يُقصد بالتسلّط فَرْض السُّلطة بالقوّة، أو حُبّ السيطرة على الطرف الآخر، ويقوم هذا المفهوم على الإجبار والإكراه، اللذين يُجرّدان الطرف الآخر من حقّه في الانتفاع بحقوقه المشروعة من السلطة، ورغم أنّ هذه المفاهيم يتم استخدامها أكثر في عالم السياسة والحُكم، لكنّها تنسحب كذلك على العلاقات الاجتماعيّة وسلوكيّات الأفراد، فنقول شخص مُتسلّط أي يُحب فرض وجهة نظره على الآخرين عنوةً، أو امرأة مُتسلّطة، أي أنّها لا تملك شخصيّة مرنة أو مُتفهّمة، كما تملك العديد من الصفات الأُخرى، التي سوف نتحدّث عنها في هذا المقال.
يشعر الآخرون بتكبّرها وتعاملها الفوقي مع الناس، كما أنّها تتعالى عن التعامل مع الآخرين، ولو ضمن مواقف ٍ بسيطة، وإن اضطرت لذلك، فسوف تعاملهم بطريقة سيّئة.
من الصعب أن يُغيّر أحد طريقة تفكير المرأة المُتسلّطة، وعليه يصعب التأثير في رأيها، كما أنّها تُحاول قدر الإمكان إجبار المُحيطين بها على تبنّي أفكارها.
فهي تُحب نفسها لدرجةٍ كبيرةٍ مُبالغٍ بها، على حساب مشاعر الناس، الذين لا تكترث لوجودهم على الأغلب، وعادةً ما تُحجم عن تقديم المساعدة، وإن حصل ذلك فيكون لمصلحةٍ شخصيّةٍ لا أكثر.
إنّ أي خطأ أو هفوة للآخرين بحقّها، لا يُمكن أن تُغفر لديها، أو تُسامحهم عليها بسهولة، فقد يحتاجون وقتاً طويلاً لإعادة علاقتهم بها، وإن لم يكن لديهم خيار للابتعاد عنها، فإنّهم سيعانون حتماً من القهر والنكد والمشاكل الاجتماعيّة العديدة، كأن تكون هذه المرأة المُتسلّطة، هي الأم، أو الزوجة، أو الأخت، وأحياناً المسؤولة في العمل.
فلا تعقل الأمور، ولا تأخذ العواقب بعين الاعتبار، فالمهم لديها تحقيق ما تُريده وتسعى إليه، وليس مُهمّاً أن تتّبع المنطق في عمليّة الوصول لذلك، وعليه فإن مخاسرها كثيرة.
فأي أمرٍ يُثير غضبها، ويواجه الناس صعوبةً في إرضائها.
فلا تقبل أن يتم التحدّث عن غيرها في وجودها، أو ألّا يهتم الآخرون بها، وكأنّها النجمة الأولى، في كل الأحوال والمناسبات.
فتشتم ما تستطيع، ولا تُعطي الآخرين فرصةً للرد أو الحوار، وتُبالغ في كثيرٍ من الأحيان في التجريح.
فبعض النساء يتّصفن بالتصرف السلطوي بسبب التفريغ السلبي، أي أنّ المرأة تعرّضت في فترةٍ من الفترات للظلم من عائلتها، أو أنّها تعرّضت للقمع في مرحلةٍ من مراحلها العمريّة، وأهمّها الطفولة، كما تتّسم بعض الزوجات بهذه الصفة، حين يُعانين من ضعف شخصيّة الزوج، لذا فإنّ الحل الأوّل يكمن في البحث عن السبب.
ليس من الضروري المناقشة وبدء الحوار مع المرأة المُتسلّطة؛ لأنّ ذلك يجلب كثيراً من المتاعب، لهذا يُمكن تجاهل ما يصدر عن المرأة المتسلّطة، والابتعاد عن التعامل معها في الأوقات التي تبدو فيها وكأنّها كشّرت عن أنيابها، مُقابل استثمار أوقات الهدوء للحوار وإبداء الرأي.
فقد لا تُجدي الطرق السابقة في حل المشكلة، لذا على الشخص أن يحزم أمره، ويواجه المرأة المُتسلّطة، ويضع حدّاً لتسلّطها وتصرّفاتها التي لم تعد تُطاق.