يقدم عالم الفنون المسرحية عددا لا يحصى من الدروس المستفادة في عالم الأعمال، خاصة في عالم المبيعات وخدمة العملاء، وواحدة من أكثر المفاهيم قوة التي يمكننا دراستها هي فكرة “الخشبة الأمامية” و“الخشبة الخلفية” في المسرح.

فهو الشيء الذي أتحدث عنه مع فريق العمل لدي في كل وقت، حيث تمثل الخشبة الأمامية ما يراه العملاء، وتشمل الأمور المتعلقة بها كل شيء من الانطباعات العامة إلى التفاصيل المحددة. عروض المبيعات، والمواد التسويقية، والمراسلات، والموقع على شبكة الإنترنت، والمحادثات مع العملاء. كل العناصر التي تجسد جهودنا على الخشبة الأمامية، التي تتضمن أيضا كل بريد إلكتروني وكل مكالمة هاتفية وأي شيء يراه العملاء. حيث يقوم المختصون بالخشبة الخلفية بتمكين المختصين بالخشبة الأمامية من تنفيذ مهامهم، فتوجد الخشبة الخلفية لخلقما لا يصدق من الخبرات على الخشبة الأمامية، وإن حدث خطأ واحد من القائمين على الخشبة الخلفية يفقد القائمون على الخشبة الأمامية تأثيرهم على المتفرجين. وخطأ آخر يضعفهم أكثر وكل زلة إضافية تقلل من تأثير بالخشبة الأمامية على المشاهدين أضعافا مضاعفة.

إن المؤسسات بحاجة إلى فهم أن العرض المسرحي الرائع على “الخشبة الأمامية” يعتمد على التقدير الكامل، والتعاون والجهود المبذولة من الموظفين على خشبة المسرح الخلفية فقط؛ لأن الخشبة الأمامية تسلط عليها الأضواء هو ما يجعل الأمر أكثر أهمية بالنسبة لها.

وفي الحقيقة، أنا لم أر أبدا فريق عمل بالخشبة الأمامية يفوز بجائزة، وكان الفريق بالخشبة الخلفية في الوقتنفسه ضعيفا في دعمه لهم، بل دائما يكون الفوز بالجائزة كان بسبب دعم الفريق الآخر على الخشبة الخلفية لمن هم  موجودون بالخشبة الأمامية، وهكذا المؤسسات لا تنجح المكاتب الأمامية وتنال رضا العملاء وتقديرهم لهم إلا بدعم من المكاتب الخلفية بالمؤسسة.

جرب واهتم بهذه المسألة كموضوع للمناقشة في اجتماعك القادم بفريق العمل لديك.. وليكن تساؤلك لهم حول: “كيف يمكن لفريق العمل بالمكتب الأمامي أن يكون داعما لفريق العمل بالمكاتب الخلفية والعكس بالعكس؟. دع كلا من الموظفين في المكتب الأمامي والموظفين بالمكاتب الخلفية يعملون بسلاسة واترك الجمهور (العملاء) يطالبونهم بالمزيد.