شرع الدين الإسلامي للعبد أن يعاقِب بمثل ما عوقِب به، وقد أرشده لما هو أفضل من ذلك كظم الغيظ، والغيظ هو شعور بالغضب الشديد إزاء إساءة أو تصرف صدر من الغير، حيث إنّ كظم الغيظ يحتاج إلى مجاهدة عظيمة فهو شديد على النفس البشريّة، ولكن إذا عوّد المرء نفسه مّرة تلو الأخرى على حبس غيظه صار الأمر سهلاً في المرات القادمة، ولكظم الغيظ فوائدة شتى لذا فقد وجّه الله سبحانه وتعالى عباده إلى التحلّي بهذه الصفة الجليلة حيث قال في كتابه العزيز: (وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) [آل عمران: 133-134].
كظم الغيظ خلق كريم من مكارم الأخلاق التي دعا إليها الإسلام وحث الناس على الاتصاف بها، فهو حبس الغيظ والغضب وإمساكه وضبط النفس وعدم إنفاذ العقوبة للمسبّب له مع القدرة على ذلك، بل العفو والصفح عنه، والدفع بالتي هي أحسن.