اتّسم عهد الفاروق -رضي الله عنه- بالعديد من الإنجازات التنموية على الصعيد الإداري والتنظيمي، فقد اتّسعت الفتوحات الإسلامية في عهده، وكثُرت أموال الخراج، وكان أول من دوّن الدواوين، بالإضافة إلى تطوير بيت مال المسلمين وتنظيمه، كما كان الفاروق -رضي الله عنه- أول من اتخذ حدث الهجرة كيوم للتاريخ الإسلامي، كما قام الفاروق بإحداث أول توسعة للمسجد النبوي، حيث أدخل فيه دار العباس بن عبد المطلب، وقام برصفه بالحجارة الصغيرة.
اتخذ الفاروق سياسةً حكيمةً في تولية العمال والولاة، فكان لا يولّي أحداً من الرجال إلا بعد أن يختبره كما فعل مع شريح القاضي على الكوفة، كما حدّد مدة سنتين للعامل أو القاضي كحدٍ أقصى، وهو أول من وضع نظام البريد في الإسلام، كما كان أول من اتخذ داراً للسجن، وهو صاحب فكرة تمصير الأمصار؛ حيث اهتم بإنشاء المدن الجديدة في البلاد المفتوحة.
أكّد الفاروق على مبدأ الشورى في تولية الحاكم حينما اختار ستة من الصحابة الذين قال عنهم النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنهم من أهل الجنة، ليقوموا باختيار واحد منهم ليكون حاكماً للمسلمين، وقد اجتمع هؤلاء الستة بعد وفاة الفاروق -رضي الله عنه- واستقر رأيهم على اختيار الصحابي الجليل عثمان بن عفان حيث بايع له الناس، وكان أول من يبايعه علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- دلالةً على حريّة الأمّة في الاختيار.
اتّسعت الفتوحات الإسلامية بشكلٍ كبير في عهد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- لتشمل مدناً وأقاليم كثيرة، فقد فُتحت في عهده مصر على يد عمرو بن العاص، كما فُتحت طرابلس الغرب وما يليها من الساحل، وبيت المقدس، وبعلبك، وأذربيجان، وبعض أقاليم خراسان.
موسوعة موضوع