سعد زغلول باشا هو مؤسس حزب الوفد، عانى من الاعتقال عام 1882، والنفي عام 1919؛ وذلك بسبب قيامه بمحاولاتٍ لإنهاء الهيمنة الأجنبية في مصر، وبعد تأسيسه لحزب الوفد عام 1919، أصبح رئيساً للوزراء عام 1924، إلّا أنّ معارضة بريطانيا العظمى سرعان ما أجبرته على الاستقالة، وقد ترأس رئيس البرلمان المصري في العام الأخير من حياته.
ولد سعد زغلول في قرية إبانة في مصر في تموز عام 1857، وكان من عائلة الفلاحين في دلتا نهر النيل، وقد تلقى تعليمه في كلية الحقوق المصرية في جامعة الأزهر الإسلامية في القاهرة، وعمل في مجال الصحافة، ثمّ عُيّن قاضياً في محكمة الاستئناف عام 1892، وفي عام 1895 تزوج ابنة مصطفى فهمي باشا رئيس وزراء مصر، وأصبح رئيساً لوزارة التربية والتعليم عام 1906، وظل وزيراً حتّى عام 1910، ثمّ أصبح وزيراً للعدل، وفي عام 1912 استقال من هذا المنصب، وانتخب عضواً في المجلس التشريعي، ثمّ أصبح نائباً لرئيسه عام 1913، وتوفي في الثالث والعشرين من آب عام 1927 في القاهرة.
كانت الحركة الوطنية المصرية تتشكل من أجل الاستقلال، وكان زغلول من كبار زعمائها، فقامت السلطات الإنجليزية باعتقاله هو ورفاقه، وترحيلهم إلى مالطا عام 1919، وكان ذلك بمثابة الشرارة الأولى لقيام ثورة مصر الحديثة الأولى، ثمّ حاولت بريطانيا تفادي هذه الثورة، من خلال الإفراج عن زغلول ورفاقه، فانتقلوا من مالطا إلى المغرب ومن ثمّ إلى أوروبا، ثمّ قامت السلطات البريطانية بدعوتهم إلى لندن للتفاوض، فطالب الوفد برئاسة زغلول إلغاء الحماية البريطانية على مصر، ثمّ بدء المفاوضات، إلّا أنّ لندن رفضت هذا الطلب، وعاد سعد ورفاقه إلى مصر لمتابعة النضال في تحقيق الاستقلال المصري، ولكن قررت السلطات البريطانية نفي سعد زغلول إلى عدن، وبعد مدّة أقل من شهرين تمّ نفيه هو ورفاقه إلى جزر سيشل، ومنها إلى جبل طارق؛ ونتيجةً لذلك ثار العمال الأحرار في مجلس النواب البريطاني، ممّا اضطر الحكومة إلى الإفراج عن سعد ورفاقه،
ثمّ استعادت مصر سيادتها واستقلالها من بريطانيا عام 1922م، وأصبح لها دستورها الجديد حيث وضعه مجموعة من الثائرين وعلى رأسهم سعد زغلول