يمثل الشباب الثروة الحقيقية لأي مجتمع من المجتمعات، فهم الطاقة والحيوية والنشاط وعدة الوطن ومستقبله، لذا تهتم المجتمعات بفئات الشباب وتقدم لها البرامج المختلفة التي تتناسب وأعمارهم؛ من أجل بناء شخصياتهم، ومواهبهم وصقل عقولهم، وإتاحة الفرص أمامهم في المستقبل لكي يؤدوا أدوارهم في بناء مجتمعهم. والشباب في المملكة كان لهم من هذا الاهتمام الشيء الكبير الذي يتجسد من خلال المؤسسات التربوية على اختلاف مستوياتها والنوادي الثقافية والمراكز الرياضية، ويتواصل التكامل في الاهتمام بالشباب في إنشاء الرئاسة العامة لرعاية الشباب بوصفها مؤسسة ثقافية واجتماعية ورياضية، ترعى شباب الوطن في شتى المجالات وتتيح الفرص للشباب في إبراز مواهبهم واكتساب الخبرة والتدريب.

 

يتجلى هذا الاهتمام في إنشاء الرئاسة العامة لرعاية الشباب 93 منشأة رياضية وثقافية، تغطي جميع مناطق المملكة، وترعى الشباب رياضيًا وثقافيًا ضمن خطط موضوعة، وقد حظيت منطقة الباحة بهذا الاهتمام من خلال مكتب رعاية الشباب الذي افتتح في الباحة عام 1402هـ/1982م في مقر مؤقت ليبدأ الإشراف على البرامج الرياضية والثقافية والفنية والاجتماعية التي أعدتها الرئاسة العامة لرعاية الشباب، وكان نشاط المكتب، في بداية الأمر، مقتصرًا على الإشراف الرياضي على الأندية الرياضية في منطقة الباحة التي بدأت منذ عام 1396هـ/1976م وهي: نادي السراة بالباحة، ونادي غامد الذي غُيِّر اسمه إلى نادي الحجاز في بلجرشي، ونادي زهران الذي غُيِّرَ اسمه إلى نادي العميد بالأطاولة، وكانت هذه الأندية الثلاثة تحت إشراف مكتب رعاية الشباب بالطائف. أما الأنشطة الثقافية والفنية فلم تأخذ نصيبها بشكل كافٍ إلا بعد الانتقال إلى المركز الرياضي بمدينة الباحة ليلم شتات الرياضة والرياضيين ويقيم الأنشطة الثقافية والفنية والمسابقات الشبابية المتنوعة، وذلك من خلال توافر الإمكانات التي تتيح للشباب إشباع رغباتهم وميولهم وهواياتهم، لذا أصبحت مسؤوليات مكتب رعاية الشباب متعددة، وتتمثل في الإشراف على المدينة الرياضية التي تتضمن ملعبًا لكرة القدم يتسع لنحو 7000 متفرج ومضمارًا طوله 400م، وصالة مغلقة تتوافر بها ملاعب للطائرة واليد والسلة والتنس الأرضي، وملاعب خارجية لليد والطائرة وملاعب تنس أرضي وخدمات مساندة ومستودعات وغرف خاصة لتغيير الملابس، ومسبحًا كبيرًا مغطى ومكيفًا وله مدرجات وملاحق عدة، وملاعب للإسكواش، والبلياردو، وكرة الطاولة ومكتبة وصالات للمحاضرات وأخرى لمعارض الفنون التشكيلية ومطاعم في مختلف أدوار المبنى.

 

كما تتمتع المدينة الرياضية بساحات ومدرجات خضراء ومشتل زراعي خاص بالمدينة تتوافر في ساحات المدينة ومداخلها، ولا يقتصر دور المدينة الرياضية على استفادة الأندية الرياضية فقط، بل تقدم خدماتها إلى كل شباب المنطقة للاستفادة من جميع إمكاناتها، كما تستقبل الوفود الرياضية والثقافية في المناسبات المختلفة والمواسم، وتقيم المسابقات الرياضية والثقافية بين شباب المنطقة وبينهم وبين إخوانهم الشباب من المناطق الأخرى، كما يتولى مكتب رعاية الشباب بمنطقة الباحة الإشراف على الأنشطة الثقافية والرياضية والاجتماعية التي تمارس عبر أندية المنطقة، ويفتح لها أبواب المدينة الرياضية للاستفادة من الإمكانات والتجهيزات المتوافرة فيها.

 

- بيت الشباب بالباحة:

 

افتتح بيت الشباب في منطقة الباحة عام 1402هـ/1982م، بسعة 120 سريرًا، ضمن شبكة من بيوت الشباب في المملكة التي أسستها الرئاسة العامة لرعاية الشباب، وذلك بهدف تبادل الوفود الشبابية بين مناطق المملكة، لتشجيعهم على السفر، من أجل صقل مواهبهم وتنمية معارفهم وخبراتهم، والاطلاع على ما تتميز به كل منطقة من مناطق المملكة من خصائص اجتماعية وثقافية واقتصادية وجغرافية، ما يقوي العلاقات والروابط الاجتماعية بين أبناء المجتمع ويعززها، ويزيد من عمليات التواصل والتعارف وتبادل الخبرات والمعارف، وقد تم تجهيز البيت بصالات رياضية داخلية وخارجية ومكتبة ومسبح ومطعم وخدمات أخرى مساندة تهيئ للوفود الراحة طوال إقامتهم.

 

ويتولى بيت الشباب، على مدار العام، استضافة وفود المعسكرات التي تنظمها الرئاسة العامة لرعاية الشباب، والرحالة السعوديين والعرب، وضيوف إمارة المنطقة بالباحة، والوفود الطلابية من المؤسسات التعليمية، ومعسكرات الأندية الرياضية، والوفود الخليجية كما يشارك في معسكرات خدمة الحجيج والمعسكرات الكشفية، ومهرجان الرياضة للجميع، والرحلات المركزية التي تنفذها إدارة الأنشطة الاجتماعية بالرئاسة العامة لرعاية الشباب ومكاتب الرئاسة في محافظات المملكة، وتنظيم دورة الصداقة السنوية التي تجمع فرق قرى المنطقة، ومشاركة الأجهزة الحكومية في التوعية السنوية والمناسبات، والمشاركة في مسابقة المعرض الفني السنوي، والمشاركة في برامج التنشيط السياحي وبرامج الهيئة العليا للسياحة بالمنطقة، والرحلات الطلابية الخارجية، ومعسكرات العمل الخليجية، والأسبوع الإعلامي لبيوت الشباب، واليوم العربي لبيوت الشباب.

 

وفي مجال الأنشطة الثقافية والاجتماعية، يقدم البيت مجموعة من الأنشطة المختلفة، منها: المحاضرات والأمسيات الأدبية والمسابقات والعروض الثقافية، والمعارض الفنية، والرحلات والزيارات