قصيدة حظر التجول وأحلام طبق الحمّص الشاعر احمد سعد الدين ابورحاب

الكاتب: رامي -
قصيدة حظر التجول وأحلام طبق الحمّص الشاعر احمد سعد الدين ابورحاب
حظر التجول وأحلام طبق الحمّص




يمسك طبقاً .. يحضن أملاً .. حلماً .. أن يحظى /بعشاء الحمص


توصيه الأم بألا يخدعه البائعْ


يوصيه الأب بأقصى الحرص من الجيش


حظر تجول


عُدْ قبل مغيب الشمسْ


عُدْ قبل مغيب الشمسْ


قبل مغيب الشمسْ


مغيب الشمسْ


الشمسْ





الله يخلى لك عمود بيتك



الله يخلى لك نوارة بيتك


الله يخلي لك شمعة بيتك







الطفل يهرولْ


عند البائع مد الطبق بلهفةْ


يمنعه زحامْ


يخنقه زحامْ


يصرخ .. يلعنْ


يتضارب وغلامْ


يصل اخيراً للبائعْ


نفد الحمصْ



يجرى .. يجرى


وتكاد تفرّ الأنفاس


والقلب يكاد يفارق ذاك الجسد المهزول



يجرى .. يجرى


دكان آخر


مغلقْ


لنفاد الكمية



يجرى .. يجرى


دكان ثالث


نفد الحمص



ينظر للشمس الذهبية


عُدْ قبل مغيب الشمسْ


ينظر بمرارة


الشمس تغوص ببطـ ء فى الأفق المقهور


الشمس حديث خرافة


لن تبقى .. لن تفهم



يجرى .. يجرى


الدكان الباقى فى السوق بعيدٌ فى اطراف البلدة


ستغيب الشمسُ الشمسُ الشمسْ


ويحس بإرهاق


ويحس دبيباً فى القدمين


قالت أمه :


كى نتعشى .. لايخدعك البائع


قال أبوه :


حظر تجول


عند مغيب الشمس


حاذر !


حاذر من دبابة


حاذر من سيارة


حاذر من ظل الجندي


حاذر !



يجرى .. يجرى


ضاعت أغنية الشمس الثكلى فى سمع الأفق /المحزون


لادكان .. لامطعم


حظر تجول


ماذا يفعل ؟


كيف يعود بدون الحمص؟


كيف يعود أساساً ؟



يتجمد خلف شجيراتٍ يابسةٍ كانت يوماً خضراء


دبابةْ


سيارةْ


بعض جنودٍ يمشون بصَلَفٍ وتعاظُمْ



يجرى فى حذرٍ .. يتوقفْ


رتلٌ يتحرك بحثاً عن مخلوقٍ شاردْ


عن مقهورٍ ضائعْ


يتربص خلف حطام الدور


يمشى منحنياً ملتصقاً بالأرض السمراء الصامتة /بغلٍ ، يحفل باطنها بحكايات وحكاياتْ



يجرى .. يجرى


الصدر يكافح أنفاساً هاربةً مخذولة



يجرى .. يجرى


القلب .. يدق كطيرٍ يُمسكه الصيادْ


يتمنى لو يتوقف كى يرتاح من الأيام المسودّة



جنديان على الناصية اليمنى



يرقد خلف نفايات وزجاج متحطم




يا بيتى



يا بويتاتى


يا مستّر كل عيوباتى


فيك بوكّل وبشرّب , وفيك بكبّر لقماتى




يمشى فى حذر لاهثْ


جنديان يسيران ببطء عند الناحية اليسرى


يحكى أحدهما شيئا عن أجمل فتيات كتيبتهم


النظرات ..


الأثداء ..


الأرداف ..


يتجمد ظلا بين ظلال البؤسْ




يجرى .. يجرى


يجرى .. يجرى


يجرى .. يجرى



يجلس منهوكا .. يتنفس فى بطـ ءٍ.. كيف يعود بلا /حمصْ ؟


آه .. كيف ينامون بلا حمص ؟


وأخوه الأصغر كيف ينام ؟


ليلى .. الحلوة


كيف تنام؟




مْنا، مْنا لبانٌ ابيض..منا منا لبانٌ احمر..



منا منا لبانٌ ازرق..


منا منا لبانٌ اصفر.



يرقد بين حطام عمارة


يسمع صوتاً لجنود أتٍ من آخر درب بعد البيت /المهدود..


يظهر بعض الجند


وبسرعة


وبأنفاس مكدودة


يجمع أحجاراً شتى ..


يقفز فى وجه الجند المدهوشين


يقذفهم


ويصيح خذوا


يقذفهم


ويصيح :


الله على الكافر


يقذفهم بجنون






لمين هالدار الكبيرة



هللى ع راس الطريق


هى إلك يا ابو فلان


والعطشان يبل الريق



يقذفهم بجنون



دامت عينك يا عابد



بانى بيتك ع الدربين


ياللى قهوتك بتدق


وفناجيلك ع الصفين.







خذ .. خذ .. خذ


خذ .. خذ


خذ





يا امّه مويل الهوى



يا امّه موويليّا


ضرب الخناجر ولا


حُكْم النَدِلْ فيّ







تسرى الطلقة بثبات فى قلب فضاء عربيٍ تملؤه /حمامات الأيكِ .. نجومُ العمرِ .. نسيمُ الأوطان /الحلوْ


فى قلب فضاء مسلوبْ


فى قلب فضاء متجهمْ


يقطر دمعا فوق غصون الأشجارْ ،


تسرى الطلقةُ قدراً محتوماً



يرقد فى صمتٍ أبديٍ , فوق تراب الوطن المعشوقْ



لا حمصْ !


لا طفلْ !



لا أحد هناك سوى بعض جنود يحكون بصخب عن /أحلام أجازات السبت .. يسيرون بعيداً عن تلك /الجثة والطبق الفارغ .






خلتلى ايه يازمن



غير الدمعه فى قلبى ؟


خليتنى ادفع ثمن


على ذنب مش ذنبى


مين كان يقول يا زمن


دا كله يجرالى ؟


آه منك آه يا زمن


شغلتلى بالى
شارك المقالة:
227 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook