قصيدة سِر إِلى حيهِّم بتلكَ الخِيامِ الشاعر أحمد الكناني

الكاتب: رامي -
قصيدة سِر إِلى حيهِّم بتلكَ الخِيامِ الشاعر أحمد الكناني
سِر إِلى حيهِّم بتلكَ الخِيامِ


يا كِتابي وَحَيِّهِم بِالسَلام


وَتَواضَع وَقَبِّل الأَرضَ وَاشرح


ما بِقَلبي مِنَ الجَوى وَالهيام


وَاِروِ ما صَحَّ من أَحاديثِ شَوقٍ


عن أَسير الهوى قَتيل الغَرامِ


فَلعلَّ الحَبيب يرحمُ صَبّاً


قَد كَساهُ الضَنا ثيابَ السَقامِ


يَنقَضي اللَيلُ وهو يَرعى نُجوماً


لم يَذُق لحظَةً لَذيذَ المنامِ


لم يكَد يُستَبانُ لَولا أَنينٌ


مِن قعودٍ على الجوى وَقِيام


يا عَذولي دعِ الملامَ وَدعني


ما الَّذي تَستَفيدُهُ من ملامي


كُلَّما زِدتَني ملاماً تَراني


زاد وَجدي وَلَوعَتي وَغَرامي


فاستَرِح من عَناءِ عَذلي فَإِنّي


لَستُ وَاللّهِ أَنثَني عن مرامِيَ


كَيفَ أَسلو مَليكَ حُسنٍ هواه


مِلءُ قَلبي وَفي دَمي وَعِظامي


فَتكُ لَحظَيهِ بِالقُلوبِ تَراه


فاقَ في الفَتك حَدَّ ماضي الحُسامِ


وَسِهامُ القِسِيِّ لَيسَت بِشَيءٍ


عند ما تَلتقي بتلك السِهامِ


ما لِهذي العُيونِ وَهي مِراضٌ


كُلَّما سَدَّدت تُصيب المَرامي


جمرَةُ الخَدِّ أَضرمت بِفُؤادي


جمرَةَ الوجدِ يا رَشيق القَوام


فاسقِني مِن رُضابِ ثغرك كَأساً


عَلَّ يُطفي لَهيبُ هذا الأُوامِ


أَنتَ ادري بحال مضناكَ فَارحَم


عَبراتٍ مِنَ العُيونِ الدَوامي


انا إِن لم أَنَل وصالَكَ يَوماً


فعلى ذا الوُجودِ أَلفُ سَلامِ


كلُّ ما ذُقتُ مِن عذابك عذبٌ


لَذَّ لي طعمه كَأَشهى طعامِ


غَير أَنَّ الفُؤادِ خِفتُ عليه


حينما قَد تَخِذتَهُ لِلمُقامِ


كَم ليالٍ قضيتُها وفُؤادي


فيه ما فيه مِن جَوىً وَضِرام


لم أَجِد قطُّ راحةً أَرتجيها


في سُكوتي وَلا أَرى في كَلامي


بَل وَفي وَحدَتي لَقيتُ عَنائي


وَاجتِماعي ويَقْظَتي وَمنامي


لَم أَزَل هكَذا حَليفَ شُجونٍ


أَسلمتْني لِمُنتَهى الآلامِ


غير أَنّي سَعِدتُ بعد شقائي


بالتِجائي إلى النَبِيَّ التِهامي


ما حقِ الظلم ناشر العدل هادٍ


وشَفيعِ العصاة يوم الزِحامِ


هاشِمِيٌ آباؤُه الغر آبا


ءٌ كِرامٌ تناسلوا مِن كرامِ


عمَّ هذا الوُجودَ نورُ هداه


بعد ما كان كُلُّهُ في ظَلامِ


يا أجل الورى وخيرَ نبيٍّ


قام فينا بِالأَمرِ خيرَ قِيام


جئتَ لِلنَّاس هادِياً فَأَبدتَ ال


كُفرَ مع أهله بِماضي الحُسامِ


جئتَ وَالقَومُ كُلُّهُم في شِقاقٍ


وَاختِلافٍ وَفُرقَةٍ وَانقِسامِ


وَمَضى بعضُهُم لبعضٍ عَدُوّاً


وَلَظى الحَربِ بينهم في احتدامِ


فهديتَ الجَميعَ حَتّى استَناورا


وَأجابوا نِداءَ داعى السَلامِ


ثُمَّ آخَيتَ بينهم فَتَآخَوا


وَتَواصَوا عَلى الهدى وَالوِئامِ


وَأَعَزّوا جَوانِبَ الدينِ حَتّى


ذَلَّ مَن لا يَدينُ بِالإِسلامِ


وَعلت دولَةُ الهدى فَرَأَينا


دَولَةَ الشِركِ أَصبَحَت في اِنهِزام


كُن شَفيعي يَومَ اللِقا وَمُجيري


مِن جَميعِ الذُّنوبِ وَالآثامِ


يَومَ لا يَنفَعُ البنونَ وَلا الما


لُ وَتُنسى صِلاتُ ذي الأَرحامِ


حينَما تشهَدُ الجَوارِحُ بِالح


قِّ عَلَينا لها فَصيحُ الكَلامِ


عندَما تُصبِحُ البَرايا حَيارى


يَومَ طَيش الآراءِ وَالأَحلامِ


اذ يَسوقونهم حُفاةً عُراةً


فَتَراهُم جَرياً عَلى الأَقدامِ


وَيَظَلّون دائمي الجَهدِ حَتّى


يُدرِكوا مَوقِفاً شَديدَ الزِحامِ


موقِفٌ هولُهُ مخوفٌ عَظيمٌ


كَم يُرى فيهِ مِن خطوبٍ جِسامِ


يَستوي فيهِ سادَةٌ وَعَبيدٌ


وَيُساوي الجبانَ ذو الإِقدامِ


فَتَرى الناسَ كَالسُكارى وَما هُم


بِسُكارى وَلا سُقوا مِن مُدامِ


إِنَّما الرُعبُ قد تَوَلّى عَلى الك


لِّ عُصاةٍ وَأَنبِياءٍ عِظامِ


فَنُسوا عِصمَةً وَخافوا عَذاباً


وَغَدا الكُلُّ دمعُه في اِنسِجامِ


لم يَروا لِلخَلاص غَيرَك يُرجى


مَن سِوى أحمدٍ لهذا المَقامِ


فَدَعوتَ الإِله رَبِّ اعفُ وَارحَم


فَحَباكَ الإِلهُ كُلَّ المَرامِ


كُن شَفيعي لعلَّني بِكَ أَحظى


بِرِضى ذي الجَلال وَالإِكرامِ


فَيَقيني في اللَهِ رَبّي يَقيني


وَمَرامي أَنّي أُصيبُ المَرامي


رَبِّ إِنّي أَنَبتُ فَاغفِر ذُنوبي


وَأَنِلني الرِضا بدار السَلامِ


وَارزِقنّي بِالحَجِّ قبل مَماتي


فَاُهَنّا بزمزَمٍ وَالمقامِ


وَاعفُ عَمّا جَنَيتُ وَاستُر عُيوبي


بِالنَبِيِّ الأَمينِ خَيرِ الأَنامِ


وَعَلَيهِ يا رَبِّ صَلِّ وَسَلِّم


طول هذي الأَزمانِ وَالأَعوامِ


وَكَذا الآلُ وَالصَحابَة جمعاً


وَكَذا التّابعونَ نسلُ الكِرامِ


ما تَلا أَحمدُ الكِناني ابتِهالاً


سِر إِلى حَيِّهِم بِتِلكَ الخِيامِ
شارك المقالة:
202 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook