قصيدة طرباً فؤادي لا برحت طروبا الشاعر احمد الكاشف

الكاتب: رامي -
قصيدة طرباً فؤادي لا برحت طروبا الشاعر احمد الكاشف
طرباً فؤادي لا برحت طروبا


متفكِّهاً بالفاتنات لعوبا


عاد الرجاء إلى حياتك ضاحكاً


عود الربيع إلى حماك قشيبا


ما روَّعتْك من الزمان حوادثٌ


مرت لِتَنسَى منزلاً وحبيبا


جدد غرامك إن هنداً لم تزل


ترعى ذمامك نائياً وقريبا


ماذا على المشتاق في ذكراه لو


وفَّى الحبيب تغزُّلاً ونسيبا


لم تستبدَّ جميلةٌ بمتيَّمٍ


إلا ليحلو عيشه ويطيبا


أنا والهوى إلفان لم ير واحد


منا مكاناً في أخيه مريبا


أرضى بما يقضي وألقى ظلمه


عدلاً وأعصى اللوم والتثريبا


ويفيدني أدباً وإحساناً وإن


قاسيت منه الوجد والتعذيبا


إن الشبيبة والجمال تقاسما


عقلي فلست إلى الرشاد منيبا


يا هند حسبك من محبك أنه


أمسى أسيراً في يديك سليبا


أمنيلتي حظّاً فأبقى عاشقاً


أم أنت مانعة الوفيَّ نصيبا


وترفقاً أحيا به أم قسوة


بالصبِّ تُشمِتُ حاسداً ورقيبا


أولى بصفو العيش طائر روضة


يشدو فتحسبه الطيور غريبا


وأحق بالتفضيل شاعر أمة


ما زال فيها داعياً ومجيبا


موف إذا ترك البلاد أنيسها


ملأ البلاد تذكرا ونحيبا


ويفيض في أعيادها فرحاً فلم


يترك بها متوجعاً منكوبا


يا غرة العصر التي جلَّى بها


عباسه عن مصره التقطيبا


حتمٌ على ابن النيل ذكرى طلعة


لك قد أضاءت أعيناً وقلوبا


عيد الجلوس صفت بك الدنيا التي


أنسيتها نوباً مضت وكروبا


لأنزهن نواظري متنقلاً


أستقبل اللذات فيك ضروبا


وأرى بكل مدينة لك زينة


وبكل ناد صادحاً وخطيبا


والأرض ترسل كالسطور سهامها


تهدي السماء سلامها المحبوبا


أو أنها عمد رفعن رواقها


ومنعنها من شوقها التصويبا


وكأنما قطع الضياء كواكب


تبعتْ مداراً في السماء عجيبا


أو أنهن حمائمُ انطلقت من ال


قناص تبغي في الفضاء هروبا


أو أنها ثمر توسط وادياً


في الأفق لاعبه النسيم خصيبا


وكأنما تاليه يهبطه الثرى


أُكَرٌ رمته بها يد فأصيبا


والبدر وجهك يا ابن توفيق فلا


يدنو فنلمسه ولا محجوبا


وكأنما تلك الوفود كتائب


للفتح قد رتبتها ترتيبا


تتمثل النجوى بأوجههم كما


يتلون بالنور اسمك المكتوبا


إن الذي أحيا البلاد بنيلها


لك مرجع بها مجدها المغصوبا


وهبتك عالي عرشها ووهبتها


عدلاً فكنت الواهب الموهوبا


لا يبلغ الأقوام منها مأرباً


ما دمت فيهم ناقداً وحسيبا


وسينجلون كما انجلت من قبلهم


أممٌ أشدُّ وقائعاً وحروبا


سعياً لتنسينا بموعود الرضى


إثماً جناه من مضوا وذنوبا


إنا لنرجو بعد أهبتك التي


بهرت حسودك صيحة فوثوبا


لا تأمنُ الأوطان غدرَ زمانها


ويبيتُ جانبُها أعزَّ مهيبا


حتى يبيتَ أديمُها متألِّقاً


بدم العدى ولواؤها مخضوبا


إن اتصالك بالخليفة ضامن


رد المغير مروعاً مغلوبا


والحجة البيضاء في يدك التي


فتحت مجالاً للجهاد رحيبا


والشرق ما زال الأحق بشمسه


ولوَ اَنَّها عنه تطيل غروبا


لو لم تكن تنوي الرجوع وضوؤها


أعلى وأجمل لم تكن لتغيبا


شاد المآثر واستراح وإِنَّهُ


سَيَهُبُّ أقوى من أخيه رهيبا


قد عاد طفلاً في المهاد مبشراً


بعد المشيب بأن يكون نجيبا


ينمو ورفقك يا ابن توفيقٍ به


رفق يرد إلى الشباب الشيبا


يا صاحب العرشين هذا مالكٌ


مصراً وذا سودانَها والنوبا


ومدبر الجيشين هذا مائجٌ


يحمي الشمال وذا يسير جنوبا


ومؤيد الإسلام بالعلم الذي


أضحى يظل قبائلاً وشعوبا


ذهَّبت حاشيتَيَّ بالنعم التي


هذَّبْنَ فيك قصائدي تهذيبا


فلك المدائح ما تدارك يائساً


أملٌ وما ذكر المثابُ مثيبا
شارك المقالة:
144 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook