علم القافية

الكاتب: رامي -
علم القافية العروض والقوافي

علم القافية

تعريف القافية لغة :

القافية لغة على وزن فاعلة ، من القَفْو وهو الاتباع ؛ وإنما قلبت الواو ياءً لانكسار ماقبلها ، وسُمي المعنى المراد هنا بذلك ؛ لأن الشاعر يقفوه أي يتبعه ، فالقافية على هذا بمعنى مقفوة مثل قوله
تعالى: ) فهو في عيشة راضية ( أي مرضية ، وقيل : لأنه يقفو ماسبق من الأبيات ، أولأنه يقفو آخر كل بيت .

تعريفها اصطلاحا :

القافية في اصطلاح العروضيين عِلمٌ بأصول يُعرف به أحوال أواخر الأبيات الشعرية من حركة وسكون ، ولزوم وجواز ، وفصيح وقبيح ، وهي مع هذا اسم لعدد من الحروف ينتهي بها كل بيت . 

حدود القافية :

وأما حدودها فقد تعددت الآراء في ذلك ، ولعل أقربها إلى الصواب رأي الخليل بن أحمد الذي يقول: (( القافية عبارة عن الساكنين اللذين في آخر البيت مع ما بينهما من المتحرك حرفا كان أو أكثر ، ومع الحركة التي قبل الساكن الأول )) . مثال ذلك قول الشاعر :

نََعيب زمانَنا والعيبُ فينا

 

وما لزماننا عيب سوانا

 

فالقافية عند الخليل في هذا البيت هي قول الشاعر : ( وَاْنَاْ ) = /5/5  .

وهي باختصار من أول متحرك قبل آخر ساكنين .

صورها :

بناءً على رأي الخليل فإن القافية ليست محددة بعدد من الكلمات .

 فقد تكون القافية بعض كلمة ، كقول كعب :

بانت سعاد فقلبي اليوم متبولُ

 

متيم إثرها لم يفد مَكْبُوْلُ

 

فالقافية في هذا البيت هي قول الشاعر : (بُوْلُوْ = /5/5) من (مَكْبُوْلُ ) وهي جزءٌ من كلمة .

وقد تكون كلمة تامة ،كقول المتنبي :

وإذا أتتك مذمتي من ناقص

 

فهي الشهادة ليْ بأنيَ كَاْمِلُ

 

فالقافية في هذا البيت هي قول الشاعر : (كَاْمِلُوْ =/5//5 ) وهي كلمة تامة .

 

وقد تكون القافية كلمة وبعض كلمة ، كقول المتنبي :

إن كان سرَّكمُ ما قال حاسدنا

 

فما لجرح إذا أرضاكمُ أَلَمُ

 

فالقافية في هذا البيت هي قول الشاعر : ( مُوْ أَلَمُوْ = /5///5) وهي كلمة وجزء من كلمة .

وقد تكون القافية كلمتين ،كقول ابن الوردي :

لاتقل أصلي وفصلي أبدًا

 

إنما أصل الفتى ما قَدْ حَصَلْ

 

فالقافية في هذا البيت هي قول الشاعر : (قَدْ حَصَلْ = /5//5 ) وهما كلمتان .

وقد تكون القافية كلمتين وبعض كلمة ،كقول الحميري :

لما رأوا أنَّ يومَهُمْ أشبٌ

 

شدُّوا حيازيمهم عَلَىْ أَلَمِهْ

 

فالقافية في هذا البيت هي قول الشاعر : ( لا أَلَمِهْ = /5///5) فـ ( لا ) بعض كلمة ، ( أَلَمِ ) كلمة ،

( ـهْ ) ضمير وهو كلمة .

وقد تكون القافية ثلاث كلمات ،كقول أبي العتاهية :

حُلْمُ الفتى مما يُزَيِّنهُ

 

وتمام حلية فَضْلِهِ أَدَبُهْ

 

فالقافية في هذا البيت هي قول الشاعر : ( هِيْ أَدَبُهْ = /5///5 ) ، وهي ثلاث كلمات : الضمير ( ـهِ ) من قوله : ( فضله ) ، و كلمة ( أدبُ ) ، والضمير ( ـهْ ) من قوله : ( أدبُهْ ) .

فائدة دراسة هذا الفن :

  1. الوقوف على مواطن حسن الشعر وجودته وكيفية تأليفه .
  2. يُجَنِّبُ المرءَ العيوبَ المخلة بالشعر فلا يقع فيها من يريد إنشاء قول منظوم .
  3. لاغنى للناقد عنه ؛ حتى يبني أحكامه على أسس صحيحة .

أهمية القافية :

القافية شريكة الوزن في الاختصاص بالشعر ، ولايسمى الكلام شعرًا حتى يكون له وزن وقافية ؛ فهما أساسان في الشعر حسب نظرية عمود الشعر عند المرزوقي . فالقافية تعطي الشعر نغمة موسيقية رائعة ، فبقدر مايكون فيها من حروف ملتزمة بقدر ما يكون لها من إيقاع موسيقي متميز ، كما أنها تضبط المعنى وتحدده ، وتشد البيت شدا قويا بكيان القصيدة العام ولولاها لكانت محلولة مفككة .

 

شارك المقالة:
594 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook