[علامات أصالة الحرف]
يعلم أنَّ الحرف أصل بأن لا يَكْمُلَ أقل الأصول إلاَّ به، كحروف " يوم "1، فإنْ لم يكن كذلك فبمباينته لحروف الزيادة التي يجمعها أربع مرات " قولي "2:
أمان وتسهيل تلا أنس يومه نهاية سول أم هناء وتسليم3
ــــــــــــــــ
1 لأنَّ أقل ما تكون عليه الكلمة المعربة ثلاثة أحرف، ولو حذفت الياء من ( يوم ) لبقيت على حرفين.
وقد عرَّف المصنِّفُ الأصلي والزائدَ بقوله في الخلاصة:
والحرف إنْ يلزم فأصلٌ والذي لا يلزم الزائد مثل تا احتذي
ينظر: أوضح المسالك 4/327، والمساعد 4/44
2 في أ: " قولى شعر ".
3 أورد ابن مالك هذا البيت في شرحه للكافية الشافية 4/2033، وفي نظم الفوائد ق 5 وأورده ابن هشام في أوضح المسالك 4/230. ولكن بين روايته في تلك المراجع وروايته هنا اختلاف سببه تقديم بعض الكلمات وتأخير غيرها، فالرواية في تلك المراجع هي كما يلي:
هناءٌ وتسليمٌ تلا يوم أُنْسِه نهاية مسئول أمانٌ وتسهيلُ
**************************
كحروف: جعفر.
وبتصديره قبل أكثر من ثلاثة أصول في غير فعل واسم يشبهه1كياء: " يَسْتَعُور "2.
وبانتفاء أدلة الزيادة التي تذكر بَعْدُ كسين " سَفَرْجَل "3 ولامه.
وبثبوته في جميع التصاريف كنون " ضَيْفَن "4 فإنَّها أصل خلافاً
ــــــــــــــــ
وقد ذكر العلماء عِدَّة عبارات تجمع حروف الزيادة منها قولهم: ( اليوم تنساه )، و(هويت السمان ) وهو من قول المازني:
هويت السمان فشيبنني وما كنت قد ما هويت السمان
ومنها قول الآخر:
سألت الحروف الزائدات عن اسمها فقالت ولم تبخل أمانٌ وتسهيلُ
1 قال ابن إيَّاز في شرحه لتصريف ابن مالك ص 43: " وذلك لما ذكرنا من أنَّ الزوائد لا تلحق أول بنات الأربعة لقلة التصرف فيها، وأيضاً فإنَّ الزيادة أولاً لا تتمكن تمكنها حشوا ".
2 يَسْتَعُور: بفتح الياء وتسكين السين وفتح التاء وضم العين، بلد بالحجاز قبل حرة المدينة فيه عضاه وسَمُر وطلح. وهو أيضاً اسم لشجر يُسْتَاك به، واليستعور: الباطل، ويُطْلَق على الكساء الذي يُجْعَل على عجز البعير. ووزنه عند سيبويه وجمهور اللغويين: (فَعْلَلُول). ويرى الفرَّاء أنَّ وزنه: ( يَفْتَعُول ).
قال ابن جني: " فأمَّا من قال إنَّ مثال يَسْتَعُور: يَفْتَعُول، فلا يدرى من صنعة التصريف شيئاً وإنَّما هو فيه هاذٍ ".ينظر: الكتاب 4/303، 313، والمنصف 1/33، 145، 3/23-24، وشرح أمثلة سيبويه للجواليقي ص 176، وشرح أبنية سيبويه لابن الدهان ص 166، ومعجم البلدان 5/436، والممتع 1/164، 172، 2/595، واللسان ( يستعور )، والمساعد 4/48، والمزهر 2/23.
3 السفرجل: نبت يكثر في بلاد العرب. اللسان ( سفرجل ). وينظر: سر صناعة الإعراب ص 64، والممتع ص 70.
4 اختلف أهل اللغة في نون ( ضيفن ) فذهب الخليل وتلميذه سيبويه، وتبعهما المبرد، وكثير من أهل اللغة إلى أنَّها زائدة، فوزنها عندهم: ( فَعْلَن ).
وذهب أبو زيد إلى أنَّ النون أصلية، ورجَّح ابن عصفور هذا الرأي، واختاره ابن مالك. تنظر الآراء في هذه المسألة في الكتاب 4/252، 270، 320، والمقتضب 3/337، والصحاح ( صيف )، والمنصف 1/167، وشرح أبنية سيبويه لابن الدهان ص 113، والممتع 1/271، وسفر السعادة 1/341.
************************************
للخليل (1) . فإن العرب قالت : ضمن الرجال فهو ضافن وضيفن إذا تبع الأضياف تطفلاً ، حكي ذلك أبو زيد(2) .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) هو أبو عبدالرحمن الخليل بن أحمد الفراهيدي الأزدي أول من أستخرج علم العروض ، كان عبقريا ذكياً ، غاية في استخراج مسائل النحو وتصحيح القياس . من مؤلفاته كتاب العين الذي اشتهر به . وهو شيخ سيبويه ، توفي سنة 170 ، وقيل 175هـ تنظر ترجمته في اخبار النحويين ص 54 ، والفهرست ص 42 ، ومعجم الأدباء 11/72 وطبقات الزبيدي ص47 ، واشار التعيين ص114 ، وطبقات القراء 1/275
(2) هو سعيد بن أوس بن ثابت بن بشير الانصاري البصري ، كان متضلعاً في علوم اللغة من نحو وشعر وغريب ، أخذ اللغة عن أبي عمرو بن العلاء ، وأبي البيداء الرياحي ، وأبي الخطاب الأخفش وغيرهم كثير . من مؤلفاته : كتاب النوادر ، وكتاب الهمزة ، وكتاب المطر ، وكتاب الشجر . توفي رحمه الله سنة 212 ، وقيل 215 ، وقيل 216 ، أو 217 هـ تنظر ترجمته في طبقات ابن سعد 7/27 ، وتهذيب 9/282 ،و تاريخ بغداد 9/78 ونزهة الألباء ص 89 ، والفهرست ص81 ،و مقدمة محقق النوادر من ص5 إلى ص23