بعث الله سبحانه وتعالى نبيّه محمَّدًا صلى الله عليه وسلم نبيًّا ورسولًا للنَّاس كافةً بعد فترةٍ طويلةٍ من انقطاع الرُّسل والأنبياء؛ فجهر بالدَّعوة الإسلاميّة بين العرب ليكون النَّبي العربيّ الوحيد وخاتم النَّبيين والمرسلين، فآمن به من آمن وكفر به من كفر، والذين كتب الله لهم الهِداية والإيمان استحقوا لقبًا من أغلى الألقاب جاء من تشرفهم بالصُّحبة المباركة لخاتم النَّبيين ألا وهو لقب الصَّحابيّ.
الصَّحابة رضي الله عنهم بحسب أهل التأريخ والمُحدّثين يصعب تحديد عددهم؛ لأنّ مفهوم الصَّحابيّ لا يقتصر على من كان يعيش في المدينة مع النَّبي صلى الله عليه وسلم أو يراه أو يغزو معه، بل تعدَّاه لكلِّ من آمن بالرَّسول صلى الله عليه وسلم في حياته في كافّة البلدان والقبائل والأقطار، لكن كانت هناك محاولاتٌ للحصر والعدّ منها ما ذكرها أبو زرعة الرَّازيّ والجلال السيوطيّ بأنّ عدد الصَّحابة يترواح ما بين مئة وأربعة عشر ألف صحابيٍّ ومئة وأربعة وعشرين ألف صحابي من الرِّجال والنِّساء والأطفال، وهذا عددٌ تقريبيٌّ والله تعالى أعلم.