هو عمّ النبي -صلّى الله عليه وسلّم-، وكفيله بعد وفاة جدّه عبد المطلب، كان أبو طالب سيّداً في قومه، له كلمته وهيبته، كريماً رغم فقره وكثرة أولاده، أنفذ وصيّة والده بكفالة النبي -صلّى الله عليه وسلّم- على أتمّ وأكمل وجهٍ، فكان أبو طالب يحبّ النبي حباً شديداً، ويأخذه معه في رحلاته التجارية، ويعطف عليه، ويحميه، فعوّضه غياب الأب والأهل، وبقي النبي -عليه الصلاة والسلام- في كنفه إلى ما بعد نبوّته؛ إذ بقي أبو طالب مدافعاً عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- أمام اعتداء قريش حتى توفّي.
بالرغم من أنّ أبا طالبٍ دافع عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- في دعوته، ووقف أمام قريش كلّها، فحماه ونصره ضدّهم، وبالرغم من أنّه لمح أيام رحلاته التجارية مع النبي آثار نبوّةٍ ودلائل بركةٍ وخيرٍ، إلّا أنّه بقي على كفره وشركه، وعلى ملّة والديه من قبل، ورغم ذلك فإنّ أبا طالب أهون أهل النار عذاباً، ودليل ذلك ما رواه الإمام مسلم في صحيحه عن الصحابي عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-: (أَهْوَنُ أهْلِ النَّارِ عَذاباً أبو طالِبٍ، وهو مُنْتَعِلٌ بنَعْلَيْنِ يَغْلِي منهما دِمغُهُ).
قيل إنّ الوفاة لمّا حضرت أبا طالب كان النبي -صلّى الله عليه وسلّم- من جلسائه، وحاول أن يلقّنه الشهادتين في آخر أنفاسه، إلّا أنّ أبا جهل كان يحاول جاهداً أن يُثنيه عن كلمة التوحيد، وبين أن يلقّنه النبي -صلّى الله عليه وسلّم- كلمة التوحيد، وأن يردّه عنها أبو جهل؛ كان آخر ما تكلّم به أبو طالب إنّه على ملّة عبد المطلب، فمات على ذلك
موسوعة موضوع