"جواب شكوى عن شرب الزوج للدخان




بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:




فهذه رسالة كتبتُها لامرأة اشتكت من شرب زوجها الدخان، آمُلُ أن يكون حلُّ مشكلتك في الآتي:

أولًا: النظر لزوجك - حفظه الله - بشفقة ورحمة؛ لأنه مريض.

فالعناد والغضب وشرب الدخان كلُّها أمراض، وقد تسبِّب أمراضًا أخرى مستعصية؛ مثل: السرطان والسكر والضغط وغيرها.

 

ثانيًا: ثم الدعاء له بإلحاح، وبدون أي يأس أو قنوط، فتدعين له كثيرًا كثيرًا بالشفاء من هذه الأمراض.

وأهم شيء أن تكوني واثقةً أثناء الدعاء بقدرة الله سبحانه على إجابة دعواتك، وهداية زوجك، وأن يرزُقَه الله الحِلمَ والرِّفق وحُسن العشرة الزوجية، وأن يُعينَه على ترك شرب الدخان وغيره.

 

ثالثًا: إن كان هناك إخوة له عقلاء أو أعمام يمكن أن يُناصِحوه ويبيِّنوا له أنه أمر محَّرم، مع بيان أضراره الصحية، فذلك طيب جدًّا.

 

رابعًا: بعد الدعاء ناصِحِيه أنتِ برِفق وحكمة، إما مباشرة، أو برسالة عن شرب الدخان تبيِّن حُرْمتَه وأضراره الصحية، أو بمقطع مؤثِّر عن أضرار شربه.

 

خامسًا: يا ليت عاقلًا ينصحه بمراجعة عيادات مكافحة أو جمعيات مكافحة التدخين، وهي منتشرة ومجانية.

 

سادسًا: استخيري اللهَ في مُناصَحَتِهِ مِن قِبَلِكم أو من قِبَلِ غيرك حول تأثُّر أولاده السلبي عندما يشعرون بشرب والدهم للدخان.

 

سابعًا: لا بد من مناصحة أبنائك بالمحافظة على الصلاة، وعن ضرر شرب الدخان وغيره؛ فهي من وقايتهم الواجبة في قوله سبحانه: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ? [التحريم: 6].

 

ثامنًا: إن تيسَّرَ تغيير جلسائه المدخنين إلى غير المدخنين، فهذا أمر طيب جدًّا؛ لأن استمراره في مجالسة المدخنين يهوِّنه عليه، ويحوِّله إلى إدمان وعادة ملازمة.

 

حفظكم الله، ووفَّق زوجك لكل خير، وأصلح أولادك.

وصلِّ اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

 

وفيما يلي رابط رسالة سبق أن كتبتها نُصحًا لشاربي الدخان .. (حوار طريف بين داعية ومدخن محرم في ميقات السيل)


"