مَرَّ النَّسيمُ بريّاكم فأحيانا
من مُبلغُ الجاعلين اللهَو مركبَهُمْ
إنا سرينا على الأمواجِ تحملنا
ما للدجى هادئا تزري كواكبه
لا تسألوا عن جمال البدر يَبْعَثُهُ
هذي النجومُ ، وما خلق سدى ، خلقت
يا حبذا هذبانُ العاشقين بكم
وحبذا تحت النخل مُصْبَحُنا
وليت من دجلةٍ كأساً تصفقه
يا من ذكرناه والالبابُ طائشةٌ
ما مَسَّ الاعلى طُهْرٍ غرامُكُم
آنست في غربتي حبّاً يُبدِلُني
سِيّان فيما جنى صحبي ودهرُهُمُ
لا تحسبوا العدَّ بالأرقام يُسعدكم
ألروحُ جارت علينا في محبتِكم
والحب أرخص من أقدارنا بكم
نَعِمْتُمُ وشَقِينا في الهُيامِ بكم
كم تشبهين نخلةَ العراقِ يا عصفورةَ المطرْ
في أصلها رسوخْ
وفرعها شموخْ
تعيش في السهولِ والتِّلالْ
تفيضُ بالثمار والظلالْ
وتشكرُ السَّماءَ حين يهطل المطرْ
وتجزل العطاءَ حين يُحبسُ المطرْ
حزينةٌ كنخلةِ العراق يا عصفورةَ المطرْ
تهجرُها نساؤُها
يغتالُها أبناؤُها
تغتابُها أفياؤُها
طيبةُ الثِّمارِ حين يضحك القدرْ
وحلوةُ الثِّمار حين يعبسُ القدرْ
شامخةٌ كنخلةِ العراق يا عصفورةَ المطرْ
وأنتِ والعراقُ مجروحانِ في الصَّميمْ
وأنتِ والعراقُ غارقانِ في الدِّماءِ والحميمْ
ينشرُ الظِلَّ أجنحًة للمَقِيل
ونقذفهُ بالحجارةِ
يقذفنا بالرُطَبْ
ويُداعِبُ مِسبحَة الغيبِ
يحتضنُ الطيرَ في الليل، يُطلقهُ في النهار
ولا يرهبُ النار
قِيلَ : سمادُ النخيلِ اللهَبْ
بيديهِ يشقُّ مَحارَ السماء
وينظِمُ جوهرَها في عقود ٍ
تمَسُّ الضياءَ بخُضرتِها
وتُقَصِّفُ في الليلِ شوكَ الغضبْ
يَلومونَني في اِشتِراءِ النَخيـ
وَأَهلُ الَّذي باعَ يَلحَونَهُ
هِيَ الظِلُّ في الحَرِّ حَقُّ الظَليـ
تَعَشّى أَسافِلُها بِالجَبوبِ
وَتُصبِحُ حَيثُ يَبيتُ الرِعاءُ
وَلا يُصبِحونَ يُبَغّونَها
فَعَمٌّ لِعَمِّكُمُ نافِعٌ
وكان المطر الآن صباحا
وانطبقت كل الأبعاد
وصرت كأني صفر في الريح
وصلت الى باب النخل .. دخلت على النخل
أعطتني احدى النخلات نسيجا عربيا
فعرفت بأن النخلة عرفتني
وعرفت بان النخلة في عربستان أنتظرتني
قبل الله
لتسأل ان كان الزمن المغبر غيرها
قلت .. حزنت
فأطبق صمت وبكى النخل
وكانت سفن في آخر شط العرب
احتفلت بوصولي
ودعني النوتي وكان تنوخيا تتوجع فيه اللكنة
قال إلى أين الهجرة
فارتبك الخزرج .. والأوس بقلبي
ومسحت التلقيط من الحبس
لئلا يقرأني الدرب
وسيطر قنطار وعاش الصبح
فجاء الله إلى الحلم
وجاء حسين الأهوازي يفتش عن دعوته
جاء النخل .. وجاء التعذيب .. وجاءت قدمي الملوية
جف الطين عليها
في البرد .. وزاغ الجرح
وطارت في عتمات القلب
فراشات حمراء .. وأشجار الحزبية
قد شحنت بالحزن و بالنار
نزلت الى ذاتي في بطء
آلمني الجرح .. مددت بساقي
خرجت قدمي كالرعب من الحلم
وكان الإبهام هي عين عمياء
تشم برودة ماء (الكارون)
وهذا أول نهر عربي في قائمة المصروفات
وشم الذئب الشاهنشاهي دمي
شم الذئب دمي .. سال لعاب الذئب على قدمي .. ركضت
قدمي
ركض البستان
وكان الرب أصغر برعم ورد
ناديت عليه فذقت الكر كمركض الرب .. الدرب .. النخل .. الطين
و أبواب صفيح تشبه حلم فقير
فتحت ووجدت فوانيس الفلاحين
تعين على الموت حصان يحتضر
عيناه تضيئان بضوء خافت فوق ألوف الفلاحين
وتنطفآن وينشج
لو مات على اليح
وبين لفيف الضوء البري
لكان الشعب سيحتضر
غطى شعب الفلاحين فوانيس الليل
برايات تعبق بالثورات المنسية
فاستيقظت الخيل .. وروحي
كالدرع ائتلقت وعلى جسر البرق
صرخت الهي هؤلاء الفلاحين كم انتظروا
علمهم ذاك حسين الأهوزي من القرن الرابع للهجرة
علمهم علم الشعب على ضوء الظلمة
كان حسين الأهوازي بوجه لا يتقن إلا الجرعة
و النشوة بالأرض
وقال انتشروا فانتشروا