اشتهرت الصحابيات بأنهن كن جزءاً من ذلك الجيل العظيم الذي حمل على عاتقه نشر الدعوة الإسلامية، ونصرتها في مرحلةٍ حاسمة من مراحل التاريخ الإسلامي، واتصفت الصحابيات الكرام بكثيرٍ من الصفات والفضائل الحسنة التي أهلتهنّ لأن يكنّ الأسوة والقدوة الحسنة لنساء الأمة إلى قيام الساعة.
اشتهرت الصحابية الجليلة أم سليم بنت ملحان الأنصارية التي كان لها مواقف كثيرة أنبأت عن خلقها العظيم، وحكمتها، وتعقلها، فقد جاءها مرة أبو طلحة عندما كان مشركاً يطلب خطبتها، فبينت له رغبتها في الزواج منه، وأن مثله لا يرد طلبه، ولكنها بينت المانع الذي يمنعها من الارتباط به، وهو أنه مشركٌ وهي مسلمة، فعرضت عليه أن يسلم، وأن يكون ذلك مهرها، فأسلم أبو طلحة وتزوجها.
كما كان لها موقفٌ عظيم رضي الله عنها حينما فقدت أحد أولادها فسجته ووضعت عليه ثوباً، وحينما رجع زوجها أبو طلحة أخفت عنه خبر وفاة ابنها، ثم تزينت له وباتا بأحسن ليلة، وبعد أن أصبح قالت له: (أرأيت إن كان قوم أعاروا قوماً آخرين عارية ثم طلبوها هل هم مانعيهم إياها، قال: لا، قالت: فإن الله قد استرد عاريته فاحمد الله واسترجع)، فجلت تلك العبارة الحكيمة هول المفاجأة والصدمة عليه بفقدان ابنه.
اشتهرت الصحابية نسيبة بنت كعب المازنية التي اشتركت مع المسلمين في غزوة أحد لتمريض الجرحى وتطبيبهم بالشجاعة، ولم تقف رضي الله عنها ساكنة حينما رأت الأعداء يتكالبون حول رسول الله عليه الصلاة والسلام للنيل منه وإيذائه، بل انخرطت في القتال بكل شجاعةٍ وبسالة، وذادت عن رسول الله بنفسها.
اشتهرت صحابيات كثر بهذه الصفة، ولكن فاطمة بنت النبي عليه الصلاة والسلام تميزت بهذه الصفة، فظلّ يشغل بالها تصور حالها وهي على فراش الموت قد سجيت بكفنها ثمّ نظر إليها الرجال، فدلتها الصحابية الجليلة أسماء بنت عميس على طريقة تعلمتها في بلاد الحبشة؛ حيث كان الناس يضعون أعمدة تحت النعش فيرتفع الغطاء، فلا يظهر من المرأة الميتة شيء، فاستحسنت فاطمة رضي الله عنها ذلك، وسكن فؤادها واطمئن.
عرفت الصحابية بريرة التي كانت خادمة عند السيدة عائشة قبل أن تعتق بالصدق، وكان لها موقفٌ عظيم في حادثة الإفك حينما شهدت شهادة حق في عائشة رضي الله عنها؛ فقالت حينما سئلت عن أخلاقها: (والذي بعثك بالحق، ما رأيت عليها أمرًا قط أغمضه عليها أكثر من أنها جارية حديثة السن تنام عن عجين أهلها، فتأتي الداجن (الدواجن) فتأكله) .
موسوعة موضوع