تعلم كيف تبدأ مشروعك من المنزل
تتطلب أولى خطوات بدء أي مشروع من المنزل تحديد الأهداف المرجوة من ذلك المشروع وكم الأموال والجهد والوقت اللازم لإطلاق ذلك المشروع وضمان نجاحه واستمراره. ويعنى ذلك انه لابد وان يكون هناك رؤية واضحة لشكل المشروع المقترح عندما تبدأ عمليات تشغيله الفعلية وما هي بالضبط العناصر أو العوامل المطلوب توافرها لإطلاق المشروع . وعند الاتفاق على تنفيذ أي مشروع لابد من التحقق من أن هذا المشروع الذي سيتم من المنزل سيكون قادرا على تحقيق الأهداف العامة لصاحب ومنفذ الفكرة أو بمعنى أخر تنفيذ مشروع يسهم في تحقيق الذات.
ولتحقيق ذلك المقصد لابد وان يكون هناك أبحاث ودراسات تسويقية لتحديد حجم رأس المال والخبرات المطلوبة لتوفير السلعة أو الخدمةالتي سينتجها المشروع وتحديد القدرة الإنتاجية الأولية لذلك المشروع مع دراسة إمكانية زيادة الطاقة الإنتاجية مستقبلا على أساس احتياجات السوق المستهدف وهو ماسيتطلب تحديد ودراسة طبيعة ذلك السوق . وبمجرد وضع التقديرات الأولية للمتطلبات المالية والفنية اللازمة لتنفيذ المشروع ستتضح وبصورة سهلة الجدوى الاقتصادية لذلك المشروع المقترح .
ابدأ مشروعك من المنزل
ابدأ مشروعك من المنزل
ولاشك أن الالتزام بتلك الخطوات سيجنب مبدئيا الوقوع في أخطاء مرت من قبل بأصحاب بعض المشاريع حيث انفق الكثير منهم الوقت والمال في مشروعات لم تدر العائد الذي كان مستهدفا لاعتبارات كثيرة أهمها عدمملائمة فكرة المشروع لاحتياجات السوق. فقد يعتقد البعض من أصحاب المشروعات الصغيرةإن نجاح المشروع يعنى القدرة على ابتكار منتج أو خدمة بشكل متطور غير أن النجاح الحقيقي للمشروع هو بالطبع القدرة على تسويق المنتج وكسب حصص جيدة من السوق المستهدف.
فلابد قبل بدء الخطوات الفعلية لعملية الإنتاج طرح عينات أولية من السلعة للمستهلك المستهدف والتعرف بصورة مباشرة على أراء المستهلك في تلك السلعة من حيث جودتها ومستوى السعر وأية مقترحات بالنسبة للتعديلات التي يمكن إدخالها على المنتج. كما لابد من التعرف على المنتجات المماثلة أو المشابهة الموجودة في السوق لتحديدالمزايا التنافسية التي يمكن أن تحظى بها السلعة المنتجة من خلال المشروع المنزليسواء كانت تلك الميزة متمثلة في السعر الأقل أو القدرة على تقديم خدمة إضافية مع السلعة المطروحة مثل توصيلها إلى العميل مباشرة.
ومن خلال التعرف على المنتجات المماثلة الموجودة في السوق والتي عادة ما ستكون منافسة سيمكن وضع تصور واقعي للاحتياجات الفعلية للسوق كما سيكون من السهل تحديد الإضافات التي يمكن إدخالها على المنتج الذي سيتم تقديمه من خلال المشروع المنزلي لكسب شرائح جديدة من المستهلكين. ولا شك انه بمجرد التعرف على الاحتياجات الفعلية للسوق سيكون من الممكن اتخاذ القرار السليم بشأن اختيار المنتج المناسب القادر على النفاذ للسوق المستهدف وضمان استمرارية المشروع.
الخطوه الاولى : تحديد الهدف
لابد من أن تكون هناك مبررات مقنعة لتنفيذ المشروع من المنزل حيث يجب كخطوة أولى أن نسأل أنفسنا ما هو الهدف من المشروع المقترح: هل هو بهدف توفير فرصة عمل تحقق قدرا من الاستقلالية والقدرة على تحقيق الذات؟ أم أن السبب وراء الإقدام على تنفيذ مشروع من المنزل هو الرغبة في دخول مجال العمل الحر بدلا من العمل الوظيفي؟ أم أن الهدف هو توفير دخل مادي جيد؟ وبالطبع قد يكون هناك أكثر من مبرر للإقدام على تنفيذ مشروع من خلال المنزل.
ومن المؤكد أن تناول تلك الدوافع أو المبررات تجعل لنا هدفا واضحا عند اتخاذ قرار البدء في تنفيذ مشروع من المنزل. ودعونا نقول انه إذا كان الهدف والمبرر الحقيقي من وراء قرار تنفيذ مشروع من المنزل هو إيجاد فرصة عمل تشغل وقت الفراغ فقط بغض النظر عن مسألة تحقيق هامش ربح معقول، فإن العمل في تلك الحالة لن يحمل صفة المشروع التجاري الذي يحظى بالعوامل المحفزة للنمو والتوسع على المدى الطويل، ويعنى ذلك انه لضمان نجاح فكرة المشروع المنزلي فعلينا أن نفكر بعقلية اقتصادية ليكون هدف المشروع ليس فقط إنتاج سلعة أو خدمة بل تحقيق هامش ربح جيد كمصدر دخل مع الأخذ في الاعتبار أهمية وضع خطط لتطوير المنتج بشكل دوري ووفق احتياجات السوق المستهدف.
ويجب التأكيد على أهمية أن يكون لصاحب المشروع المنزلي خبرة سابقة في مجال العمل الذي سيقدم على تنفيذه من خلال المشروع المقترح وهو ما سيعطى المشروع قدرة على تطوير المنتج وتقديمه بشكل قادر إلى حد كبير على المنافسة أمام المنتجات المماثلة. وهناك بالطبع اعتبارات كثيرة تبرر الإقدام على خطوة تنفيذ مشروع منزلي بغض النظر عن اعتبارات الربحية، ومن بين تلك الاعتبارات خوض تجربة الاعتماد على الذات مع رؤية مراحل تنفيذ المشروع والنجاحات التي يمكن تحقيقها. كما أن تجربة المشروع المنزلي تعطي المرونة والحرية في اختيار الوقت المناسب لتنفيذ الأعمال المطلوبة لتقديم المنتج أو الخدمة وقد تتناسب تلك الميزة مع السيدات وربات البيوت.
الخطوة الثانية : التحكم في النفقات
من أكبر التحديات التي تواجه إقامة مشروع منزلي هي التحكم في نفقات المشروع. هلتعلم ما هي النفقات التي يمكن أن توفرها و كيف ؟ هل تفكر في توفير نفقات كبيرة مثلنفقات الإعلان عن مشروعك؟
في البداية تذكر انه يجب عليك إنفاق المال حتى تجني ثماره فيما بعد و لكن طريقة إنفاق المال هي التي تحدد ما إذا كان المشروع رابحا أو خاسرا. وعندما تكون ميزانيتك صغيرة، كما هو الحال في معظم المشروعات المنزلية، فان التحكم في النفقات يكون صعبا لذلك فأنت بحاجة إلى خطة مالية. إن المقياس الحقيقي لأداءنفقات المشروع هو حجم العائد الذي يمكن تحقيقه من خلال العمل بعد استقطاع كافة النفقات والتكاليف. فعليك قياس أداء نفقات العمل وجدوى تلك الأعباء المالية التي يتم تحملها بمدى العائد المحقق من منظور حجم المبيعات المسجل ومستوى الأرباح الصافية المسجلة. ومن الممكن، كأحد معايير تقييم المشروع، العمل على مقارنة أداءالمشروع من حيث حجم المبيعات ومستوى الأرباح بأداء أحد المشروعات المماثلة في طبيعة النشاط وحجم الأعمال وبالطبع لابد وان يكون هناك تشابه أيضا في العمر الزمني لكلا المشروعين موضع المقارنة.
الخطوة الثالثة : الترويج للسلعة
يعتبر الترويج جزء مهم من العملية التسويقية وان كان لا يهدف فقط وبشكل مباشر لتحقيق عملية البيع، فالترويج هو نوع من الدعاية للمنتج النهائي وفكرة المشروع. ومنهنا فالترويج شكل من أشكال الاستثمار طويل الأجل الذي سيؤدي في النهاية لتنشيط المبيعات من السلع التي يقدمها أي مشروع بما في ذلك المشروعات التي تتم من خلال المنازل أو المشروعات العائلية، كما انه حتى في مثل هذه النوعية من المشروعات صغيرة الحجم التي عادة ما تكون فردية لابد من تخصيص جزء من ميزانية المشروع للترويج للمنتج والتعريف به داخل السوق المستهدف. وقد تكون أفضل وأسهل وسيلة للترويج للمنتجمن خلال اكتساب ثقة المستهلك المستهدف الذي سيقوم بدوره وبشكل غير مباشر من خلال درجة رضاه عن المنتج بتقديم صورة جيدة عن ذلك المنتج وهو ما سيسهم في تمكين المشروع من اكتساب حصص جديدة في السوق المستهدف.
الإعلان :
قد يحتاج المشروع المنزلي في مرحلة من مراحل التوسع إلى الترويج للمنتج أو الخدمة التي يتيحها من خلال الوسائل الإعلانية المختلفة المتعارف عليها حيث يسهم الإعلان جذب في انتباه المستهلك المستهدف بأهمية السلعة المعلن عنها والتعريف بصورة غير مباشرة بطبيعة المشروع، ومن الممكن تغيير شكل الإعلان حسب طبيعة الفئة العمرية للشريحة المستهدفة، ومن واقع بعض الدراسات التسويقية المتعلقة بالتركيبة السكانية أو الفئات العمرية للشرائح المستهدفة من المستهلكين فهناك آراء تشير إلى أن المستهلكين ممن ينتمون إلى فئة العشرين عاما والثلاثين عاما عادة ما يحتاجون إلى سلع تمنحهم شكلا من التميز أو التفرد وان كان بسعر اقتصادي ، بينما نجد أن فئة الأربعين والخمسين عاما تحظى بقوة شرائية أعلى وترغب في منتج يعطيهم شعور بالتميز بينما نجد أن الفئات العمرية الأكبر تبحث عن المنتج العملي الذي يحظى بالجودة وثقة السوق.
التمويل اللازم للمشروع :
تعد مسألة توفير التمويل أحد الخطوات اللازمة لضمان بدء الإجراءات العمليةالخاصة بتنفيذ المشروع. ومن هنا فلابد من أن نسأل أنفسنا هل نحن مستعدون مالياللبدء في المشروع؟ هل لدينا رأس مال متوافر للانطلاق في إجراءات التنفيذ أم من خلالعملنا الوظيفي سيمكن تدبير الأموال التي يمكن أن تغطي تكاليف المشروع المقترحتنفيذه من المنزل؟ وبغض النظر عن طبيعة الوضع المالي لصاحب المشروع المقترح تنفيذهمن المنزل فلابد من الأخذ في الاعتبار أن توافر السيولة بشكل منتظم قد تكون مشكلةفي بعض المراحل التنفيذية للمشروع خاصة وان هناك أعباء مالية غير متوقعة قد تطرأ منحين لأخر. تتطلب مسألة توفير التمويل اللازم للمشروع المقترح تنفيذه من المنزل وضعخطة مالية تتضمن تحديد عوامل الإنتاج الأساسية التي سيبدأ من خلالها المشروع وبحثإمكانية الاستعانة بقرض خارجي إذا اقتضت الحاجة لذلك. ولابد أن تتضمن الخطة الماليةتحديد التكاليف المبدئية لضمان سير عمل المشروع لفترة لا تقل عن 6 اشهر أو عام معالأخذ في الاعتبار أن الفترة الأولى من عمر المشروع تساهم في التعرف على طبيعةالسوق بشكل أكثر مع تنمية قاعدة المستهلكين كما انه عادة قد لا ينتظر من المراحلالأولى لعمل المشروع تحقيق عائد أو هامش ربح مجزي حيث قد يتطلب الأمر الاكتفاء فقطبتغطية التكاليف المطلوبة لحين تمكن السلعة من كسب الحد الأدنى من ثقة المستهلكينأو العملاء.
الخطوة الرابعة : عملية بيع الخدمة او السلعة
يتم اتخاذ قرار بيع السلعة أو الخدمة التي يتيحها المشروع المنزلي من خلال عدة محاور
o البيع الشخصيالمقصود بالبيع الشخصي هو تولي مسئولية التسويقوالبيع المباشر للسلعة التي يتم إنتاجها من خلال المشروع المنزلي وذلك عن طريق عرضالسلعة على العملاء بشكل مباشر أو عن طريق طرحها لمتاجر التجزئة وفي كلا الحالتينيتولى صاحب المشروع مهمة الترويج للسلعة وإقناع المستهلك المستهدف بمزاياها. ويلجأعادة صاحب المشروع المنزلي او الصغير إلى ذلك الأسلوب في تسويق المنتج إذا كانتلديه قناعة بأنه أكثر شخص يعرف طبيعة المنتج الذي يقدمه والأكثر حرصا على توسيعالقاعدة التسويقية لمنتجاته.
o البيع من خلال المعارضهناك عدد من المعارض المتخصصة في تسويقالسلع الخاصة بالأسر المنتجة وبالمشروعات التي تتم من خلال المنازل مثل المنسوجاتوالسجاد والمفروشات والهدايا، غير انه بالطبع لابد أن تكون المشروعات المشاركةمسجلة لدى الجهات المعنية والتي تتولى تقديم الدعم المادي والفني لمثل هذهالمشروعات. وتشهد مثل هذه المعارض مشاركة تجار التجزئة والجملة وأصحاب الوكالاتالتجارية أو الموزعين للتعرف على المنتجات الجديدة المطروحة، إلى جانب المستهلك أومما يطلق عليهم العميل المتوقع.
o إسناد مهمة التسويق و البيع لوكيل أو موزعقد يسند صاحبالمشروع المنزلي مهمة تسويق السلعة أو الخدمة التي يطرحها من خلال وكيل أو موزع لكييتفرغ بشكل أكثر لمهمة تجويد المنتج ودراسة التطورات التي تطرأ على احتياجاتالمستهلك. لكن لابد لصاحب المشروع من التعرف على وجه الاختلاف بين مهمة الموزعوالوكيل. فالموزع يقوم بشراء المنتج حيث تنتقل إليه ملكيتها وعادة ما يحصل على خصميتراوح ما بين 30 – 50 % مقابل وضع العلامة التجارية الخاصة به على المنتج ليتولىمراحل التسويق المختلفة، كما أن الموزع عادة ما يعمل في إطار منطقة جغرافية محددةأو من خلال منافذ توزيع محددة. وفيما يتعلق بالوكيل فهو الذي يتولى مهمة البيعمقابل الحصول على عمولة أو قد يحصل على مقدم أتعاب.
o البيع من خلال الاتفاق مع تاجر التجزئةعلى عرض المنتج علىسبيل الأمانة مع الاتفاق مسبقا على نسبة الربح التي سيحصل عليها التاجر.
وفيما يتعلق بعمليات تسويق المنتجات الحرفية واليدوية ذات القيمة الفنيةفإنه قد يتم في الكثير من الأحيان عرض تلك المنتجات في أحد متاجرالتجزئة المتخصصة أو البازارات لحين بيعها مقابل نسبة أو عمولة يحصل عليها البائععندما تتم عملية البيع، حيث تتسم عادة تلك النوعية من المنتجات بالسعر المرتفع وفيالمقابل يتحمل صاحب المشروع تكاليف تصنيع منتجه لحين النجاح في بيع المنتج.
وبغض النظرعن الأسلوب الذي سيتم إتباعه في تسويق المنتج أوالسلعة المقدمة من خلال المشروع وحتى إذا تم ذلك عن طريق عدة وسائل، فلابد أن يكونهناك خطة عمل يتم تنفيذها في إطار زمني محدد مع تقييم النتائج التي يتم تحقيقهالتحديد أفضل وسائل التسويق التي تتناسب مع طبيعة المنتج الذي يتم تقديمه وبالطبعطبيعة المستهلك المستهدف.
الخطوة الخامسة : تحديد العميل او المستهلك
o قبل أن نبدأ أولى الخطوات نحو إقامة المشروع المنزلي لابد أولا أن نحدد طبيعةالمستهلك أو العملاء الذين سيتم العمل على بيع المنتج أو الخدمة لهم أو بمعنى آخرتحديد الشريحة التي ينتمي إليها ذلك المستهلك التي تحدد على أساس مستوى الدخلوالمستوى التعليمي والثقافي، ويلي ذلك تحديد السوق الذي يستهدفه المشروع وهى خطوةهامة لضمان تنفيذ مشروع ناجح بغض النظر عن حجم هذا المشروع.
o وقد يعتقد البعض من أصحاب المشروعات الصغيرة أن المستهلك المستهدف هو أي شخصيقدم على شراء المنتج أو الخدمة التي يتيحها المشروع حتى إذا تمت عملية الشراء لمرةواحدة فقط، إلا أنه لابد من تحديد نوعية المستهلك المستهدف، بحيث يتم العمل علىإنتاج سلعة أو خدمة من خلال المشروع المنزلي تلبي بشكل فعلى احتياجات المستهلكالمستهدف ومن ثم السوق الذي ينتمي إليه ذلك المستهلك.
الخطوة السادسة : التسويق والمبيعات
استراتيجيات التسويق
لمشروع صغير أو متوسط الحجم. من المؤكد أن أحد الأهدافالأساسية لاستراتيجيات التسويق المتعلقة بالمشروع المنزلي هي تحقيق قيمة مضافةحقيقية من خلال المشروع أو بمعنى آخر تمكين المنتج النهائي للمشروع من اكتساب حصصجديدة في السوق المحلي وبشكل مضطرد، ويمكن تحقيق ذلك الهدف من خلال السعي الدائمنحو تقديم مزايا وخدمات ترويجية للمنتج أو الخدمة التي يوفرها المشروع المقاممتمثلة في تقديم عينات مجانية من المنتج، غير أنه يتعين العمل على تحديد نوعيةالعميل المناسب للسلعة أو الخدمة التي يتيحها المشروع لضمان نجاح المشروع المنزليلكي يكون نواة مستقبلية
الخطوة السابعة : المكان الملائم
تفرض فلسفة العمل أو إطلاق مشروع من خلال المنزل معطيات جديدة يجب التعامل معهاحيث لابد من وجود فصل بين حياة العمل وحياة الأسرة خاصة وانه سيكون هناك قاسم مشتركوهو المنزل مما يعني ضرورة عدم وجود تداخل بينهما بالشكل الذي يؤثر بالسلب عليهما. ومن المؤكد أن الأمر لن يكون صعبا حيث كل ما هو مطلوب عملية تنظيمية لتحديد ساعاتالعمل المناسبة للمشروع وبالطبع في إطار المكان الملائم الذي سيخصص من المنزل والذييتناسب مع طبيعة العمل مع مراعاة أن لا تؤثر ساعات العمل الخاصة بالمشروع على سيرالحياة الطبيعية للأسرة داخل المنزل أو بمعنى أخر مراعاة أن لا تتسبب أعمال المشروعفي حدوث تقصير من جانب صاحبه بشأن واجباته تجاه المنزل والأسرة الأمر الذي يستلزمضرورة تحديد ساعات محددة لأعمال المشروع تشمل مهمة الاتصال بالعملاء أو استقبالهمفي إطار المكان المخصص لذلك في المنزل.
إن نجاح سير العمل في المشروع المنزلي يتوقف إلى حد كبير على القدرات والمهاراتالشخصية التي يمتلكها صاحب المشروع إلى جانب مسألة مهمة أخرى – وان كانت لا ترتبطبالعامل السابق – وتتمثل في طبيعة المساحة التي سيتم اقتطاعها من المنزل لتخصصلأعمال المشروع. فلابد وان يكون هناك أسلوب عمل يتماشى مع طبيعة الشخص صاحب المشروعحيث قد يفضل البعض العمل في مكان منعزل بعيدا عن محيط الأسرة لتوفير الهدوء المطلوبخاصة إذا كانت الأعمال الخاصة بالمشروع تتطلب ذلك مثل أعمال الترجمة أو الأعمالالمرتبطة باستخدام الحاسب الآلي. وفي كل الأحوال – وبغض النظر عن طبيعة العمل الخاصبالمشروع – فلابد من مراعاة أن تتوافر في المكان المخصص للعمل المستلزمات التي تسهمفي إنجاز العمل بالشكل المطلوب. ولابد من الأخذ في الحسبان الأموال الإضافية التيقد يتطلبها المشروع لتجهيز المكان الذي سيتم تخصيصه من المنزل لتنفيذ أعمال المشروعحيث قد تتسبب بعض المشاريع في إحداث ضوضاء تؤدي إلى إزعاج باقي أفراد الأسرة أوالمنازل المجاورة وهو ما يتطلب توفير تجهيزات تتضمن عمليات تغليف الحوائط بخاماتقادرة على امتصاص الأصوات.
الخطوة الثامنة : بدء المشروع الملائم
تعد الفكرة الجيدة بمثابة أول خطوة نحو تنفيذ مشروع ما غير ان تلك الخطوة قد تعدأسهل خطوة حيث أن هناك اعتبارات أخرى لابد من أخذها في الاعتبار في مقدمتها توافرالإمكانيات المالية اللازمة للمشروع كما لابد من التأكد ما إذا كانت فكرة المشروعيمكن تنفيذها من خلال المنزل أو لا.
أفكار لمشروعات يمكن تنفيذها من المنزل
هناك العديد من الأفكار التي يمكن تنفيذها كمشروع منزلي يدر دخلا إضافيا فعلى سبيل المثال
o أعمال الكانافا والكوروشيه والتريكو و شغل الإبرة والمفروشات و عمل الإيشارباتوالحقائب.
o تفصيل الملابس للكبار و الصغار
o مشروع تربية الدواجن والأرانب وا لحمام
o عمل مأكولات في المنزل و تجهيزها للبيع مثل عمل المخبوزات و المعجنات والحلويات و المربى و المخللات والبهارات *زراعة بعض أنواع الخضروات والفواكه فوقأسطح المنازل
o صناعة المنظفات السائلة و الصابون في المنزل.
o القيام ببعض أعمال السكرتارية و الترجمة و كتابة الرسائل العلمية في المنزل وذلك بالتعاون مع مكاتب الترجمة والكمبيوتر و مكاتب خدمة رجال الأعمال.
o القيام ببعض الأعمال الحرفية و الفنية التي تتطلب مهارات خاصة مثل أعمال الرسمعلى الزجاج والأواني الفخارية، تصميم البطاقات الخاصة بالمناسبات وعلب الهدايا والورود وشمع الزينة وإطارات الصور.
o إعداد صالون تجميل للسيدات في أحد غرف المنزل الخالية.
o القيام ببعض الأعمال الحسابية ومراجعة الحسابات للمحلات المجاورة للمنزل (البقالة – محلات الغسيل الجاف – المكتبة – محلات بيع الخضار و الفاكهة……).
o العمل كجليسة للأطفال و المسنين. بالنسبة لجليسة الأطفال فيمكن استضافة الأطفالفي المنزل و تخصيص أحد غرف المنزل لذلك.
o عرض خدمة توصيل الطلبات للمنازل على محلات البقالة و المطاعم و الصيدليات.
الخطوة التاسعة : التغلب على الصعوبات
لا يعنى بأي حال من الأحوال أن الإخفاق في تحقيق بعض أو كل الأهداف المرجوة منالمشروع أن فكرة المشروع المنفذ قد فشلت تماما بل يجب القول أن هناك بعض أوجهالقصور في التنفيذ أو أن التوقعات التي كانت موضوعة لم تكن واقعية بالقدر الكافي أوأن خطة العمل لم تأخذ في الاعتبار العوامل والتطورات المفاجئة التي يمكن أن تطرأعلى السوق المستهدف ومثال على ذلك دخول منتج منافس أثناء عمليات الإنتاج والتسويق.
ويمكننا القول انه بمجرد مرور أول عام على تنفيذ المشروع من حيث عمليات الإنتاجوالتسويق وفي إطار خطة العمل الموضوعة من قبل يمكن في تلك الحالة الإقدام على وضعخطة عمل مستقبلية قد تمتد إلى خمس أعوام على أساس الخبرة المكتسبة من الفترة الأولىللعمل. إن نجاح المشروع المنزلي يتطلب منك جهدا خاصا في الموائمة بين عملك والاهتمام بالشئون المنزلية في نفس الوقت. من الأفضل توفير مكان مستقل في المنزل(غرفة مستقلة)و تخصيصها للمشروع و ذلك لضمان الخصوصيةوالاستقلالية أثناء العمل و كذلك لتوفير الهدوء و الراحة. ومن الممكن الاستعانة فيبعض الحالات بأصحاب الخبرات في مجال العمل الخاص بالمشروع المقترح كما يمكنالاستعانة بمتخصصين في الجوانب التسويقية أو المالية إن أمكن. غير انه في كثير منالأحوال يتجنب أصحاب المشروعات المنزلية الاستعانة بالمتخصصين لتقليل التكاليف التيسيتم تحملها حيث يفضل البعض اكتساب الخبرات من خلال العمل اليومي في المشروع.
