بعد أن طال تكذيب قوم النبيّ صالح له وكفرهم به، أذن الله -تعالى- أن يُنزل فيهم عذابه وهلاكه، فوعدهم نبيّهم أنّ عذاب الله نازلٌ بهم بعد ثلاثة أيّامٍ، فمكث القوم في الخوف والترقّب ثلاثة أيّامٍ، حتّى إذا جاء اليوم الموعود أصبحوا ليس فيهم بأسٌ فظنّوا أنّه الفرج قد أتاهم، فلمّا أمنوا العذاب، سُلّطت عليهم صيحةٌ من السماء، وارتجفت الأرض بهم من تحتهم فأصبحوا جثامين جاثمين، وقيل قد نزلت فيهم صيحةٌ قُطّعت منها قلوبهم، وتزلزلت من حولهم بيوتهم فوقعت على قبوره
أرسل الله -تعالى- نبيّه صالحاً لقوم ثمود، وصالحٌ -عليه السّلام- هو صالح بن عبيد بن ماسح بن عبيد، وقد قيل إنّ نسبه متّصلٌ بنوحٍ عليه السّلام، كان قد أرسل لقوم ثمود وقد سكنوا الحِجر، وهو مكانٌ يقع بين المملكة العربية السعوديّة والمملكة الأردنيّة، وقد ذكر الله -تعالى- نبيّه صالحاً تسع مرّاتٍ باسمه وفصّل بعض جوانب قصّته مع قومه في العديد من السور الكريمة، ومنها: سورة الأعراف والحِجر والشعراء وفصلت وغيرها من السور، ولقد كان نبيّ الله صالحٌ من أشرف رجال قومه وأرجحهم عقلاً، وقد أرسله الله -تعالى- إلى قومه عندما شاعت فيهم عبادة الأصنام وترك التوحيد، فجاءهم برسالة التوحيد وعبادة الله سبحانه.
أيّد الله -تعالى- نبيّه صالحاً بالناقة كمعجزةٍ دالّةٍ على صدقه أمام قومه، فحين كان صالحٌ -عليه السّلام- يدعو قومه ويذكّرهم بالله -تعالى- وفضله عليهم، فتحدّوه أن يخرج لهم من صخرةٍ أشاروا عليها ناقةً وصفوها بأوصافٍ دقيقةٍ، فإن هو استطاع أن يخرجها كما طلبوا آمنوا به وصدّقوه، فتوجّه نبيّ الله صالحٌ إلى ربّه بالدعاء والسؤال أن يرزقه هذه المعجزة، فيعينه على قومه، وبالفعل حقّق الله تعالى سؤله، وخرجت الناقة من حيث أشاروا بكلّ الصفات التي طلبوها فيها، فآمن جمعٌ منهم، وبقي الكثير منهم على كفره وعناده.
موسوعة موضوع