سورة سبأ من مثاني السور المكية باتفاق أهل العلم والتفسير ومنهم من استثنى الآية السادسة، فقال إنّها مدنيّةٌ، ونزلت قبل سورة الزمر وبعد سورة لقمان وعُدَّت السورة الثامنة والخمسين في ترتيب النزول والسورة الرابعة والثلاثين في ترتيب سور المصحف العثماني، وتقع آياتها الأربعة والخمسون ما بين الربع الثالث إلى الربع السادس من الحزبيْن الثالث والأربعين والرابع والأربعين من الجزء الثاني والعشرين، ووجه تسميتها بهذا الاسم تفرُّد آياتها بالحديث عن قصة سبأ وهي واحدةٌ من ممالك اليمن وأُهلكوا بالسَّيل العَرِم بسبب كفرهم لأنعُم الله، وهذا المقال يسلط الضوء على فضل سورة سبأ.
قال تعالى: "لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ ۖ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ ۖ كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ ۚ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ" سبأ الوارد ذكرها في السورة الكريمة هو اسمٌ لواحدةٍ من أشهر الممالك في اليمن واكتسبت اسمها من اسم رجلٍ يسمى سبأ أنعم الله عليه بالذرية والمال والخيرات كافة وكان مع ذلك على طريق الحق والاستقامة، وفي زمانه تم إنشاء سد مأرب، فكان سببًا في زيادة الخيرات والمحاصيل والمزروعات نظرًا لوفرة المياه.
نزول سورة سبأ قبل هجرة الرسول إلى المدينة جعلها تتطبّع بطابع السور المكيّة التي تُولي اهتمامًا بالغًا بمسائل العقيدة الإسلاميّة وأركانها وعناصرها، لذا نجد آياتها تبرهنُ على وجود الله تعالى ووحدانيته، كما تضمّنت السورة عدة مواضيع من أبرزها: