائه من بعده الذين حملوا عبء الأمانة وتبعاتها دونما أي تفريط أو تقصير.
 
وصَلت جُهود المملكة العربية السعودية في مُؤَازرة ودَعمِ الجهاد الفلسطيني قيادة وحكومة وشعبًا مُنذ عهد مؤسسها وباني وحدتها ودولتها الحديثة جلالة الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، وقد أبدى المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز اهتمامًا بالغًا بالقضية الفلسطينية وصل إلى ذروتها في حرب 1948م اشتملت على الاصعدة العسكرية والمالية والسياسة والاعلامية وقدم هذا الدعم مؤازرة حقيقية للقضية الفلسطينية، واشتمل الدور السعودي العسكري على الاشتراك الفعلي في الحرب وطنا ذلك قطاعات من الجيش النظامي والشعبي والمتطوعين، وقد قدمت المملكة العربية السعودية دعما ماليا لأشقائها الفلسطينيين، وقاد حملة للتبرعات آنذاك الأمير فيصل بن عبدالعزيز – في ذلك الوقت – بتدشِينه لها عبر خطابه في قصره بالطائف سنة 1948م، وقدمت المملكة الدعم السياسي من خلال جامعة الدول العربية وهيئة الامم المتحدة ومن خلال الاجتماعات والخطابات التي تبادلها الملك عبدالعزيز -يرحمه الله- مع القادة الأمريكيين والبريطانيين، وكان حرص الملك عبدالعزيز شديدًا على إبراز الحق الفلسطيني في وسائل الاعلام الامريكية ويعتبر حديثه لفهرس -لايف- عام 1943م، أول مرافعة عربية من نوعها في الدفاع عن القضية الفلسطينية في وسائل الاعلام الغربية.
 
كما وفي ذات السياق أرسل الملك عبدالعزيز استنكارًا للحكومة البريطانية عندما ألقت جماعة من اليهود القنابل على المُسلمين اثناء صلاة الجمعة في أكتوبر عام 1929م وارسل كتبا اخرى الى هيئات عربية واسلامية يندد فيها باعمال الصّهاينة الإجرامية، واصل مساندته للثورة الفلسطينية مُتحديًا في ذلك الحكومة البريطانية، فمثلًا عام 1936م عندما قامت الثورة ضد الإنجليز في فلسطين وشملت البلاد من أقصاها جاء البريطانيون بقوات لهم من مصر ومالطا ونكلوا بالثوار الفلسطينيين، وهنا أصدر الملك عبدالعزيز -رحمه الله- أمره في 5 يونيو 1936م الى وزارة الخارجية ووزارة المالية ارسال مساعدة عاجلة من الاموال والمؤن والارزاق الى اهل فلسطين.
 
وكان الملك الراحل عبدالعزيز يغتنم مواسم الحج باستمرار لتبصير العرب والمسلمين بالقضية الفلسطينية والخطر اليهودي الداهم، كما رفض رفضا قاطعا خطة توطين اليهود في الاراضي الفلسطينية عام 1945م، ومن الاوائل الذين ساندوا فكرة تزويد الفلسطينيين بالمال والسلاح لتمكينهم من الدفاع عن اراضيهم ثم خطا خطوة شجاعة بإرسال المتطوعين السعوديين لمساندة إخوانهم الفلسطينيين في جهادهم البطولي حيث روي الدم السعودي الطاهر ارض فلسطين المباركة وكان الملك عبدالعزيز -رحمه الله- في وداع رجاله المجاهدين الى فلسطين وقال فيهم كلمته المشهورة (إن أبناء فلسطين كأبنائي فلا تدخروا جهدا في مساعدتهم وفي تحرير أرضهم).
 
موقف المملكة من القضية الفلسطينية سياسيا
فيمَا يخُص السياسة والعلاقات الإستراتيجيّة كان لابُدّ من الغوص في بحر تلك السياسة وما طرحتهُ أو ما نتج عَن العلاقات ما بين الدولتين، لنجد أنّ للمملكة دور بارز ومُميّز في دعمها السياسي المستمر لنصرة القضية الفلسطينية، وتعزِيز صمود الشعب الفلسطيني وتحقيق تطلعاته لبناء دولته المستقلة . ولهذا نجدُها تتبنى جميع القرارات الصادرة من المنظمات والهيئات الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية، وتشارك في العديد من المُؤتمرات والاجتماعات الخاصة بحل القضية الفلسطينية ابتداءً من مؤتمر مدريد وانتهاءً بخارطة الطريق ومبادرة السلام العربية، التي أقترحها الملك عبدالله بن عبدالعزيز (ولي العهد آنذاك) وتبنتها الدول العربية كمشروع عربي موحد في قمّة بيـروت في مارس 2002م لحل النزاع العربي الإسرائيلي، والتي توفر الأمن والاستقرار لجميع شعوب المنطقة وتؤمن حلاً دائماً وعادلاً ووطناً للصراع العربي الإسرائيلي.
 
وفي ذات الأمر تبذِل المملكة جهودًا حثِيثَة واتصالات مُكثّفة مع الدول الغربية والصديقة والإدارة الأمريكية للضغط على إسرائيل لإلزامها بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة التي تنص على الانسحاب الكامل من كافة الأراضي العربية المحتلة منذ عام 1967م، ومطالبتها الدائمة للمجتمع الدولي بالتدخل العاجل لوقف الاعتداءات والممارسات الإسرائيلية العدوانية والمتكررة ضد الشعب الفلسطيني، بل وأدانت المملكة قيام إسرائيل ببناء الجدار العازل الذي يضُم أراضي فلسطينية واسعة وتقدمت بمذكرة احتجاج لمحكمة العدل الدولية في لاهاي تُدين فيها قيام إسرائيل ببناء جدار الفصل العنصري، وصدر قرار المحكمة رقم (28/2004) وتاريخ (9/7/2004م)  بعدم شرعية هذا الجدار وطالب إسرائيل بإزالته، وجاء قرار الجمعية العامة في هذا الشأن ليعبر عن تضامن المجتمع الدولي حيال هذا الموضوع ويطالب إسرائيل بوقف الجدار والتخلي عنه وأنه يتناقض مع القانون الدولي.
 
شارك المقالة:
365 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook