وهي من النساء التي تحدث عنها القرآن الكريم، زوج نبي الله إبراهيم عليه السلام، وهي من قريباته، آمنت به ثم هاجرت معه إلى فلسطين، وقد أُهدي لها من قبل ملك مصر جارية تخدمها، وهي هاجر، فزوجتها لإبراهيم عليه السلام عندما شعرت أنها قد تقدمت في السن وأنها بلغت سنّ اليأس، وما كان ذلك إلّا رجاءًا منها أن يرزق الله إبراهيم عليه السلام ولدًا، وقد بشّرتها الملائكة بإسحاق، ومن بعده يعقوب، قرّة عين لها.
هاجرت هاجر كما ذكرنا من مصر إلى فلسطين، وقد كانت سريّة لإبراهيم عليه السلام، الذي أخذها وولدها الرضيع إسماعيل عليه السلام وأسكنهم في بريّة فاران، أي الحجاز، فوضع عندهما سقاء ماء، وجراب تمر، ثم انطلق تاركًا إياهما وراءه، داعيًا بالدعوات التي ذُكرت في القرآن الكريم، قال تعالى: (رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ).وحين نفذ الماء منهما، وعطشت وعطش ابنها، سعت بين جبلي الصفا والمروة سبع مرات، على أمل أن تجد ماءًا، حتى أخرج الله لها ماء زمزم.وقد كانت زوجة مطيعة وصالحة، وأمًا مربية، ربّت ابنها على أن يكون رجلًا قائدًا مسؤولًا ومربيًا، وقد مدّحه الله تعالى في القرآن الكريم، وقد صبرت هاجر على وجودها في مكة، فأكرمها الله بأن جعل لها جيرانًا بعد وحدتها.
تزوجها إبراهيم عليه السلام بعد وفاة زوجتيه سارة وهاجر، وكان وقتها قد تجاوز عمره العقد الثاني عشر، وقد كان من نسلها بنو مدين، وهم قوم شعيب عليه السلام، وهي ابنة يقطن الكنعانية، وقد أنجبت له ست أولاد ذكور، وهم مديان، وسرج، وزمران، ويقشان، ونشق، أما الولد السادس فلم يذكر.
هي حجون بنت أمين، وقد أنجبت له عليه السلام كل من كيسان، وأميم، ونافس، ولطان، وسورج.
موسوعة موضوع