ذكرت مصادر في التاريخ العثماني أن أمهات بعض السلاطين العثمانيين تدخّلن في إدارة الدولة العثمانية ولعبن دورًا هامًا في التخلص من بعض الأمراء وتنصيب بعضهم الآخر. صحيفة ""خبر ترك"" التركية تناولت في تقرير لها بعض أمهات السلاطين العثمانيين المشهورين، وذكرت أدوارهن في إدارة الدولة العثمانية ومآثرهُن:

ـ والدة السلطان المؤسس عثمان الأول ابن الغازي أرطغرل 1299 ـ 1326 ""حليمة خاتون"": ساهمت في تحفيزه على العمل بجد لتأسيس الدولة العثمانية وتوسيع رقعتها الجغرافية. ترقد حليمة خاتون في مقبرة السلاطين في ناحية ""سوغوت"" التابعة لولاية ""بيلجيك"" نقطة بزوغ الدولة العثمانية.

ـ ""ملحون خاتون"" زوجة السلطان المؤسس للدولة العثمانية، وأم السلطان ""أورهان غازي"" حامل شعلة تمديد الديار العثمانية بعد أبيه، ومؤسس الحكم السياسي الرسمي للدولة العثمانية. يقع قبرها في مقبرة السلاطين ببورصة.

ـ والدة السلطان مراد الأول 1360 ـ 1389 وزوجة السلطان أورهان غازي ""نيلوفار خاتون"": أولى زوجات السلاطين من غير تركي، فهي من اليونان. اسمها الحقيقي ""هوروفيرا"". نأت نيلوفار خاتون بنفسها عن التدخل في شؤون الدولة، وانشغلت بجمالها وحليها. دُفنت نيلوفار إلى جانب زوجها ""أورهان غازي"" في تربته ببورصة، وأُطلق اسمها على الحي الذي يحتضن ضريحها.

ـ والدة السلطان العثماني ""يلديريم بيازيد"" 1389 ـ 1402 ""غول جيجيك"": من أصل بلغاري، واسمها الحقيقي ""ماريا"". عدلت غول جيجيك عن التدخل في شؤون الدولة، ودُفنت إلى جانب زوجها ""مراد الأول"" ببورصة. ولم يحصل المؤرخون على صورة أكيدة للسلطانة غول جيجيك.

ـ والدة السلطان محمد الأول 1413 ـ 1421 ""دولت خاتون"": أهداها والدها السلطان القرماني ""سليمان شاه"" إلى السلطان العثماني ""يلديريم بيازيد"" لتوطيد العلاقة فيما بينهما. تجنبت دولت خاتون التدخل في إدارة الشؤون العثمانية، ويُقال إن والدها حذرها تحذيرًا شديدًا من الإقدام على ذلك، وبقيت مُخلصة لوصية أبيها إلى أن توفاه الله. دُفنت في مقبرة السلاطين الموجودة داخل أحضان مدينة ""بورصة"".

ـ والدة السلطان العثماني ""مراد الثاني"" 1446 ـ 1451 ""أمينة خاتون"": طلبها السلطان محمد الأول من قبيلة ""دولكا دير"" التركية، إحدى قبائل بلاد الأناضول. ساندت زوجها محمد الأول في جمع أوصال الدولة العثمانية، بعد تفتيتها من قبل السلطان المغولي ""تيمور لينك"" في معركة ""أنقرة"" التي وقعت بتاريخ 28 تموز/ يوليو 1402، وذلك من خلال دعوة قبيلتها والقبائل الأخرى للوقوف إلى جانب زوجها وطرد الأمراء المغول من بقاع الأناضول، وشد الهمم وتمكين الحصون لمنع اختراقها في حال إقدام المغول على مهاجمة الدولة العثمانية ودكها مرة أخرى، وبالفعل نجح محمد الأول بمساندة القبائل الأناضولية التي دعتها أمينة خاتون للوقوف إلى جانب زوجها. دُفنت في مقبرة السلاطين ببورصة.

ـ والدة السلطان العثماني ""محمد الفاتح"" 1451 ـ 1481 ""حما خاتون"": تفتقر الوثائق التاريخية إلى معلومات أكيدة متعلقة بالسلطانة حما خاتون، ولكن يرجح المؤرخون أنها من أصول أجنبية.

ـ والدة السلطان العثماني ""سليم الثاني"" 1566 ـ 1574 ""هرّم"": السلطانة الأكثر إثارة للجدل في تاريخ الدولة العثمانية، شهد لها بعض المؤرخين بتدخلها السافر في إدارة الدولة، بهدف إبعاد ابن زوجها السلطان سليمان القانوني ""الأمير مصطفى"" عن العرش لضمانه لابنها ""سليم الثاني""، كما ذُكِر أنها تدخلت في عزل مسؤولين رفيعي المستوى داخل الدولة العثمانية. قدمت إلى القصر كجارية ومن ثم صعدت إلى عرش السلطنة.