قصيدة تذكرت ما بين الرصافة والجسر الشاعر احمد الشاوي

الكاتب: رامي -
قصيدة تذكرت ما بين الرصافة والجسر الشاعر احمد الشاوي
تذكرت ما بين الرصافة والجسر


عهود الصبا فاشتاق قلبي للذكر


وعاودني الشوق الذي كنت ناسيا


لسعدي فزاد القلب جمراً على جمر


خليلي هل عصر الشبيبة راجع


إلينا بكر خايا وناهيك من عصر


تركنا خيول الجهل فيه مغيرة


على اللهو واللذات من غير ما ستر


لكل فتى شددنا شدة جاهلية


على ساقي الخمار في طلب الخمر


فلم نغتنم مها كبير غنيمة


سوى ما اقترفناه من الاثم والوزر


فرحنا نجر الأزر تيهاً كأننا


ملوك يجرون الذيول من الكبر


فيا لائمي إن كنت في ذاك لائمي


رويداً فإن اللوم أعهده يزري


حنانيك لا تكثر لي اللوم انني


كفتني من اللوم الملامة لو تدري


وان لم يكن بالشيب للمرء زاجر


عن اللهو واللذات لا خير في المر


فقد وابيك الخير افتئ تاركاً


حياتي شراباً يشرب العقل بالسكر


وأصبح بين الناس سيد حمير


وأمسى سفيه القوم متضع القدر


فدع عنك ذا واصرف إلى الملك شرها


وجوه القوافي من عوان ومن بكر


وقل وخيار القول ما قال سامع


صدقت به من ساكن البدو والحضر


سلمت امير المؤمنين ولم تزل


لك الراية العلياء تخفق بالنصر


ولا برحت أيام عدلك في الورى


بحيث الليالي فيك باسمة الثغر


ولو لم تغث أهل العراق بعزله


رغت بينهم بالشر راغية البكر


وأجلاهم عن أرضهم فتفرقوا


أيادي سبا في موحش البر والبحر


وما ذاك إلا من مقادير قادر


ليبلو من قد سادر


وكم من يدٍ اتبعت في إثرها يداً


لها أثر باقٍ حميد مدى الدهر


بها الله قد أحيى الورى فكأنها


يد الغيث بعد المحل في البلد القفر


فلسنا نؤدي شكرها ولو أننا


ملأنا جميع الأرض بالنثر والشعر


بهم فتح الله الأقاليم عنوة


ودانت لهم بالسيف طاغية الكفر


لقد شملتنا من أياديك نعمة


عظيمة قدر فهي واجبة الشكر


فأضحك من قد كان بالأمس باكياً


ببغداد لا ينفك مدمعه يجري


ولو طار إنسان من الناس قبلهم


لطاروا سروراً يعلم الله في سري
شارك المقالة:
199 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook