هو صحابي جليل، ومن أعظم الشخصيات في تاريخ الإسلام، واسمه عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رباح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي، ومن الجدير بالذكر أن عمر -رضي الله عنه- كان ثاني الخلفاء الراشدين بعد أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وقد ازدهرت الدولة الإسلامية في عهده، وبلغت من الكمال مالم تبلغه في أي عصر من العصور، واستطاع بحكمته، وحزمه، ورحمته، وعدله، وهيبته، أن يؤسّس أعظم امبراطورية عرفها التاريخ، ويقهر أعظم قوتين في ذلك الزمن وهم الروم والفرس
وُلد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- في مكة المكرمة، وترعرع في كنف قبيلته بني عدي، وعاش في طفولته حياة الفقر والعوز، وشدة الحياة، وقسوتها، فعمل في رعي الإبل، مما ترك أثراً كبيراً في شخصيته، فجعله أكثر مقاومة للصعاب، وأشد تحملاً للمسؤولية، وأبعد عن حب الراحة والترف، وقد رُوي عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أنه وصف شدة عيشه في مرحلة الطفولة قائلاً: (لقد رأيتني وأخية لنا، وإنا لنرعى على أبوينا ناضحاً لهما، فنغدوا فتعطينا آمنا يَمِينَيها من الهبيد -وهو حب الحنظل يصنع بطريقة تجعله قابلاً للأكل- ثم تلقي علينا نقبة -وهي قطعة من الثوب- فإذا طلعت الشمس ألقيت النقبة على أختي، وخرجت أتبعها عرياناً ثم نرجع إليها وقد صنعت لنا لفيتة من ذلك الهبيد، فنعتاش فيها خصبة).
أسلم عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- بعد الهجرة الأولى إلى الحبشة، التي كانت في شهر رجب من العام الخامس من بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد وردت العديد من الروايات حول إسلامه، ومنها أن إسلامه كان بعد أن لحق برسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى المسجد، فسمعه يقرأ سورة الحاقة، فتعجب مما سمع وقال بنفسه؛ والله إن هذا لهو الشعر الذي تحدّثت عنه قريش، وإذ برسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقرأ قول الله تعالى: (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ * وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ ۚ قَلِيلًا مَّا تُؤْمِنُونَ * وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ * تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ)،فوقع الإسلام في قلب عمر بن الخطاب رضي الله عنه.