قصيدة أحسن أمانتك التي قلدتها الشاعر أبو مسلم البهلاني

الكاتب: رامي -
قصيدة أحسن أمانتك التي قلدتها الشاعر أبو مسلم البهلاني
أحسن أمانتك التي قلدتها


طوق الحمامة ما تسر وما ظهر


لقد اتجرت على الذين تؤمهم


فاختر على الخسران ربح المتجر


قد قلدوك أمانة مضمونة


فاحذر ضمان مضيع كل الحذر


واعرف لهاتيك الأمانة قدرها


ليس الضمان بها ضماناً يغتفر


إن ترعها نالوا ونلت ثوابها


أو خنتها سلموا وأنت المؤتزر


قد قمت بين غنيمة وسلامة


فاسلك بأيهما ترى الحزم استقر


واستوف بين سلامة من فعلها


وسلامة من تركها حق النظر


فإن استطعت حقوقها وشروطها


تربت يداك أغنم فنعم المدخر


وإذا عجزت ففي السلامة مغنم


وأحق أمريك البعيد عن الخطر


وإذا تركت مع استطاعة فعلها


فالإِثم بالتضييع يلزم من قدر


إن الامامة منصب ومقامها


لمزيد اخلاص من الكبر افتقر


لا تبغها بذخاً بها وترفعاً


فيكبك الجبار يوماً في سقر


لتكن أقاماتها على الاخلاص لا


لتكون متبوعاً يعظمك البشر


ومقاصد الألباب يعلم كيفها


من لا يغيب عنه مطوي الفكر


أترى يغالطه الضمير وعلمه


محص سواء من أسر ومن جهر


فهب الخداع مع البرية نافعاً


أتراه عمن يعلم الغيب استتر


عمل السرائر والظواهر كله


في علم علام الغيوب قد انحصر


فارق هواك ودع لربك فطرة


محصت بالاخلاص عنها كل شر


طهر سريرتك التي آفاتها


سوء وصبغتها النقائص والقذر


واحمل عمود الدين ما حملته


عمن رآك به الضليع المقتدر


مهما حضرت الناس عند صلاتهم


ورآك للتقديم أهلاً من حضر


فكن الامام ولا عليك ولا تضع


فرض الجماعة واحتسب أجر النفر


لكن عليك وظائف مشروعة


سفرت بها سنن كما سفر القمر


منها مراعاة الأظلة دائباً


وأوائل الأوقات من ذاك الوطر


إن الأحب من العباد لربه


عبد يراعى للأظلة في الخبر


وأوائل الأوقات رتبة فضلها


حض النبي وفعله فيها استمر


رضوان ربك أول الأوقات وال


أوساط رحمته وعفو في الأخر


واستثني العتمات في ليل الشتا


والظهر للتبريد في أيام حر


والبعض يختار انتظار جماعة


والبعض يختار الحديث كما ظهر


وإذا تهيأت الجماعة كلها


كبر وهذا الباب من حسن النظر


واحذر تقلدك الامامة إن تكن


لحانة إذ أقرأ القوم الأثر


حتى ولو لم يفسد المعنى به


إذ لست في حكم الحديث بمعتبر


وتصح إن لم يفسد المعنى به


إلا الاساءة إنها لا تغتفر


والبعض إن بدلت أية رحمة


بالضد والتوحيد بالشرك اعتبر


والبعض إن بدلت توحيداً بشر


ك أو عكستهما على هذا اقتصر


ويشاكل اللحن الوقوف يبدل ال


معنى وقيل إذا بتوحيد أضر


ونظيره الاهمال والاعجام في ال


قرآن إذ بهما يؤول إلى الغير


ونظيره جهل المخارج للحرو


ف على الصلاة لمن يؤم به ضرر


ويؤمهم ذو آفة بلسانه


إن لم يكن عن جهله الحرف انكسر


ويصح من ذي لكنة إن كان ما


تجزي الصلاة به من الآي استقر


ومبدل حرفاً بحرف إن يكن


عن آفة أو فطرة وقع الأثر


وحديث سين بلال المشهور لا


نرضى به فالوضع فيه المعتبر


ومن الوظائف أن تكون مرتلاً


أو ما ترى نص الكتاب بها أمر


ووظيفة التخفيف للأركان لا


تهمل ولا تكن المنفر من نفر


ناهيك ما لاقى معاذ من رسو


ل اللّه من زجر بتطويل السور


والناس في الأحوال شتى فليكن


هذا الامام مراعياً حال الفطر


وليرع تسوية الصفوف بنفسه


أو غيره كالفعل من خير البشر


ولينو هاتيك الامامة آتياً


إن جاء من بعد الدخول ومن حضر


وليجزم التكبير والتسليم كي


يقعا من المأموم بعد على الأثر


ومتى يكبر أو ليسمع فليزد


في رفعه للصوت والسمع القدر


وليخلصن القصد للمأموم في


حفظ الحدود البطنات وما ظهر


ولينتقل من مضوع صلى به


من بعد ما يقضي الصلاة إلى مقر


في مسجد أو منزل أو غيره


زالت امامته فماذا ينتظر


ولينحرف صوب اليمين إذا انتحى


إلا الصحارى فالامام إذا قدر


ولينتخب ذا الأفضلية منهم


ويسد قفوته وذا خبر ظهر


هذا لأن لذي الأمامة رتبة


في البر فالأولى به تقرير بر


ويكون لاستخلافه مهما عنا


أمر وما أحفى الخلافة بالخير


وليجتهد عند الدعاء معمماً


لا يختصص بدعائه عمن حضر


فيعم في حق الولي دعاؤه


وعدا الولي لمصلح الأخرى يذر


ومقامه يقضي عليه بأنه


وفد إلى البر الكريم لنيل بر


والوفد أحجى أن ينال كرامة


إن لم يكن في النفس حاجته حصر


حقق بعينك في الكريم فإنه


عند الظنون لمن توجه وافتقر


وإذا توجهت السريرة نحوه


رجعت برحمته بعائدة الوطر


لم يقصد الرحمن صادق أوبة


رغباً ورهباً في مقام فانخسر


فاجعل همومك في الصلاة فإنها


سبب مبين للصلات وللبشر


واحفظ لربك روحها وحياتها


سيان لو أبصرت ميتاً والحجر


وحياتها اخلاصها وخشوعها


وخضوع قلب بالعلائق محتظر


وظواهر الأركان محض وسائط


فإذا تزكى السر أصلح ما ظهر


وعبادة الحركات والسكنات في


حكم القلوب وها هنا الشأن انحصر


فاربط على هذا المقام القلب لا


يغرر فشأن قلوبنا كر وفر


والقلب بيت اللّه فيه نوره


نظر الكريم إليه ليس إلى الصور


فاستقص قلبك في مقام شهوده


لا تعطه شطراً وشطراً في عمر


واصل مقامك في الصلاة وغيرها


عبداً على الاحسان وردك والصدر


وإذا ذكرت اللّه فاعرف قدره


بين الرجا والخوف مصروف الفكر


مستشعراً تحت الجلالة خشية


ومهابة لا حظ عندك للأثر


لا تعدُ طورك في المواطن كلها


أنت الفقير إليه في نفع وضر


وجماع هذا الأمر فقر مطلق


وعبودة محض وصفو من كدر
شارك المقالة:
174 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook