إنَّ التفسير الإجمالي لقول الله تعالى: {ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَىٰ ۖ كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَّسُولُهَا كَذَّبُوهُ ۚ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُم بَعْضًا وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ ۚ فَبُعْدًا لِّقَوْمٍ لَّا يُؤْمِنُونَ}، أنَّ الله -عزَّ وجلَّ- أرسل إلى الأمم التي أنشأها بعد ثمود رسلًا متتابعين يتبع بعضهم إثر بعض، وهذا من رحمة الله بعباده، حيث أنَّه لا يتركهم لهواهم ولا لشياطينهم الذين سيضلونهم بلا شكٍ، وأنزل مع هؤلاء الرسل الحجج والدلائل والبراهين على صدقهم، ورغم ذلك إلا أنَّ هؤلاء الأمم كلما جاءهم رسولٌ قابلوه بالتكذيب بما جاءهم من الحق من عند الله عزَّ وجلَّ، {فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُم بَعْضًا}، فأتبع هذه الأمم بعضها بعضًا بالهلاك والعقوبة وعجَّل لهم بها وذلك لأنَّه أتبعوا بعضهم بعضًا بالكفر، ثمَّ بعد ذلك جعلهم مثلًا وقصصًا وحكايات يتحدَّث به النَّاس في الشرِّ حيث إنَّ الله أبادهم وجعلهم عبرةً للنَّاس