طور الكيميائيون اختبارا دمويا ” سريعا وقويا ” يمكنه الكشف عن تلف الكبد قبل ظهور الأعراض، مقدما ما يأملون أنه تقدم مهم في الكشف المبكر عن مرض الكبد، وتستطيع طريقتهم الجديدة اكتشاف تليف الكبد، وهي المرحلة الأولى من تندب الكبد التي يمكن أن تؤدي إلى مرض مميت إذا تركت دون فحص، من عينة دم في 30 – 45 دقيقة .
تطوير اختبار دم جديد للكشف السريع عن تلف الكبد
أعلن الكيميائي فينسنت روتيلو من جامعة ماساتشوستس أمهرست، مع زملائه في جامعة لندن ( يو سي إل ) في المملكة المتحدة أنهم قد طوروا اختبارا ” سريعا وقويا ” للدم، يمكنه اكتشاف تلف الكبد قبل ظهور الأعراض، مقدما ما يأملون فيه من تقدم كبير في الكشف المبكر عن مرض الكبد، وقد نشرت تفاصيل البحث في Advanced Materials .
وقال الباحثون إن طريقتهم الجديدة يمكن أن تكشف عن تليف الكبد وهي المرحلة الأولى من تندب الكبد التي يمكن أن تؤدي إلى مرض مميت إذا تركت دون فحص، من عينة دم في غضون 30 إلى 45 دقيقة، ويشيرون إلى أن مرض الكبد هو السبب الرئيسي للوفيات المبكرة في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، ويتزايد لأنه غالبا ما لا يتم ملاحظته حتى المراحل المتأخرة منه عندما يكون الضرر غير قابل للارتداد .
حول الاختبار الجديد
من أجل هذا العمل صمم روتيلو وفريقه في معهد UMass Amherst للعلوم الحياتية التطبيقية ( IALS )، جهاز استشعار يستخدم البوليمرات المغلفة بأصباغ الفلورسنت التي ترتبط ببروتينات الدم بناء على عملياتها الكيميائية، وتتغير الصبغات في السطوع واللون وتقدم نمطا مختلفا للتوقيع أو بروتين الدم، ويقول روتيلو : ” توفر هذه المنصة طريقة بسيطة وغير مكلفة لتشخيص المرض مع إمكانية رصد الصحة الشخصية والتطبيقات في المناطق النامية في العالم “، ويأمل روتيلو وزملاؤه أن يتم استخدام الاختبار الجديد بشكل روتيني في المكاتب الطبية والعيادات والمستشفيات، لفحص الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع مخاطر الإصابة بأمراض الكبد حتى يمكن علاجهم قبل فوات الأوان .
ولقد اختبر فريق UCL المستشعر بمقارنة النتائج من عينات دم صغيرة مكافئة لفحوص وخز إصبع لـ 65 شخصا، في ثلاث مجموعات متوازنة من المرضى الأصحاء وبين أولئك الذين لديهم تليف في مرحلة مبكرة ومتأخرة، والذي تم تحديده باستخدام الكبد المعزز اختبار تليف ( ELF )، وهو المعيار الحالي للكشف عن تليف الكبد، ووجد الباحثون أن المستشعر حدد أنماطا مختلفة من البروتين في دماء الأشخاص في المجموعات الثلاث، ويتطلب اختبار ELF إرسال العينات بعيدا إلى المختبر .
تصريحات الباحثون حول الاختبار
يقول المؤلف المشارك ويليام بيفلر وهو كيميائي في جامعة غلاسكو : ” من خلال مقارنة العينات المختلفة حددت مجموعة المستشعر” بصمة ” تلف الكبد، وهي المرة الأولى التي يتم فيها التحقق من صحة هذا النهج في شيء معقد مثل الدم، للكشف عن شيء مهم مثل مرض الكبد “، وأفاد الباحثون أن الاختبار الممتزج لعينات متليفة من الدم السليم يستغرق 80 في المائة من الوقت، ليصل إلى الحد المعياري للعلاقة السريرية على مقياس واسع الاستخدام وقابلة للمقارنة للطرق القائمة لتشخيص ومراقبة التليف، وامتاز الاختبار بين تليف خفيف معتدل والتليف الشديد بنسبة 60 في المئة من الوقت، ويخطط الباحثون لمزيد من الاختبارات مع عينات أكبر لتحسين فعالية هذه الطريقة .
يقول بيتر رينهارت مدير برنامج IAMS التابع لـ UMass Amherst : ” إن هذه النتائج المثيرة تجسد مهمة IALS لترجمة العلوم الأساسية الممتازة إلى التشخيص والمرشحين العلاجيين وأجهزة مراقبة الصحة الشخصية، لتحسين صحة الإنسان ورفاهه “، ويضيف بيفلر : ” قد يفتح هذا الباب أمام برنامج فحص منتظم فعال من حيث التكلفة بفضل بساطته وانخفاض تكلفته وقوته، إننا نعالج الحاجة الملحة إلى تشخيص ورصد نقاط الرعاية، وهو ما قد يساعد ملايين الأشخاص الوصول إلى الرعاية التي يحتاجونها لمنع أمراض الكبد القاتلة ” .
ويشرح روتللو أن استراتيجية الاستشعار تستخدم نهجا قائما على التوقيع، وهو متعدد الاستخدامات ويجب أن يكون مفيدا في مجالات أخرى، ويقول : ” تتمثل إحدى السمات الرئيسية لاستراتيجية الاستشعار هذه في أنها ليست خاصة بالأمراض، لذا فهي قابلة للتطبيق على نطاق واسع من الظروف، مما يفتح إمكانية أنظمة التشخيص التي يمكنها تتبع الحالة الصحية، وتوفير كل من الكشف عن الأمراض ورصد الحالة الصحية