تراثنا العربي الأصيل ، مليء بالأمثّال العربية الشهيرة ، التي تناقلت عبر الأجيال ، ولكل مثّل عربي قصة حدثت في الماضي ، فمنها ماقيل في بيت شعري قديم ، ومنها ما قيل مباشرة بسبب حدوث قصة ما ، وانتشر المثّل وتناقلته الأجيال ، ومن تلك الأمثال هو المثّل العربي الشهير ، القائل : شنشنة أعرفها من أخزم ، وقصة هذا المثّل كالآتي .
قصة المثّل الشهير : قال ابن الكلبي : إن الشعر لأبي أخزم الطّائي ، وهو جدٌ أبي حاتم أو جد جده ، وكان له ابن يُقال له أخزم ، وقيل : كان عاقًا ، فمات وترك بنين فوثبوا يومًا على جدهم أبي أخزم فأدموه .
البيت الشعري لأبي أخزم : فقال : .. إنّ بَنيّ ضرجوني بالدم .. شنشنة أعرفها من أخزم ، وفي رواية أخرى قيل : .. إنّ بَنيّ زمّلوني بالدم .. شنشنة أعرفها من أخزم ، فصارت جملة (شنشنة أعرفها من أخزم ) مثلاً تناقلته الأجيال .
معنى المفردات في المثّل الشهير : وزملوني مثل ضرجوني في المعنى ، أي لطخوني ، يعني هؤلاء أشبهوا أباهم العقوق ، والشنشنة : هي الطبيعة والعادة ، قال شمر : وهو مثل قولهم : العصا من العصية ، ويروى : نشنشة ، وكأنه مقلوب شنشنة .
المثّل الشهير في رواية أخرى : وفي الحديث أنّ عمر قال لابن عباس ، رضيّ الله عنهم ، حين شاوره فأعجبه إشارته : شنشنة أعرفها من أخزم ، وذلك أنّه لم يكن لقرشي مثل رأي العباس ، رضيّ الله عنه ، فشبهه بأبيه في جودة الرأي .
أسباب يطلق المثّل لها : ويطلق هذا المثّل ، في قرب الشّبه ، أي قرب الشبه في الحكمة ، أو الطباع ، أو العادات ، أو الذكاء ، أو الفطنة ، إلخ ..
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.