الصدقة هي ما يخرجه العبد للفقراء والمحتاجين من مالٍ عيني أو نقدي عن طيب خاطر منه تقرباً إلى الله تعالى، والصدقة من الأعمال التي حث عليها الدين الإسلامي وأمر بها رب العباد لما لها من فوائد كثيرة، فقد قال الله تعالى آمراً نبيه صلى الله عليه وسلم: (قُل لِّعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَالٌ) [إبراهيم: 31]، ووضّح الله تعالى في كتابه العزيز فوائد الصدقة وأهميتها، قال تعالى: ﴿وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ ۖ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ﴾ [سبأ: 39].
لكي يقبل الله تعالى الصدقة من العبد عليه أن يخلص لله عز وجل في صدقته ولا ينوي فيها التفاخر أمام الناس وكلّما استطاع أن يخفيها فإنّ الله يزيده في الأجر والثواب، وأن يختار أفضل الأصناف من طعام أو لباس أو نحو ذلك، وعليه ألا يؤذي من تصّدق عليهم فيتبع صدقته بالمن والأذى أو يعود في صدقته أو يبخل بما أعطاه.
من فضل الله تعالى على عباده أن جعل باب الصدقات مفتوحاً للجميع وكلٌّ يستطيع التصدق بما يقدر عليه، فلا تقتصر على تقديم الأموال وإنّما قد تكون بالقول أيضاً أو النية؛ فالمعروف يعد صدقةً في سبيل الله، والإنفاق على النفس والأهل والأولاد تعد أيضاً صدقة، والإحسان إلى الأقارب والأرحام ووصلها، فقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (كلُّ معروفٍ صدقةٌ ، وما أنفقَ الرَّجلُ علَى أهلِهِ كُتِبَ لَه صدقةً ، وما أنفقَ المؤمنُ مِن نفقةٍ فإنَّ خلفَها علَى اللَّهِ واللَّهُ ضامنٌ إلَّا ما كانَ في بُنْيانٍ أو معصيةٍ) [صحيح]، لكن من أفضل أنواع الصدقة الصدقة الجارية التي تفيد العبد بعد وفاته؛ ومنها حفر الآبار، وبناء المساجد، وطباعة الكتب، كما أنّ الصدقة في حال الصحة والقوة أفضل من الصدقة التي تأتي في حال الضعف أو عند الموت.