تعلم كيف حوَّل السعودي العقيل مكتبة “جرير” من دكان لكيان عملاق

الكاتب: وسام ونوس -
تعلم كيف حوَّل السعودي العقيل مكتبة “جرير” من دكان لكيان عملاق

 

 

تعلم كيف حوَّل السعودي العقيل مكتبة “جرير” من دكان لكيان عملاق

 

عندما بدأ محمد العقيل صاحب مكتبات جرير الشهيرة، بالعمل في أول مكتبة بسيطة له بشارع المتنبي في العاصمة السعودية الرياض لا تتجاوز مساحتها 50 مترا مربعا لم يكن يتصور مؤسس مكتبة وشركة جرير للتسويق أنها ستتحول يوما ما إلى مكتبة عملاقة بمساحة ضخمة قوامها 50 ألف متر مربع، وتتمدد من فرع واحد إلى 39 فرعاً على مستوى السعودية، ومن مبيعات قدرها ألفي ريال إلى 4 ملايين ريال (الدولار يعادل 3.75 ريالا)، ومن موظفين اثنين إلى 1200 موظف.

باختصار من مجرد محل صغير إلى شركة مساهمة كبرى تمتد بنشاطها في المملكة السعودية والدول الخليجية المجاورة كاسم موثوق لتسويق المستلزمات المدرسية والقرطاسيات والأدوات المكتبية والتقنية، هي فكرة كما قال صاحبها بدأت في نيويورك وتبلورت في لندن وولدت في الرياض حسبما نقلت مجلة “اقتصاد العرب” الإماراتية.

3 خيارات للمستقبل

 
 
 

أدرك العقيل أن الهندسة التي درسها ونال شهاداتها ومارسها لـ3 أعوام بمكتب عبد الله أبا الخيل للهندسة الاستشارية حتى العام 1979 لم تكن حلمه الذي كان يطمح إليه، مؤكدا أن العمل الحر هو الذي ساهم في حدوث الإنجازات على الصعيد الشخصي.

 

وقال “بعد أن تخرجت في الثانوية ذهبت إلى جامعة الملك فهد للبترول والمعادن وتخرجت فيها مهندسا ثم حصلت على الماجستير من جامعة بروكلي، وبعدها رجعت للرياض، والتحقت بمكتب استشارات هندسية حتى لمحت الطفرة الاقتصادية في البلاد بينما وقفت أمام 3 خيارات هي الاستمرار في مجال الهندسة، أو ولوج قطاع المقاولات، أو مواصلة العمل في المكتبة وبيع مجلات وصحف وأدوات مدرسية”

في منتصف الثمانينات فتح العقيل الفرع الثاني في الرياض وفي بداية التسعينات فتح فرع الشرقية لعدم وجود منافسة، وتوالى بعدها افتتاح الفروع وتحقيق العوائد المجزية مكللة بنجاحات إدارية ومبيعات قوية أدت إلى التوسع في كافة مدن البلاد، بل والخروج إلى بقية دول منطقة الخليج العربي باسم “مكتبة جرير”.

 

ودفعت المنجزات بالمهندس محمد العقيل إلى تكوين مجموعة شركات تحمل ذات المسمى أو بمسميات أخرى، فبعد تأسيسه لمكتبة جرير في العام 1979، نجح في تكوين “جرير للتسويق” عام 1980، تلاها شركة جرير للأثاث في عام 1981، ثم “جرير للاستثمار” خلال العام 1987، فـ “مملكة الطفل” في العام 1993، وأخيرا مدارس رياض نجد في 1996.

طرح للاكتتاب العام

 
 

وأراد العقيل تتويج نجاح اسم مكتبته بأن تكون عنصرا مهما في الاقتصاد المحلي، وعلامة بارزة في تجربة التسويق واحترام العميل، ليقنع عائلته وبعد مداولات استمرت لفترة محدودة قبل أن يقرروا بيع 30 % من أسهم الشركة، وتم بالفعل عندما تم طرح النسبة للاكتتاب العام ومن ثم إدراجها كأول مكتبة وقرطاسية تدرج أسهمها في سوق الأسهم المحلية خلال العالم 2003.

وقد أنشأت شركة جرير للتسويق في السعودية مفهوما جديدا للمكتبات من بيع القرطاسيات والأدوات المكتبية إلى مفهوم التسوق والقراءة والمتعة في ذات الوقت، حيث قامت جرير بترجمة و نشر ما يزيد على 356 عنوانا تم توزيعها داخل السعودية وخارجها، إضافة إلى توزيع آلاف العناوين العربية.

 

وتتوالى عملية التطوير بقيادة المهندس العقيل عبر تحول الشركة إلى شركة مساهمة مغلقة تلاها التحول إلى شركة مساهمة عامة أدرج سهمها على قائمة سوق الأسهم السعودية في 15 ديسمبر/كانون الأول 2003، ليبلغ رأسمال الشركة 240 مليون ريال موزع على 4.8 مليون سهم بقيمة اسميه مقدارها 50 ريالا للسهم الواحد (تم تجزئة جميع الأسهم السعودية إلى أسهم بقيمة اسمية 10 ريالات للسهم الواحد)، تم زيادة رأس المال إلى 300 مليون ريال بعد ذلك.

وقد حققت الشركة أرباحا صافية بمقدار 222 مليون ريال (7.4 ريال للسهم ) في الأشهر التسعة الأولى من عام 2007، مقابل 200.8 مليون ريال (6.7 ريالات للسهم ) في الفترة المماثلة من العام الماضي بزيادة 11%. وسجلت الشركة أعلى أرباح خلال الربع الثالث مقارنة بالربعين السابقين وذلك بسبب موسمية أرباح الشركة، حيث تحقق عادة أعلى

ليست مجرد مكتبة

من هذا الشعار أنشأت مكتبة جرير التي صار الكل حول العالم العربي يعرفها . فهي ذات نشأة سعودية . كما أن فروعها المنتشرة في المملكة تساوي 5 فروع إلى الآن . أيضا في الآونة الأخيرة توسعت المكتبة حيث صار لها فروع في بعض من دول الخليج كالكويت مثلا. فتلك المكتبة أصبحت مرجع لكل باحث عن الجديد في الكتب وتقنيات الكمبيوتر إضافة إلى المجلات والجرائد العربيةوالأجنبية المتنوعة والتي تغطى مجالات واسعة من حقول المعرفة.

 

يقال أن مكتبة جرير مكتبة تجارية تبحث عن الربح وتسعى له إلا أن أحد أعمال المكتبة قد يتجاوز في أهميته تحقيق الربح بل قد لا يكون عامل الربح هو المحك في هذا النشاط.والمقصود بذلك النشاط هي الترجمة الذي تمتاز بها مكتبة جرير ونالت السبق فيه فهناك أكثر من 190 كتابا قيما ومفيدا تم ترجمته في علوم الإدارة بأنواعها وفي المعلوماتية الخاصة بالكمبيوتر وفي هندسة الذات البشرية أو كما توصف بكتب تحسين الذات، تمتت رجمتها من قبل المكتبة خلال السنوات القليلة الماضية. والترجمة كانت مغامرة أقدمت عليها إدارة المكتبة ليس بحثا عن ربح ولو انه دائما وحلم كل تاجر وكل مؤسسة تجارية ولكنها قامت بهذا المشروع الكبير والمغامرة المكلفة لما رأته من وجود نقص حاد في المكتبة العربية في هذه المواضيع الشيقة والتي تدعوا إلى النجاح في الإدارة وفي الحياة العامة والخاصة وفي التقنية الحديثة.

ويؤكد الأستاذ عبد الكريم العقيلة سعادة المدير العالم لمكتبة جرير بأنه لا يوجد ترجمة مطابقة تماما لأي كتاب، ولكن المكتبة تحرص تماما على مراجعة جميع الترجمات ويهمهم أن تكون الترجمة صحيحة وفيها المعنى والمغزى الذي يسعى له الكاتب في اللغة الأصلية .يؤكد الأستاذ العقيلة بان مكتبة جرير تقوم بحملات إعلانية كبيرة في الصحف والمجلات والتلفزيون وحملتها الإعلانية على شبكة راديو mbc معروفة للجميع وفيها يعلن عن كل جديد بل إن لدى مكتبة جرير فكرة جديدة ستنفذ قريبا وهي منشور مصور من صفحتين لكل كتاب جديد وعليه صورة الغلاف ومعلومات عن الموضوع وستوضع هذه المناشير في أكشاك أمام مدخل المكتبة في كل مكتبات جرير لتكون أمام الزائر حال دخوله المكتبة.

 

شارك المقالة:
1494 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook