في يوم كان الحارث بن عباد في حرب، وكان يريد أن ينتصر علي ابي ربيعه ويظفر بعديه ليثأر منه، فبينما هو فر الحرب أسر رجلاً وطلب منه أن يدله علي عدي بن ابي ربيعة ليظفر به، فسأله الاسير : هل تطلق سراحي إن دللتك عليه ؟ فقال الحارث بن عباد : نعم، فقال له الرجل : أنا عدي بن ابي ربيعه، فأطلق الحارث بن عباد صراحة وفاءاً لوعده وكلمته الذي أعطاها له .
يحكي أن كان هناك رجلاً يسعي بين الصفا والمروه راكباً علي فرسه، وكان بين يديه غلمان وعبيد كثيرة يقومون بتوسيع الطريق أمامه بعنف وقوة، فثار الناس وغضبوا كثيراً، وكان الرجل فارع الطول واسع العينين، وبعد مرور عدة سنوات رآه أحد الحجاج الذين زاملوه وهو يتكفف الناس علي جسر بغداد، فتعجب الحاج من عمله وقال له : الست انت نفس الرجل الذي كان يحج علي فرسه في سنة كذا، وكان بين يديك الكثير من العبيد توسع لك الطريق ضرباً، فقال الرجل : بلي ، فقال الحاج : وكيف وصل بك الحال إلي هنا ؟ قال الرجل : تكبرت في مكان يتواضع فيه العظماء، فأذلني الله في مكان يتعالي في الأذلاء .
في يوم جاء العتبي يسأل أعرابياً قائلاً : لماذا تسمي العرب أبناءها أسداً ونمراً وكلباً، وتمسي عبيدها مباركاً وسالماً، فقال الاعرابي : لأن العرب قد سمت أولادها لأعدائها، وسمت عبيدها لأنفسها .
في يوم من الأيام كان هناك إعرابية تقوم ببيع الشاه، فجاءها تاجراً يسألها عن ثمنها فقالت له بكذا، فقال لها احسني، فتركت الإعرابية الشاه وهمت بالإنصراف، فأوقفها التاجر وسألها عن سبب فعلها، فقالت له : لم تقولوا أنقصي وإنما قلتم أحسني والاحسان ترك الكل.
عندما أصاب المرض قيس بن سعد بن عبادة استبطأ أخوانه في زيارته، لأنهم تأخروا في زيارته فسأل عنهم، فأجابه الناس انهم يستحيون مما لك عليهم من الدين، فقال لهم : أخزي الله مال أيمنع الأخوان من الزيارة، ثم أمر منادياً ان يسير في البلده منادياً ان من كان لقيس عنده مال فهو منه في حل، فكسرت عتبة بابه بالعشى لكثرة العواد أى الزيارة .
يحكي أن في يوم من الأيام جاء رجل إلي اياس بن معاوية يسأله قائلاً : هل تضربني إن أكلت التمر ؟ فرد اياس بن معاوية قائلاً : لا ، فسأله الرجل من جديد : هل تضربني إن شربت قدراً من الماء، فقال اياس : لا ، فقال الرجل مبتسماً في خبث ظناً منه أنه غلب اياس بن معاوية : إذاً لماذا يكون نبيذ التمر حراماً هو خليط بينهما ؟ فقال اياس : إن رميتك بالتراب هل تتوجع ؟ قال الرجل : لا ، فقال اياس : ولو اصبتت عليك قدراً من الماء، هل ينكسر أحد اعضاءك ؟ قال الرجل : لا ، قال اياس : ماذا لو صنعت من الماء والتراب طوباً وتركته يجف في الشمس وضربت به رأسك ؟ قال له الرجل : ينكسر الرأس، فقال اياس : ذاك مثل هذا .