الخطوة العاشرة : التخطيط للمشروع
أولا لابد وان نسأل أنفسنا هل نحتاج إلى خطة عمل؟ لقد تناولت العديد من الدراساتالخاصة بالمشروعات الصغيرة أهمية وجود خطة عمل لضمان نجاح المشروع وتجنب أي مشاكلقد تطرأ من حين لأخر حيث أن خطة العمل ما هي إلا شكل من أشكال الخرائط التي يمكن منخلالها الانتقال من مرحلة إلى أخرى.
مما لاشك فيه أن المشروعات التجارية تحتاج إلى خطة عمل مدروسة بشكل جيد وان كانبالنسبة للمشروعات التي يتم إعدادها من خلال المنزل فالبعض منها قد يفتقر إلى وجودالخبرات اللازمة لإرساء خطة العمل التي تقسم مراحل تنفيذ المشروع وفق جدول زمنيمحدد. كما انه بالنسبة لمثل هذه النوعية من المشاريع قد يصعب الاستعانة بأحدالمختصين كجهة استشارية نظرا لما سيتطلبه ذلك من أعباء مالية إضافية على المشروع. وبالطبع فإن أهمية خطة العمل بالنسبة للمشروع المنزلي تكمن في توفير جدول زمنيلتنفيذ الأعمال المطلوبة حيث يمكن من خلال الخطة متابعة الأعمال التي تنجز حتى تتمعملية إنتاج السلعة أو المنتج أو الخدمة وتسويقها. وتسهم أيضا خطة العمل في تحديدأهم الأهداف اللازم إنجازها لضمان جدوى المشروع. وتسهم أيضا خطة العمل في تعريفصاحب المشروع بالمستهلك أو العميل المناسب لطبيعة المنتج الذي سيتم تقديمه كماتساعد خطة العمل في التعرف على المنافسين وطبيعة منتجاتهم لتقديم سلعة تتميزبمواصفات إضافية أو فريدة إلى جانب السعر المناسب لتكون قادرة على المنافسة فيالسوق المستهدف. كما تتضمن خطة العمل أيضا وضع تصورات لإجراءات مراقبة جودة المنتجالذي سيتم تقديمه فضلا عن أن الخطة لابد أن تضم خطط فرعية تتعلق بالتسويق والترويجوالجوانب المالية للمشروع. إلا انه بشكل عام فإن ضمان دقة خطة العمل يتطلب وجودجدول زمني لكل مهمة أو عمل من الأعمال الخاصة بالمشروع.
الخطوة الحادية : عشرة تنمية وتطوير المشروع
قد تكون مسألة بدء الخطوات العملية في عمل المشروع المنزلي أمرا سهلا غير أنتطور طبيعة العمل وفق مقتضيات التوسع وتنامي أعداد العملاء قد يفرض أعباء جديدة علىصاحب المشروع خاصة إذا تطلب التوسع إدخال تعديلات وعمليات تحديث على المنتج وزيادةحجمه لمواجهة الطلب المتزايد. ويعني ذلك أن أي مشروع سيتطلب في كل مرحلة وضعمقترحات جديدة في إطار خطط العمل بهدف التمكن من التعامل مع أعباء التوسع المفترضةبعد النجاح الذي يتم إحرازه في المرحلة السابقة. وفي ضوء ذلك كان لابد من طرح بعضالمقترحات التي تسهم في استمرارية نمو المشروع والانتقال به إلى مراحل جديدة منالعمل مع الاحتفاظ بنفس مستويات هامش الربحية خاصة وانه سيكون هناك أعباء ماليةجديدة تفرضها متطلبات التوسع.
وتتمثل تلك المقترحات فيما يلي:
o لابد من الأخذ في الاعتبار أهمية التركيز بشكل مبدئي على منتج أو خدمة معينةبمعنى بذل اكبر جهد ممكن على إنتاج وتطوير سلعة محددة لتيسير عملية تسويقها وبهدفتقليص مخاطر الركود التي قد تتعرض لها سلعة دون أخرى حيث ستتطلب المراحل الأولى منعمر المشروع قصر عمليات تجويد الإنتاج على سلعة أو سلعتين لا أكثر. ومن المؤكد أنذلك النهج في العمل سيتيح المجال أمام صاحب المشروع لاكتساب خبرة جيدة في تخصص محددسواء فيما يتعلق بعمليات تطوير المنتج وتسويقه.
o من الممكن الانتقال إلى مرحلة جديدة في العمل وذلك بمجرد التأكد من أن السلعةالمنتجة قد لاقت قبولا جيدا لدى المستهلك حيث يمكن في تلك الحالة العمل على توسعةحجم خط الإنتاج الحالي بهدف تلبية احتياجات العملاء كما من الممكن اقتناص تلكالفرصة للعمل على ادخل بعض التعديلات على المنتج سواء في الشكل أو المضمون في إطارعمليات أولية لتنويع خط الإنتاج وكسر احتمالات أي ملل متوقع لدى المستهلك.
o لابد من البحث عن أساليب جديدة لزيادة حجم المبيعات للعملاء والمستهلكينالحاليين. وقد يكون ذلك الأسلوب أسهل من البحث عن مستهلكين جدد. فحتى في حالة عدمالقدرة على توسعة خط الإنتاج القائم يمكن العمل على زيادة إيرادات المشروع من خلالمحاولة زيادة المبيعات من السلعة أو الخدمة التي يتم إنتاجها للمستهلكين الحاليين. ويتم ذلك عن طريق منح خصومات تحفيزية لشراء أكثر من وحدة من المنتج خاصة وإذا كانتتلك السلعة تحظى بتكلفة منخفضة في الإنتاج.
o يمكن في مرحلة متقدمة من عمر المشروع الاستعانة بموظف يحصل على أجره مقابل مهمةأو ساعات عمل معينة لتقديم المعونة الفنية أو المساعدة التي قد تتطلبها طبيعة العملالخاصة بالمشروع. ويمكن أن يسهم ذلك الإجراء في توسعة شبكة العلاقات الخاصةبالمشروع مع أصحاب الخبرة والمتعاملين في المجال الذي يتم العمل فيه والذي قد يصعبالاستعانة بهم كموظفين بنظام الوقت الكامل.
o قد يكون لصاحب المشروع قدرة على إنشاء موقع له على شبكة الانترنت للإعلان عنطبيعة المشروع ونوعية السلع والخدمات المتاحة كما يمكن مد المستهلكين الحاليين بأيةمعلومات جديدة عن السلع المنتجة من خلال البريد الإلكتروني الخاص بهم. ويمكنالاستعانة بتلك الوسيلة بالنسبة لبعض السلع والخدمات ذات الطبيعة الخاصة التيتستقطب شرائح محددة من المستهلكين مثل المنتجات اليدوية والحرفية ذات القيمة الفنية .
o يمكن بالنسبة لبعض المشروعات التي يتم تنفيذها من المنزل فتح قنوات للاتصال معمشروعات أو شركات أخرى يكون إنتاجها ذو صلة بالسلعة أو الخدمة التي يقدمها المشروع. وهذا الأسلوب يعتبر أحد الأدوات غير المكلفة للتسويق والوصول بالمنتج إلى شرائحمختلفة من المستهلكين. ومثال على ذلك فإذا كانت احد منتجات المشروع تتضمن الزيوتومستحضرات التجميل والعناية بالبشرة الطبيعية فمن الممكن الاتفاق مع مراكز التجميلوالنوادي الصحية لبيعها لأعضائه مقابل عمولة ونسبة تخفيض يتم الاتفاق عليها.
o يمكن السعي في احد مراحل المشروع نحو كسب أسواق جديدة وبالطبع شرائح جديدة منالمستهلكين. حيث من الممكن إنتاج سلعة تناسب احتياجات كل من الأم العاملة وربةالمنزل مع إمكانية إدخال بعض التعديلات الطفيفة. كما يمكن بيع سلعة ما بالجملة رغمأن طبيعة بيع تلك السلعة عادة ما يتم بالتجزئة كالمخبوزات. وفي تلك الحالة يمكنإنتاج تلك السلعة بكميات كبيرة وبنوعيات وأشكال مختلفة لتوزيعها على المخابز ومحلاتالحلويات حيث أن البيع وفق آليات حجم الإنتاج الكبيرة سيحقق هامش ربح معقول وبعداستقطاع النسبة التي سيحصل عليها الوسيط الذي سيقوم بدوره بعرض السلعة.