هو الركن الخامس من أركانِ الإسلامِ، أوجبه الله تعالى على القادر والبالغ مرةً واحدة في العمر، ويكون الحج إلى الكعبة المشرفة الموجودة في المملكة العربية السعودية، ولهذا الركن شروطٌ وواجباتٌ وأركانٌ لا بد من الالتزام بها، من أجل أن يكون صحيحاً، ويحقّق الغاية منه؛ وهي رضوان الله تعالى، ومحو الذنوب والآثام، بل إن من يؤديه على أكمل وجهٍ دون الإخلال بأي شرطٍ من شروطه وواجباته يعود نقياً من الذنوب كيوم ولدته أمه.
للحج مناسكُ يجب أن تؤدى على الترتيب الذي وضّحه الرسول الكريم -محمد صلى الله عليه وسلم-، بناءً على أوامر الله عز وجل، فهو يبدأ باليوم الثامن من ذي الحجة، حيث يبدأ الحاج بالإحرام للدخول في تطبيق مناسك الحج، ثم يذهب إلى الكعبة المشرفة، ويطوف هناك طواف القدوم، وبعدها ينزل الحاج في منطقة تسمى "منى" ويقضي بها يوم التروية، ومن ثم يأتي الوقوف بعرفة؛ وهو من أعظم الشعائر في الحج، حيث قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: " الحجُّ عرفة" ، ثم بعد انقضاء اليوم التاسع من ذي الحجة وهو يوم عرفة ينزل الحاج ليرمي الجمرات، ثم يصل إلى الكعبة المشرفة ويطوف طواف الإفاضة، ثم يقضي أيام التشريق بمنطقة "منى" مرةً أخرى، ثم يعود إلى الكعبة المشرفة ليطوف طواف الوداع، ويغادر مكة المكرمة.
يقع جبلُ عرفات في الطريق الواصل بين مكة المكرمة والطائف، إلى الشرق من مكة المكرمة، حيث يبعد عنها مسافة 22 كيلو متراً تقريباً، ويبلغ طول الجبل ميلين وعرضه ميلين، وهو الجبل الذي يصعد إليه الحجاج أثناء الحج حيث يصّلون به الظهر والعصر جمع تقديم ويبقون به حتى غروب الشمس من ذلك النهار، وهو التاسع من ذي الحجة، ويستمرون بالدعاء والاستغفار وطلب الرحمة من الله تعالى، ففي هذا اليوم المقدس وفي هذا المكان المقدس لا يرد الله تعالى طلب سائلٍ مخلصٍ، قال صلى الله عليه وسلم: "خيرُ الدعاءِ دعاءُ يومِ عرفة "، رواه الترمذيّ.
موسوعة موضوع