يعد الإعلام بوسائله المختلفة ركيزة من ركائز الثقافة في كل المجتمعات. لذا فقد كان لتأسيس مركز تلفزيون منطقة الباحة عام 1399هـ/1979م أثر بارز في نشر الثقافة والفكر في المنطقة وتفعيلهما والإعلام عنهما. وكان المركز في بداياته عربة متحركة مجهزة باستديو للبث ومرسلات تلفزيونية خاصة بالقناة الأولى بقدرة كيلووات واحد، ولم يكن في المركز، في ذلك الوقت، أي نشاط إخباري أو برامجي، بل كان مركز إرسال فقط.

 

وفي عام 1407هـ/1987م أنشئ مركز تلفزيون منطقة الباحة الجديد بمقره في جبل عرا،  وأصبح هذا المركز يشتمل على القناتين الأولى والثانية بقدرة 5 كيلووات، ولكل منهما مرسلات إذاعية للقرآن الكريم والبرنامج الثاني بقدرة كيلووات واحد على موجات (إف إم). وأضيف بعد ذلك مرسلات للبرنامج العام وكذلك إذاعة (إم بي سي). وقد استفادت المنطقة من هذا المركز الجديد كثيرًا، فقد غطى البث منطقة الباحة إضافة إلى منطقة الليث ومنطقة القنفذة. وكذلك وضعت مرسلات تقوية لكل من منطقة حداد وبني مالك، وتربة، والمندق.

 

وقد ازداد عدد العاملين في المركز وأصبحوا "يؤدون عملهم على أكمل وجه لإيصال البرامج الدينية والثقافية والعلمية والإرشادية إلى المشاهدين والمستمعين في كل مكان لتأكيد دور هذا الجهاز الإعلامي المهم... في توطيد دعائم الوعي والمعرفة وترسيخ مبادئ الإسلام"  . 

 

ويقوم المركز بالمشاركة في عدد من البرامج الإذاعية والتلفزيونية التي تقدم من المحطات الرئيسة، إلى جانب قيامه بتغطية جميع الأنشطة والفعاليات الإخبارية والثقافية والسياحية والحضارية المرتبطة بمنطقة الباحة. كما ينتج المركز بعض البرامج المحلية المتنوعة التي تبرز أهم المعالم السياحية والأثرية في المنطقة، نظرًا لكون المنطقة من أبرز المناطق السياحية في المملكة.

 

ولا يقتصر حضور الإعلام في منطقة الباحة على المرئي والمسموع من وسائله، بل على المقروء أيضًا. فللصحافة في المنطقة حضور فاعل أيضًا في نشر الثقافة ورعايتها. فعلى الرغم من عدم وجود صحيفة يومية محلية تصدر في المنطقة، إلا أن هناك عددًا من المكاتب لعدد من الصحف التي تصدر في المملكة وعددًا من المراسلين الذين يعملون في هذه الصحف ويمدّونها بكل ما يدور في المنطقة من أخبار وفعاليات في شتى المجالات وعلى رأسها المجال الثقافي - بطبيعة الحال - إذ تنشر هذه الصحف كثيرًا من الأخبار والفعاليات الثقافية والأدبية والفنية التي تجري في المنطقة، وتتيح الفرصة أيضًا لبعض أبناء المنطقة للإسهام بالكتابة فيها.

 

ولمنطقة الباحة أيضًا حضور جيد وإسهامات فاعلة في المسرح الإعلامي السعودي بشكل عام، إذ يعمل في وسائل الإعلام السعودي المقروء والمسموع والمرئي كوادر إعلامية متميزة من أبناء المنطقة. فمن الأسماء البارزة في مجال الصحف الأستاذ أحمد بن عبدالعزيز الغامدي مدير صحيفة أم القرى سابقًا، والأستاذ علي بن يحيى الزهراني نائب رئيس التحرير في صحيفة الندوة، والأستاذ سالم بن أحمد الغامدي مدير تحرير صحيفة الرياض، والأستاذ محمد بن علي جمعان الزهراني مدير تحرير صحيفة المدينة وغيرهم. ومن الأسماء البارزة في مجال الإذاعة والتلفزيون نشير هنا إلى الأستاذ حامد بن سعيد الغامدي المذيع المعروف ومعد البرامج في التلفزيون، والأستاذ عبدالله الأفندي مساعد مدير عام القناة الإخبارية ومدير مكتب هيئة الإذاعة والتلفزيون البريطانية بالمملكة، والأستاذة المذيعة مريم الغامدي والمذيع محمد بن حمدان الغامدي، وأحمد شفلوث الزهراني وعبدالله بن حسن الكناني وغيرهم.