يجب على الرجل أن يغتسلَ من الجنابة في حالتين: أولهما في حالة مجامعة الرجل لزوجته حينما يولج في الفرج، وإن لم يتمَّ الإنزال، والدليل على ذلك قول النبي عليه الصلاة والسلام: (إِذَا جَلَس بَيْن شُعَبِها الْأَربَعِ ثُمَّ جَهَدَهَا فَقَدْ وَجَبَ الْغَسْلُ).ومعنى الحديث الشريف يشير إلى أنّ الجنابةَ تتحقق بمجرد إدخال الحشفة في الفرج، حتى لو حدث ذلك دون إنزال، وقد انعقد الإجماع بين المسلمين على ذلك، وأمّا الحالة الثانية التي يجب على الرجل فيها الاغتسال من الجنابة فهي إنزال المني، والدليل على ذلك حديث النبي عليه الصلاة والسلام: (إِنَّمَا المَاءُ مِنَ المَاءِ).ومني الرجل ينزل مع الشهوة، ويكون نزوله بشكل متدفق، بخلاف مني المرأة، وللمني رائحة خاصة، ويشعر الإنسان بفتور بدنه بعد نزوله.
أمّا تأخير الاغتسال من الجنابة فحكمه الجواز، إلا أن تكونَ هناك ضرورة لذلك، مثل إدراك الصلاة، ذلك أنّ الغسلَ من الجنابة لا يجب على الفور، وإنّما على التراخي، ويُستحَب لمن أراد أن ينامَ قبل أن يغتسلَ من الجنابة أن يتوضأَ، وإلى ذلك ذهب جمهور فقهاء الأمّة، وقد استدلوا على ذلك بفعل النبي عليه الصلاة والسلام، حيث كان يتوضأ وهو جنب، إذا أراد أن يأكلَ، أو أراد أن ينامَ، وفي الحديث: (أنّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لقيه في بعضِ طريقِ المدينةِ وهو جُنُبٌ ، فانْخَنَسْتُ منه ، فذهب فاغتسلَ ثم جاء ، فقال : أين كنت يا أبا هُرَيْرَةَ قال : كنتُ جُنُبًا ، فكرهتُ أنْ أُجَالِسَكَ وأنا على غيرِ طهارةٍ ، فقال : سُبْحانَ اللهِ ، إنَّ المسلمَ لا يَنْجُسُ).
يُستَحَبُّ للرجل أن يغتسلَ في حالات معينة مثل تغيّر البدن، وقد نصّ على ذلك المحاملي من فقهاء الشافعية، وعند الاجتماع بالناس، حيث يُستحَبّ للإنسان عند اجتماعه بالناس الاغتسالُ، والتطيّبُ، وكذلك في العيدين، وفي صلاة الاستسقاء، والكسوف، وكذلك عند الوقوف بعرفة، ورمي الجمار، وفي ليلة القدر، وبعد الحجامة، وكذلك بعد الإفاقة من الإغماء، أو الجنون، وعند الإحرام بالعمرة، أو الحج، كما يستحب الغسل عند غسل الميت على الراجح، وكذلك عند إسلام الكافر كما ذهب إلى ذلك جمهور العلماء.
موسوعة موضوع