قصيدة تَسَلَّيتُ إِذ بانَ الشَبابُ وَوَدَّعا الشاعر ابن عثيمين

الكاتب: رامي -
قصيدة تَسَلَّيتُ إِذ بانَ الشَبابُ وَوَدَّعا الشاعر ابن عثيمين
تَسَلَّيتُ إِذ بانَ الشَبابُ وَوَدَّعا


وَأَصبَح فَودي بِالمَشيبِ مُرَوَّعا


وَأَقصَرتُ عَن لَهوي وَجانَبتُ باطِلي


كَفى واعِظاً مَرُّ السِنينَ لِمَن وَعى


وَكَيفَ وَقد طارَ اِبنُ دَأيَةِ لِمَّتي


وَحَثَّ بَنيهِ فَاِستَجبنَ لهُ مَعا


وَمالي وَنَظمَ الشِعرِ لَولا فَضائِلٌ


لِأَروعَ ساقَ العُرفَ لي مُتَبَرِّعا


تَفَيَّأتُ ظِلّاً وارِفاً في جَنابِهِ


فَأَصبَحتُ منهُ مُخصِبَ الرَبع مُمرِعا


سَأَشكُرُهُ شُكراً إِذا فُضَّ خَتمُهُ


يُؤَرِّجُ أَفواهاً وَيُطرِبُ مِسمَعا


سُعودُ بَني الدُنيا سُلالَةُ شَمسِها


مُقيمٌ سَواءَ الدينِ حينَ تَزَعزَعا


إِمامُ الهُدى عَبدُ العَزيزِ بنُ فَيصَلٍ


حِمى الدينِ وَالدُنيا وَراعٍ لِمَن رَعى


وَفي نَجلهِ المَيمونِ مِنهُ مخايلٌ


سَتُبلِغُهُ أَقصى مَدى مَن تَرَفَّعا


سُعودٌ شِهابُ الحَربِ إِن جاشَ غَلَيها


أَقامَ لَها سوقاً مِن المَوتِ مَهيعا


يَحُشُّ لظاها أَو يَبوخُ سَعيرُها


بِمَصقولَةٍ من عَهدِ كِسرى وتُبَّعا


هوَ الكَوكَب الوَقّادُ في قُنَّةِ العُلا


إِذا ما دَجا الخطبُ المَهيلُ تُشَعشَها


هُوَ البَحرُ إِن يَسكُن فَدرٌّ جَناؤُهُ


وَإِن جاشَ لَم تَملِك لهُ عَنكَ مَدفَعا


فَلِلَّهِ كَم مَجدٍ أَشادَ وَكَم عِدىً


أَبادَ وَكم مالٍ أَفادَ تَبَرُّعا


فَتىً شَبَّ في حِجر الخِلافَةِ راضِعاً


ثُدِيَّ العُلا إِ كانَ في المَهدِ مُرضِعا


فَتىً يَتَلَقّى المُعضِلاتِ بِنَفسِهِ


إِذا ما الجَريءُ الشَهمُ عنها تَكَعكَعا


جَرى مَعَهُ قَومٌ يَرومونَ شَأوَهُ


فَضَلّوا حَيارى في المَهامِهِ ضُلَّعا


عَلى رِسلِكُم إِنَّ العُلا طَمَحَت لهُ


وَإِنَّ بهِ عَنكُم لها اليَومَ مَقنَعا


لهُ نَفحَةٌ إِن جادَ تُغني عُفاتَهُ


وَأُخرى تُذيقُ الضِدَّ سُمّا مُنَقَّعا


تَشابَهَ فيهِ الجودُ وَالبأسُ وَالحِجى


إِلى هكَذا فَليَسعَ لِلمَجدِ مَن سَعى


مُفيدٌ وَمِتلافٌ سَجيَّةُ مولَعٍ


بِطَرقِ المَعالي صِبغَةً لا تَصَنُّعا


أَلَيسَ أَبوهُ مَن رَأَيتُم فِعالَهُ


تَضيءُ نُجوماً في سَما المَجدِ طُلَّعا


وَلا غَروَ اَن يَحذو سُعودٌ خِصالَهُ


وَيَرقى إِلى حَيثُ اِرتَقى مُتَطَلِّعا


كَذلكَ أَشبالُ الأُسودِ ضَوارِياً


تُهابُ وَتُخشى صَولَةً وَتَوَقُّعا


إِلَيكَ سُعودُ بنُ الإِمام زِجَرتُها


تُقَطِّعُ غيطاناً وَميثاً وَأَجرُعا


وَلَو أَنَّني كَلَّفتُها السَيرَ أَشهُراً


وَأَنعَلتُها بعدَ المَدامِثِ جُرشُعا


لِأَلقاكَ كانَت سَفرَتي تَجلُبُ المُنى


وَأَشعَبُ مِن دَهري بِها ما تَصَدَّعا


وَدونَكَها تَزهو بِمَدحِكَ في الوَرى


تُلَبَّسُ مِن عَلياكَ بُرداً مُوَشَّعا


بَدَت مِن أَكيدِ الوُدِّ لا مُتَبَرِّماً


وَلا قائِلاً قَولاً به مُتَصَنِّعا


يَرى مَدحَكُم فَرضاً عَلَيهِ مُحَتَّماً


إذا كان مَدحُ المادحينَ تَطَوُّعا


وَصلِّ على المُختار رَبّي وَآلهِ


وَأَصحابِه وَالناصرينَ له معا
شارك المقالة:
191 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook