قصيدة بكينا فما أغنى البكاء ولا الحزنُ الشاعر احمد الكاشف

الكاتب: رامي -
قصيدة بكينا فما أغنى البكاء ولا الحزنُ الشاعر احمد الكاشف
بكينا فما أغنى البكاء ولا الحزنُ


ونحن على الوجد المقيم كما نحنُ


تولت بأحبابي الأعزة سفنُهم


وما رجعت يوماً بأحبابيَ السفن


فمن يحمل الأشواق مني إليهمُ


لعل مكاني من مكانهمُ يدنو


عزيز الحمى الأغلى ذهبت شهيدَهُ


وحولك من أهل الحمى الجند والحصن


طواك الردى العاتي ولو قبل الردى


فداءك منه بالنفوس لما ضنّوا


عليهم مضى عام الفراق ومره


فما وجدوا عنك السلوَّ ولا ظنّوا


تلاقوا على العهد الذي لك عندهم


وأثنوا ومن محتوم حقك أن يثنوا


وجاءوا بأزكى ما رأته وما وعت


من السيرة الخلدية العين والأذن


يعيدون فيك اليوم ذكرى مصابهم


فتأسى وتهتز الحواضر والمدن


ويقضون فرض الملك فيه رعاية


وما شرعوه من خلالٍ وما سنّوا


تواصوا بما أديته من أمانة


وكلهمُ عونٌ لصاحبه خدن


وكل صنيع أنت في مصر صانع


لك الدهر بين الأولين أخ وابن


ومن كان في الدنيا أساس بنائه


أساسك في الأخرى له ثبت الركن


وما العمر والسنُّ الزمان وإنما


أيادي الفتى فيه هي العمرُ والسنُّ


خرجت من الدنيا وليس بموضع


من الهول في الدنيا متاع ولا أمن


فليتك في هذي القيامة شاهد


وفي قلبك النجوى وفي يدك الشأن


إذا الحرب بين الناس للبغي سُعِّرت


فسيان في الحرب الشجاعة والجبن


جنوها بلا أمر الزمان وإذنه


وهل يعوز الأمر الضواريَ والأذن


وعلماً وفنّاً أصبح القتل بينهم


وما العلم إلا للحياة ولا الفن


زلازل من أيديهمُ وصواعق


بها اليوم صار الضرب في الأرض والطعن


أجنّاً عليها بدّل الدهر ناسها


فقد فعلوا ما ليس يفعله الجن


يريدونها غنماً وهم يهدمونها


فهل عقلوا فيما أرادوه أم جنوا


وإن يبقَ حيٌّ منهمُ لبنائها


فهل يقدر الجرحى المهازيل أن يبنوا


وإن ينج منها جانب لجناتها


فما هو إلا للجناة غداً سجن


تقطعت الأسباب والسبل بينهم


فما النقل إلا للدمار ولا الشحن


وعزت ضرورات الحياة عليهمُ


فكاد يقام الكيل للريح والوزن


أيغني عن الزاد السلاح وغيره


وهل يستقيم الظهر إن فرغ البطن


ومن يتخذ في أزمة العالم الغنى


فأولى له من ربحه الآثم الغبن


أيلتمس القوت الجياع من الثرى


ويأبون إلا أن يخالطه السمن


ويغضبهم خلط الدقيق وحولهم


من الحرب في أبدان غيرهمُ الطحن


وإن لم يجد من خلقه الشعب مشبعاً


فلا القمح يغني الشعب يوماً ولا القطن


كفى بالكفاف اليوم فيه مؤونة


لمن فاته للضيق في السعة الخزن


وأي طعام في الأسى لا أعافه


وإن كانت السلوى أماميَ والمنُّ


أفي الغصن يوماً يرغب الطير إن خلا


من الثمر المنضدود والورق الغصن


وهل يدرك الوجدان والذهن غاية


إذا اضطرب الوجدان واختلط الذهن


ومن أين يلقى أو يرى الضأن مترف


إذا فقد المرعى لدى المترف الضأن


وأني لأدعو للعفاة سراتهم


غنى حاتم في أمة اليوم أو معن


وقد شغلت أهلَ الزمان صروفُه


فلم يبق فيه من يحنُّ ومن يحنو


وإني لأرضى بيع نفسي ورهنها


لنجدتهم لو أمكن البيع والرهن


ومن يحتمل عن قومه العبء لم يفق


له ساعةً بالٌ ولم يسترح جفن


فمن للهيب الأرض بالمزن رحمة


ورفقاً عسى أن تطفئ اللهب المزن


ومن ليَ بعد الصلح فيها بساعةٍ


لأشهد من يعلو وأعرف من يعنو
شارك المقالة:
174 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook