رتب الزواحف في منطقة الجوف في المملكة العربية السعودية.
خلال العصر الطباشيري (125 مليون سنة قبل الوقت الحاضر) كان تنوع الزواحف هائلاً، فقد كانت تسيطر على معظم البيئات الأرضية والمائية، وقد حدث قبل نهاية ذلك العصر 60 - 70 مليون سنة انقراض هائل لمعظم رتب الزواحف؛ حيث انقرضت 13 رتبة، وبقيت أربع رتب حتى الوقت الحاضر. وقد أعطى العلماء تفسيرات متعددة لأسباب ذلك الانقراض منها: زيادة الجاذبية الأرضية، وتغيرات المناخ، والتغيرات الكيميائية في كاسيات البذور وغيرها.
وتضم الرتب الأربع الموجودة اليوم من طائفة الزواحف ما يقرب من 6200 نوع؛ حيث تضم رتبة الزواحف مدببة الرأس نوعين فقط يعيشان في الجزر المحيطة بنيوزيلندا، وتضم رتبة التماسيح نحو 22 نوعًا تعيش في البيئات المائية ومصبات الأنهار في العالم الجديد وإفريقية وجنوب شرق آسيا، وتضم أكبر أنواع الزواحف؛ حيث يصل طول تمساح أمريكا الجنوبية إلى نحو 7م. وتجدر الإشارة إلى أن الرتبتين السابقتين لا توجدان في الجزيرة العربية. أما رتبة السلاحف فتضم ما يقرب من 230 نوعًا تعيش في البحار والأنهار والبحيرات، وبعضها يعيش على اليابسة. والرتبة الرابعة هي رتبة الحرشفيات التي تضم السحالي الديدانية، والسحالي، والثعابين، وهي أكبر الرتب من حيث عدد الأنواع؛ إذ يصل عدد أنواعها إلى نحو 6000 نوع.
ويوجد في المملكة من رتبة السلاحف أربع عائلات تضم ما بين 9 و 10 أنواع تعيش في الخليج العربي والبحر الأحمر، كما توجد في الأحساء والقطيف وجنوب غرب المملكة . بينما يوجد من رتبة الحرشفيات ما يزيد على 155 نوعًا موزعة على ثلاث تحت رتب؛ حيث تضم تحت رتبة السحالي الديدانية عائلتين تشملان نوعين في المملكة. أما تحت رتبة السحالي فتضم ست عائلات هي: العظايا أو الحراذين، والحرابي، والأبراص، والسحالي الحقيقية، والسقنقورات، والأورال، ويصل عدد أنواعها إلى 100 نوع موزعة على كل أنواع البيئات. بينما تضم تحت رتبة الثعابين ثماني عائلات هي: عائلة الثعابين العمياء، والثعابين الخيطية، والأفاعي، والصلال (الكوبرات)، والعاصرات، والأراقم، وعائلة الأبتر، والثعابين البحرية، وتضم هذه العوائل ما يقرب من 55 نوعًا، عشرة أنواع منها ضمن عائلة الثعابين البحرية.
ويوجد في منطقة الجوف أكثر من 22 نوعًا من السحالي، ونحو تسعة أنواع من الثعابين. وفيما يلي استعراض لأهم هذه الأنواع:
- رتبة الحرشفيات (Order Squamata):
تشتمل هذه الرتبة على ثلاث تحت رتب، وهي: تحت رتبة السحالي الديدانية، وتحت رتبة السحالي، وتحت رتبة الثعابين. وسوف نستعرض أهم أنواع كل مجموعة.
أ - تحت رتبة السحالي (Suborder Lacertilia):
تضم تحت هذه الرتبة ست عائلات في المملكة هي: العضايا أو الحراذين، وعائلة الأبراص، وعائلة السحالي الحقيقية، وعائلة السقنقورات، وعائلة الأورال، وعائلة الحرابي، وتضم هذه العوائل نحو مئة نوع. ويوجد في منطقة الجوف عدد من الأنواع أهمها:
1 - الضب المصري (Uromastyx aegyptius):
أكبر أنواع الضب في الجزيرة العربية وسيناء، ويسمى الضب المصري - كما يشير الاسم العلمي له -؛ لأن أول عينة جمعت منه ووصفت كانت من سيناء بمصر، وهو من عائلة العظايا أو الحراذين. ويمتاز هذا الضب بكبر حجمه؛ إذ يصل وزنه من 2 - 3كجم، وقد يصل إلى أحجام أكبر إذا ما أتيحت له فرصة الحياة. وله رأس مثلث الشكل مزود بفكين قويين بهما أسنان قرنية صغيرة، والجسم عريض مبطط، والذيل مخروطي مميز بأشواك مسننة حادة يستخدمها لإبعاد الأعداء، وله أطراف أمامية وخلفية تنتهي بخمسة أصابع، وينتهي كل إصبع بمخلب (برثن) قوي يستخدم في حفر الجحور. ولون الضب العام ترابي مصفر.
يعيش الضب المصري في المناطق السهلية والمناطق الحصبائية؛ لذا يسمى في بعض المناطق بـ (السهلي)، حيث يحفر جحورًا عميقة وملتوية قد تصل إلى أكثر من متر تحت سطح الأرض. وينشط هذا الحيوان خلال النهار، ويتغذى على النباتات الحولية وأوراق الشجيرات، وهو النوع الوحيد من السحالي الذي يتغذى على النباتات، ولا يأكل الحشرات مثل الزواحف الأخرى، ويعود لجحره عند اشتداد حرارة الشمس، ويدخل فترة كمون خلال فصل الشتاء، ويعود للنشاط في بداية فصل الربيع واعتدال الجو. ويتكاثر الضب المصري خلال فصل الربيع، وعادة ما تضع الأنثى من 30 - 40 بيضة في الموسم الواحد.
يشكل الضب فريسة لكثير من الحيوانات مثل: الطيور الجارحة، وبعض الثدييات، والزواحف مثل الورل. وفي الوقت نفسه يشكل طريدة ممتازة لكثير من سكان المناطق الوسطى والشمالية في المملكة؛ حيث يقبل كثير من الناس على صيده وأكله وبخاصة في فصل الربيع، وقد ازداد صيد الناس له في الفترة الأخيرة؛ ما أدى إلى تناقص أعداده في كثير من مناطق انتشاره السابقة وبخاصة القريبة من المدن والقرى؛ ما ينذر بقرب زواله من تلك المناطق. ولا شك أن الحاجة ماسة لتنظيم صيده في المناطق التي ما زال يوجد فيها بأعداد جيدة حتى لا يتعرض للانقراض.
2 - الضب المرقش (Uromastyx ornatus):
سمي هذا الضب بـ (المرقش) لوجود ألوان متعددة على الظهر، وهو قريب الشبه بضب فلبي لدرجة أنه يصعب التفريق بينهما، وقد اقترح بعض الباحثين دمج النوعين معًا، على الرغم من وجود بعض الاختلافات البسيطة بينهما مثل: عدد حلقات الذيل، وشكله.
يعيش هذا النوع في شمال المملكة وغربها، ويمتد انتشاره شمالاً إلى فلسطين، وسورية، وشرق مصر. وهو ضب صغير الحجم، إذ يصل طول البالغ منه إلى 30سم، ووزنه في المتوسط 250 جم، وله رأس مثلث الشكل، وجسم مبطط مغطى بحراشف ناعمة، وذيل مستدق عليه حلقات عليها أشواك حادة، ويصل عدد هذه الحلقات إلى 17 حلقة. ويعيش هذا النوع في المناطق الجبلية والحرات، ويسكن الجحور والشقوق؛ لذا يسمى في بعض مناطق انتشاره بـ (الطريقي).
وهو حيوان نهاري المعيشة؛ إذ يخرج صباحًا، ويقضي بعض الوقت أمام جحره للتشمس ولرفع درجة حرارة جسمه إلى الدرجة المثلى لنشاطه، ويتجول في منطقة المعيشة بحثًا عن الغذاء من النباتات مثل: الأوراق الخضراء، والسيقان الغضة، والبذور، ويعود إلى جحره عند اشتداد الحرارة أو عند مهاجمة الأعداء له.
يتكاثر هذا النوع بإنتاج البيض في فصل الربيع وبداية الصيف، ولا يصاد ولا يؤكل لصغر حجمه وصعوبة صيده.
3 - قاضي الجبل (Agama blanfordi):
هو حرذون متوسط الحجم؛ إذ يصل طول جسمه إلى 15سم، وطول الذيل إلى 30سم، ولونه العام رمادي فاتح، وتوجد على الظهر خطوط معينية الشكل تميزه، كما توجد حلقات بنية داكنة على الذيل، والرأس مثلث الشكل كبير نسبيًا، والأطراف تنتهي بأصابع طويلة لها مخالب حادة. وأكثر ما يميز هذا الحرذون ارتخاء منطقة الحلق لتظهر على هيئة امتداد جلدي عندما يتعرض للإثارة؛ فمن هنا جاء الاسم.
يعيش هذا النوع في المناطق الصخرية والسهول المفتوحة، ويفضل المناطق الشجرية؛ حيث يقضي معظم الوقت متسلقًا أفرع الأشجار في انتظار فرائسه. وهو حيوان نهاري المعيشة، ويتغذى على الحشرات واللافقاريات، ويعتمد على السكون وعدم الحركة في اقتناص الفرائس والتخفي عن الأعداء.
4 - البرص ذو الدرنات (Bunopus tuberculatus):
هو برص صحراوي متوسط الحجم، ويميل لونه إلى البني القاتم مع وجود بقع تتصل ببعضها لتكون خطوطًا بيضاء على الظهر، ولون البطن يميل إلى البياض، وتوجد على الجسم درنات واضحة وبخاصة على الجانبين؛ ومنه اشتق اسم الحيوان. والرأس مثلث وكبير نسبيًا، العينان كبيرتان دائريتان، والأطراف صغيرة تنتهي بأصابع لها مخالب صغيرة أيضًا.
يعيش هذا البرص في المناطق الصحراوية، ويختبئ تحت الأحجار وقطع النباتات، وينشط خلال الليل، ويتغذى على الحشرات والديدان.
5 - البرص المنـزلي (Ptyodactylus hasselquistti):
البرص المنـزلي أو الوزغ سحلية مألوفة معروفة لدى عامة الناس؛ حيث يشارك الإنسان مسكنه منذ القدم. وهو ذو جسم متوسط الطول؛ إذ يصل طوله من 8 - 9سم، والذيل أطول قليلاً من ذلك، والرأس مثلث الشكل، والعينان كبيرتان نسبيًا، والجلد بني مصفر شفاف، وقد ترى أحشاء الحيوان من خلاله، وأطرافه تنتهي بخمسة أصابع ينتهي كل إصبع بممصات تمكنه من الثبات على الأسطح الملساء أثناء حركته على الجدران أو الأسقف، وتمتاز فقرات الذيل بسهولة انفصالها؛ ما يمكن الذيل من الانفصال عندما يهاجم الحيوان، وهي وسيلة دفاعية لإشغال المفترس بجزء الذيل المقطوع والتمكن من الفرار.
يعيش الوزغ في المنازل التي يسكنها الإنسان، وفي البيوت المهجورة، وهناك نوع صحراوي يعيش في المناطق الجبلية يغلب على لونه السواد، وهو أكبر حجمًا من البرص الذي يعيش في المنازل، ونشاطه ليلي غالبًا، وقد يظهر أحيانًا أو يسمع صوته المميز خلال النهار، وهو من أنواع السحالي القليلة القادرة على إصدار الأصوات.
يتغذى البرص المنـزلي على الحشرات والديدان التي تعيش في المنازل؛ لذا فهو يخلص الإنسان منها، ولكنه لا يخلو من تهمة تلويث المنـزل أو تسميم الطعام وغيرها. مع العلم بعدم وجود غدد سمية لأي من السحالي التي توجد في المملكة.
6 - البرص البري (Stenodactylus selvini):
هو برص صغير الحجم؛ إذ يصل طول الجسم إلى 8سم، والرأس والجسم صغيران، ويوجد على الرأس خط على هيئة رقم 8، والذيل متوسط الطول عليه حلقات داكنة في نهايته، والأطراف صغيرة، وتنتهي الأصابع بأظافر صغيرة أيضًا. ويعيش هذا البرص في المناطق السهلية المفتوحة، وينشط ليلاً لاتقاء حرارة الشمس، ويتغذى على الحشرات والديدان.
7 - سحلية شميدت (Acanthodactylus schmidti):
هي إحدى أكثر أنواع السحالي الحقيقية انتشارًا وبخاصة في المناطق الرملية والسهول الصخرية ذات التربة المفككة، وهي سحلية متوسطة الحجم؛ إذ يصل طول الحيوان البالغ إلى 10سم، وعادة ما يكون طول الذيل مثل طول الجسم مرة ونصف إلى مرتين، ولون الحيوان رملي داكن ومرقش بنقط بيضاء على كامل الظهر، وتوجد على الذيل حلقات داكنة.
والرأس متطاول، والعينان كبيرتان، والأطراف الأمامية قصيرة نوعًا ما، أما الخلفية فطويلة وتنتهي بأصابع عليها حراشف لحمية واضحة تمكنها من المشي على الرمال المفككة بسهولة. يعيش هذا النوع في المناطق السهلية ذات التربة المفككة وفي المناطق الرملية. وينشط خلال فترات الصباح والمساء، ويختفي داخل الجحور في منتصف النهار لاتقاء حرارة الشمس.
يتغذى هذا الحيوان على الحشرات، والديدان، وصغار السحالي، ويتكاثر بوضع البيض خلال الربيع وبداية الصيف.
وتوجد في المناطق الرملية سحلية أخرى تشبه إلى حد كبير هذا النوع تسمى (A.tilburyi)، ولكنها أصغر حجمًا، وتمتاز بوجود خط داكن على جانبي الجسم يمتد من خلف العين إلى منتصف الذيل.
8 - سحلية بوسكيانس (Acanthodactylus boskianus):
هي من أنواع السحالي الحقيقية، وتعد واسعة الانتشار في عدد من المناطق، وهي سحلية متوسطة الحجم؛ إذ يصل طول الحيوان البالغ إلى 10سم، وطول الذيل مثل طول الجسم مرة ونصف، والرأس متطاول، ومقدمة الوجه مستدقة، ولا يوجد لها عنق، والأطراف جيدة التكوين تنتهي بأصابع عليها حراشف لحمية صغيرة، ولون الجسم رمادي أو بني فاتح، وتظهر خطوط فاتحة تمتد على طول الجسم.
وتعيش هذه السحلية في المناطق الصحراوية المفتوحة وبخاصة البيئات التي تكثر فيها الأشجار والشجيرات؛ حيث تختفي تحت الأغصان، وتبحث عن الغذاء حولها. وينشط هذا النوع خلال النهار في فترات الصباح الباكر وخلال المساء، وتختفي تحت الأشجار أو في الجحور خلال منتصف النهار لاتقاء أشعة الشمس. وتتغذى على الحشرات وبخاصة الخنافس، والديدان، وصغار السحالي.
ويوجد نوع آخر يشبه هذا النوع في الشكل العام واللون يسمى (A.opheodurus)، وهو أصغر منه حجمًا، ويعيش معه في البيئات نفسها.
9 - السقنقور (Scincus mitranus):
من السحالي الشائعة في المناطق الرملية في وسط وشمال المملكة، وهي سحلية مميزة بلونها الأصفر اللامع والبقع الداكنة على جوانب الجسم؛ ما يعطيها شكل القطار، حيث تعرف بهذا الاسم في بعض المناطق.
والجسم أسطواني مثل بقية أفراد العائلة، والحراشف ملساء؛ ما يمكنها من الغوص في الرمال بسهولة للاختفاء عن الأعداء، والرأس على هيئة مسحاة لتسهيل الغوص في الرمل، والأطراف صغيرة تنتهي بأصابع صغيرة أيضًا، والذيل قصير مخروطي الشكل.
يعيش السقنقور في مناطق الكثبان الرملية، وعادة ما يشاهد على سفوحها، ويبحث عن غذائه من الحشرات والديدان حول النباتات التي تنمو في المنخفضات وبين الكثبان الرملية. وله قدرة كبيرة على الغوص داخل الرمال المفككة عندما يحس بالخطر.
ويصاد ويؤكل في وسط وشمال المملكة، ويعتقد بعض العامة أن له قيمة غذائية، وعلى الرغم من ذلك يوجد بأعداد لا بأس بها في مناطق انتشاره.
10 - الدفان الصغير (Chalcides ocellatus):
من أنواع عائلة السقنقورات، وهي سحلية متوسطة الحجم؛ إذ يصل طول الحيوان إلى نحو 15سم. ولون الجسم بني قاتم، وتوجد أشرطة مستعرضة مبرقشة، والرأس صغير وغير مميز عن الجسم، ويغطى الجسم بحراشف صغيرة ملساء تساعد الحيوان على الدخول تحت الأشجار وفي الجحور الصغيرة. والأطراف صغيرة جدًا وبخاصة الأمامية، وتنتهي بأصابع صغيرة.
يعيش الدفان الصغير في المناطق الصحراوية، كما يوجد في المناطق الزراعية. وينشط خلال النهار، ويتغذى على الحشرات والديدان.
11 - الورل الصحراوي (Varanus griseus):
هو زاحف مميز بحجمه الكبير؛ إذ يصل طول جسمه أكثر من متر، والرأس متطاول، وكذلك الجسم، وله ذيل قوي طويل عليه حلقات داكنة، وقد يستخدم في الدفاع أثناء مواجهة الأعداء، وله عينان متوسطتا الحجم حادتا الإبصار، وفي الفم أسنان قوية ولسان طويل مشقوق، ولون الجسم رملي مع وجود بقع صغيرة على ظهره.
يعيش الورل في المناطق السهلية المفتوحة وحول المناطق الرملية، وهو نهاري المعيشة؛ إذ ينشط قبل اشتداد الحرارة، ويبحث عن الغذاء حول النباتات، وقد يدخل الجحور بحثًا عن الفئران والسحالي والثعابين.
يتحرك الورل في مناطق واسعة بحثًا عن الغذاء، ويمتاز بسرعته العالية للابتعاد عن الأعداء، وقد يدافع عن نفسه برفع الجسم، وفتح الفم، وإصدار صوت (فحيح) لإبعاد العدو، بالإضافة إلى كونه يخرج لسانه المشقوق الذي يشبه لسان الثعابين. إن مصدر خطورة الورل من عضته القوية وسرعته العالية؛ لذا يخشاه كثير من الناس.
ب - تحت رتبة الثعابين (Suborder Serpentes):
تضم تحت رتبة الثعابين أكثر من 300 نوع في 12 عائلة منتشرة في جميع البيئات الأرضية والمائية وبخاصة في الغابات الاستوائية والمدارية. والثعابين متباينة الأحجام؛ فمنها ما يصل طوله إلى 12م، مثل الأناكوندا البايثون، ومنها ما يتجاوز طوله عددًا من السنتيمترات.
تتغذى الثعابين على فرائس متنوعة، ويساعدها على ذلك عدم اتصال عظام الوجه والفكين بصورة محكمة؛ ما يجعلها تبتلع فرائس كبيرة الحجم. وليست كل هذه الأنواع سامة كما يعتقد كثير من العامة؛ إذ لا يتجاوز السام 25 % من عدد الأنواع في العالم. ويوجد في المملكة ثماني عائلات من الثعابين تضم نحو 55 نوعًا، عشرة أنواع منها بحرية، وتشمل تحت الرتبة ثماني عائلات تضم نحو 45 نوعًا أرضيًا، ونحو عشرة أنواع بحرية كلها سامة ، بينما تشكل الأنواع السامة من الثعابين الأرضية نحو 50 % من الأنواع. وفيما يأتي الأنواع الموجودة في منطقة الجوف.
1 - الثعبان الدفان (Eryx jayakari):
ويسمى (الدساس)، وهو من عائلة العاصرات (البوا) (Boidae) من رتبة الحرشفيات، ويوجد نوعان من هذه العائلة في المملكة. يُعد هذا الثعبان مميزًا بلونه؛ حيث يغلب عليه اللون الرملي المحمر مع وجود بقع داكنة على الجسم، والرأس غير مميز عن الجسم، والعينان في قمة الرأس، وجسم الحيوان أسطواني، والذيل قصير، والحراشف المغطية للجسم ملساء؛ ما يعطيه مقدرة على الغوص في الرمال والاختباء من الأعداء. ويصل طول الحيوان إلى 50سم تقريبًا، وهو ثعبان غير سام، ويعيش في المناطق الرملية بشكل عام؛ حيث لا تكاد تخلو الكثبان الرملية منه.
الدفان حيوان ليلي المعيشة، ويتغذى على السحالي، والأبراص، والسحالي الديدانية، ويوجد بأعداد متوسطة في مناطق انتشاره، وبما أنه غير سام فلا يشكل خطرًا على الإنسان.
2 - ثعبان أبو السيور (Psammophis schokari):
ثعبان أبو السيور أو الزاروق من عائلة الثعابين الحقيقية (Colubridae) من رتبة الحرشفيات، وهو من الثعابين واسعة الانتشار، وسبب تسميته بهذا الاسم وجود خطوط فاتحة صفراء على جانبي الجسم، كما أنه يسمى (الزاروق) لسرعته العالية، وهذا ما يخيف كثيرًا من الناس على الرغم من سميته الضعيفة، حيث يوجد له نابان خلفيان يفرزان سمًا ضعيفًا يستخدمه الحيوان في قتل الفريسة. واللون العام للحيوان أخضر مغبر، والجسم أسطواني، والرأس صغير نسبيًا، ويصل طول الثعبان مترًا تقريبًا.
يعيش أبو السيور في المناطق الشجرية في السهول والأودية، ويكثر في المناطق الزراعية؛ حيث يتوفر الغذاء مثل: الطيور الصغيرة، والبيض، كما يتغذى على السحالي والقوارض. وهو نهاري المعيشة، ويمتاز بسرعة الحركة؛ ما يساعده على صيد فرائسه من الطيور والقوارض.
ولا يشكل هذا الثعبان أي خطورة رغم وجود أنياب خلفية، كما أن له دورًا فعالاً في البيئات التي يعيش فيها وبخاصة المزارع؛ من خلال صيد أعداد كبيرة من القوارض والضفادع وغيرها. ويعتقد أنه موجود بأعداد جيدة في مناطق انتشاره.
3 - ثعبان (أبو العيون) (Malpolon moilensis):
ويسمى (الحنش)، وهو من عائلة الثعابين الحقيقية (Colubridae) من رتبة الحرشفيات، ويوجد من هذه العائلة أنواع متعددة في المملكة غير سامة، والقليل منها سام.
سمي ثعبان (أبو العيون) بهذا الاسم لوجود بقع سوداء خلف العين تبدو كأنها عين أخرى. وهو شاحب اللون يشبه لون الرمال التي يعيش فيها، وغالبًا ما يميل إلى الاصفرار، ويصل طوله إلى أكثر من متر. وله أنياب خلفية تفرز سمًا ضعيفًا يستخدمه لقتل الفرائس التي يتغذى عليها. ويعيش هذا النوع في البيئات الصحراوية الرملية، ويفضل المناطق الشجرية مثل الأودية التي تتوافر فيها فرائسه، وهو ليلي المعيشة، ولكنه قد ينشط عند الغروب باحثًا عن غذائه، وقد يشاهد رافعًا مقدمة الجسم مثلما تفعل الكوبرا، كما أن له المقدرة على نفخ القلنسوة؛ لذا يسمى أحيانًا (كوبرا الصحراء). ويتغذى على السحالي، والقوارض الصغيرة، والطيور. ويوجد في مناطق متعددة من المملكة، وبأعداد لا بأس بها، ولا يتعرض لضغط الصيد مثل الثعابين السامة.
4 - الثعبان الأرقم (Spalerosophis diadema):
من عائلة الثعابين الحقيقية (Colubridae) من رتبة الحرشفيات، غير سام، وذو انتشار واسع في المملكة. والأرقم ثعبان طويل نسبيًا؛ إذ يصل طول الحيوان البالغ إلى متر ونصف، ويمتاز بلون رمادي داكن مع وجود بقع سوداء على امتداد السطح العلوي له؛ ما أعطاه اسم الأرقم.
يعيش في المناطق المفتوحة، والأودية، والمناطق الزراعية، وهو ليلي المعيشة بشكل عام، ويتغذى على الجرذان والفئران وبخاصة في المناطق الزراعية؛ وبهذا فهو يؤدي خدمة كبيرة للمزارعين من خلال القضاء على أعداد كبيرة من هذه الحيوانات التي قد تسبب خسائر مادية للمحصولات، بالإضافة إلى أنه غير ضار، ولا يشكل خطرًا على حياة الإنسان. ويعتقد أن أعداده لا بأس بها؛ لذا فهو جدير بأن يُحافَظَ عليه.
5 - الثعبان الأنيق (Coluber elegantissimus):
من عائلة الثعابين الحقيقية (Colubridae) من رتبة الحرشفيات، وقد سمي بـ (الأنيق) لألوان الجسم الغريبة اللافتة للنظر؛ فلون الجسم أصفر تقطعه حلقات سوداء تبدأ من الرأس القصير إلى نهاية الذيل؛ ما يعطيه لونًا زاهيًا ومميزًا عن البيئة التي يعيش فيها، والجسم أسطواني يصل طوله إلى 50سم تقريبًا.
يعيش هذا الثعبان في المناطق الجبلية والأودية، وينتشر من شمال غرب المملكة إلى حدود الرياض جنوبًا، وعلى امتداد جبال الحجاز إلى الوجه. وهو حيوان غير سام، ويعد ليلي المعيشة؛ إذ إنه لم يشاهد خلال النهار، ويتغذى على القوارض والسحالي الصغيرة. ويعد من الحيوانات المتوطنة والنادرة؛ حيث يوجد بأعداد قليلة في مناطق انتشاره؛ لذا يخشى عليه من الانقراض وبخاصة لأن لونه يغري بصيده واقتنائه.
6 - الثعبان الصخري (Coluber rhodorachis):
من عائلة الثعابين الحقيقية (Colubridae) من رتبة الحرشفيات. يمتاز بأنه طويل نسبيًا؛ إذ يصل طوله إلى أكثر من متر، ولون الجسم رمادي أو وردي بشكل عام، ولون الرأس رمادي مسود مع وجود خطوط سوداء على جانبيه. وهو ثعبان غير سام.
يعيش هذا النوع من الثعابين في المناطق الصخرية - كما يشير الاسم - وفي الأودية، وينتشر في المناطق الجبلية من المملكة عدا الشمال الشرقي والربع الخالي. وهو نهاري أو غسقي المعيشة، ويتحرك بسرعة فائقة بين الصخور بحثًا عن فرائسه، ويتغذى على السحالي، والبرمائيات، والقوارض. كما أنه غير ضار، ولا يشكل خطرًا على الإنسان، وربما يوجد بأعداد متوسطة في مناطق انتشاره.
7 - الثعبان شبيه القط (Telescopus dhara):
من عائلة الثعابين الحقيقية (Colubridae) من رتبة الحرشفيات، ومن الثعابين النادرة في المملكة. ويصل طوله إلى متر، وهو ذو لون محمر أو صدئي، وقد توجد ألوان أو بقع على الجسم عند بعض الأفراد؛ ما يعطيه لونًا مميزًا، كما أن للعين بؤبؤًا بيضويًا يشبه عيون القطط؛ ومن هنا جاء الاسم. وللثعبان أنياب خلفية تفرز سمًا ضعيفًا يستخدمه الحيوان لقتل فرائسه.
يعيش ثعبان شبيه القط في المناطق الصخرية والأودية، وهو ما يفسر لون الجسم، وينشط ليلاً بحثًا عن الفرائس، يتغذى على القوارض، والسحالي، والطيور. ويتكاثر عن طريق البيض، ويعد قليل الانتشار، ولا يرى إلا نادرًا، ويخشى أن تكون أعداده قليلة في مناطق انتشاره.
8 - الصل الأسود (Walterinnesia eagyptia):
هو من عائلة الصلال (Elapidae) من رتبة الحرشفيات، ويعد أحد نوعين من هذه العائلة المنتشرة في المملكة. ويمتاز بلونه الأسود؛ لذا يدعى (الصل الأسود)، وينتشر في مناطق متعددة من المملكة، ويصل طوله إلى متر، ويعد من أخطر الثعابين من حيث درجة السمية، وتحدث الوفاة من كمية قليلة من السم .
يعيش الصل في البيئات الصحراوية المفتوحة وبخاصة في البيئات التي توجد بها الضبان؛ حيث يستعمل جحورها مأوى، وقد يتعرض كثير من صيادي الضبان للدغه أثناء البحث في جحورها. وهو حيوان ليلي المعيشة، ويستقر في الجحور خلال النهار، وينشط ليلاً بحثًا عن الغذاء. ويتغذى على القوارض والسحالي وبخاصة الضب، ويدخل في سبات خلال فصل الشتاء. ويعد الصل الأسود من الأفاعي الشرسة التي يمكن أن تهاجم الإنسان إذا أحست بالخطر.
الصل الأسود من الأفاعي قليلة الانتشار في المملكة بشكل عام، كما أنه يتعرض للقتل من صيادي الضبان، ويجمع بكميات كبيرة من قبل بعض المؤسسات التي تعمل في مجال عرض الحيوانات وإنتاج الأمصال؛ ما قد يؤدي إلى انقراض هذا النوع من بيئات المملكة.
9 - الأفعى المقرنة (Cerastes cerastes):
وتسمى (الحية المقرنة)، وهي من عائلة الأفاعي (Viperidae) من رتبة الحرشفيات، وتسمى (المقرنة) لوجود زائدتين في أعلى الرأس تشبهان القرنين. وتمتاز الأفعى المقرنة بجسم غليظ ورأس مثلث الشكل، وهذه صفة شائعة في الأفاعي، كما أن الذيل قصير نسبيًا، ويصل طول الجسم من 60 - 80سم، ويشبه لونها لون البيئة الرملية التي تعيش فيها. وهي من الثعابين السامة؛ حيث يحتوي فكها العلوي على زوج من الأنياب الأنبوبية المتصلة بغدة السم الموجودة على جانب الرأس.
توجد هذه الأفعى في البيئات الرملية بشكل عام، وتعد من أكثر الأفاعي انتشارًا في مناطق الكثبان الرملية، وتسير بحركة تموجية مميزة؛ لذا تسمى عند العامة بـ (أم جنيب). وتستخدم الأفعى البيئة بشكل جيد في عملية الاختباء؛ حيث تدفن جسمها في الرمل، وتبقي الرأس خارجًا لمراقبة الفرائس وقنصها.
والأفعى المقرنة ليلية المعيشة؛ إذ تنشط عند المساء، وتبحث عن الغذاء خلال الليل، وتتغذى على القوارض والسحالي بشكل رئيس، كما أنها قد تتغذى على حيوانات أخرى مثل الطيور. وتدخل الأفعى المقرنة فترة كمون خلال الشتاء لاتقاء البرودة وقلة الغذاء، ولكنها قد تشاهد خارج الجحر عندما يكون الجو دافئًا.
وتشكل خطرًا كبيرًا نظرًا لسميتها العالية وانتشارها الواسع في المناطق الرملية؛ حيث تعزى معظم الإصابات لها. ويعتقد أن أعدادها كبيرة في مناطق انتشارها في المملكة في الوقت الحاضر.