في يوم من الأيام كان هناك فيل ضخم يسير وحيداً حزيناً في الغابة بخطوات بطيئة متثاقلة وهو ينظر إلي الطيور وهي تحلق في السماء بحرية وخفة ورشاقة، وينظر حوله إلي الحيوانات تركض في سعادة مثل الخيول والظباء والنعام، فكان يزداد شعوره بالضيق والحزن وهو يلعن حاله لأنه الوحيد الذي لا يستطيع الطيران والتحليق في السماء أو الجري سريعاً علي أرض الغابة .
أخذ الفيل الحزين يفكر في حيلة يفعلها حتي يتمكن من الطيران، ولكن كيف وهو ضخم وثقيل الوزن، فوقف الفيل فوق أضخم وأقوي شجرة في الغابة وربط أقدامة بأجنحه صنعها من ريش الطيور، وقفز في الفراغ وهو يظن أن الهواء سيحمله ولكن كانت النتيجة أنه سقط علي الأرض بقوه، فضحكت منه الحيوانات والطيور وظل هو حزيناً وحيداً .رأته من بعيد البومة الساحرة فإقتربت منه وعرضت عليه أن يحضر لها كثيراً من الطعام مقابل أن تجد له حلاً بإستخدام سحرها العجيب، وفعلاً أحضر لها الفيل ما أرادت، وطلب منها أن تقوم بتحوليه إلي ظبي سريع ورشيق فضربت البومة بعصاها السحرية علي جسدة الضخم فتحول فوراً إلي ظبي جميل رشيق أخذ يجري بسرعة في فرح وسعادة وهو يغني يا له من يوم جميل وقد أصبحت ظبياً رشيقاً .
مرت الأيام والحيوانات تتساءل عن غياب الفيل الضخم وهو ينظر إليهم ضاحكاً في سخرية، وفجأة وجد أن هناك نمر جائع شرس يتبعه في إصرار، فأخذ المسكين يجري محاولاً الهرب من النمر حتي وصل إلي الكهف الذي تعيش فيه البومة الساحرة فسألته في دهشة : ما الأمر ايها الظبي ؟ فأجابها خائفاً : أنا لست ظبياً بل أنا الفيل المسحور إنقذيني الآن وحوليني إلي نمر حتي لا يلتهمني أى حيوان مفترس، فقالت البومة علي الفور بمساعدة الفيل وحولته من ظبي إلي نمر .
خرج مسرعاً من الكهف وأخذ يتجول من جديد في فرح وسعادة وهو يغني أنا نمر قوي وشجاع ولا يجرؤ أحد علي محاربتي،
وفجأة وجد الفيل أن هناك مجموعة من الصيادين يتتبعونه قائلاً ان جلد النمر رائع، فأخذ يجري محاولاً الهروب منهم حتي وصل من جديد إلي كهف البومة الساحرة، وطلب منه مرة أخري ان تحوله إلي أسد ملك الغابة، ففعلت البومة ما طلب منها الفيل المسكين، وخرج الفيل وهو علي هيئة أسد سعيد ومسرور وهو يغني أن الأسد ملك الغابة وأخذ يزأر بشجاعه بصوت مخيف، وفجأة وجد بجانبه أسد آخر يقول له في غضب أنا ملك الغابة وليس أنت، عليك الرحيل الآن في هدوء وإلا اقتلك .. فضل الفيل أن يسير مبتعداً في سلام ولكنه كان حزيناً ويشعر بخيبة أمل كبيرة حتي وجد نفسه في شبكة الصيادين، فسألهم في دهشة : ماذا تريدون مني، فأجابه أحدهم : نريد أن نأخذ إلي حديقة الحيوانات حتي نضعك في قفص الأسود .
فزع الفيل وأخذ يقول ولكنني لست أسد أنا فيل، أرجوكم لا تأخذوني ولا تضعوني في قفص، أتركوني حراً، ضحك الصيادون ومنه وأكملوا طريقهم وتركوه حبيساً في الشبكة حتي وجد فأراً صغيراً يقرض الشبكة حتي قطعها فخرج الفيل منها مسرعاً بعد أن شكر الفأر، وذهب علي الفور متجهاً إلي البومة الساحرة وطلب منها أن تعيده من جديد فيلاً ضخماً ووعدها أن تكون هذة المرة الأخري، تعجبت البومة كثيراً وقالت له : لكنك سخطت علي طبيعتك من قبل، فقال لها الفيل : ولكنني أصبحت الآن أعرف قيمتها وأريد أن أعود فيلاً من جديد، ولن أسخط عليها أبداً بعد الآن .. فهي طبيعتي التي خلقني الله عز وجل بها وإني أحبها كثيراً الآن .
فأعادته البومة الساحرة إلي صورته الاولي وأخذ يركض ويغني أنا فيل طبيعتي جميلة وهي لي كل شئ، ولو تخليت عنها لن أصبح أى شئ