قصيدة عُج بي عَلى الرَّبعِ حَيثُ الرَّندُ وَالبانُ الشاعر ابن عثيمين

الكاتب: رامي -
قصيدة عُج بي عَلى الرَّبعِ حَيثُ الرَّندُ وَالبانُ الشاعر ابن عثيمين
عُج بي عَلى الرَّبعِ حَيثُ الرَّندُ وَالبانُ


وَإِن نَأى عَنهُ أَحبابٌ وَجِيرانُ


فَلِلمَنازِلِ في شَرعِ الهَوى سُنَنٌ


يَدري بِها مَن لَهُ بِالحُبِّ عِرفانُ


وَقَلَّ ذاكَ لِمَغنىً قَد سَحَبنَ بِهِ


ذَيلَ التَصابي بِرَسمِ الشَجوِ غِزلانُ


القاتِلاتُ بِلا عَقلٍ وَلا قَوَدٍ


سُلطانُهُنَّ عَلى الأَملاكِ سُلطانُ


لِلّهِ أَحوَرُ ساجي الطَرفِ مُقتَبِلٌ


عَذبُ اللَمى لُؤلُؤِيُّ الثَغرِ فَتّانُ


عَبلُ الرَوادِفِ يَندى جِسمُهُ تَرَفاً


ظامي الوُشاحِ لَطيفُ الروحِ جَذلانُ


كَأَنَّما البَدرُ في لَألاءِ غُرَّتِهِ


يا لَيتَ يَصحَبُ ذاكَ الحُسنَ إِحسانُ


يَهتَزُّ مِثلَ اِهتِزازِ الغُصنِ رَنَّحَهُ


سُكرُ الصِبا فَهوَ صاحي القَدِّ نَشوان


لَو كانَ يُمكِن قُلنا اليَومَ أَبرَزَهُ


لِيَنظُرَ الناسُ كنهَ الحسنِ رِضوانُ


قَد كُنتُ أَحسَب أَنَّ الشَملَ مُلتَئِمٌ


وَالجَبلَ مُتَّصِلٌ وَالحَيَّ خُلطانُ


فَاليَومَ لا وَصلَ أَرجوهُ فَيُطمِعَني


وَلا يَطيفُ بِهذا القَلبِ سُلوانُ


في ذِمَّةِ اللَهِ جيرانٌ إِذا ذُكِروا


هاجَت لِذِكرِهِمُ في القَلبِ أَحزانُ


فارَقتُهُم أَمتَري أَخلافَ سائِمَةٍ


يَسوقُها واسَعُ المَعروفِ مَنّانُ


لَعَلَّ نَفحَة جودٍ مِن مَواهِبِهِ


يُروى بِها مِن صَدى الإِقتارِ عَطشانُ


أُرايِشُ مِنها جَناحاً حَصَّةُ قَدَرٌ


شَكا تَساقُطَهُ صَحبٌ وَإِخوانُ


وَفي اِضطِرابِ الفَتى نُجحٌ لِبُغيَتِهِ


وَلِلمَقاديرِ إِسعادٌ وَخِذلانُ


فَاِربَأ بِنَفسِكَ عَن دارٍ تَذِلُّ بِها


لَو أَنَّ حَصباءَها دُرٌّ وَمَرجانُ


طُفتُ المَعالِمَ مِن شامٍ إِلى يَمَنٍ


وَمِن حِجازٍ وَلَبَّتني خُراسانُ


فَما لَقيتُ وَلَن أَلقى وَلَو بَلَغَت


بي مُنتَهى السَدِّ هِمّاتٌ وَوِجدانُ


مِثلَ الجَحاجِحَةِ الغُرِّ الَّذينَ سَمَوا


مَجداً تَقاصَرَ عَن عَلياهُ كيوانُ


الضاربي الكَبشَ هَبرًا وَالقَنا قَصِدٌ


وَالتارِكي اللَيثَ يَمشي وَهوَ مِذعانُ


وَالفارِجي غُمَمَ اللاجي إِذا صَفِرَت


أَوطابُهُ وَاِقتَضاهُ الروحَ دَيّانُ


وَالصائِنينَ عَن الفَحشا نُفوسَهُمُ


وَالمُرخِصيها إِذا الخَطِيُّ أَثمانُ


خُضلُ المَواهِبِ أَمجادٌ خَضارِمَةٌ


بيضُ الوُجوهِ عَلى الأَيّامِ أَعوانُ


غُرٌّ مَكارِمُهُم حُمرٌ صَوارِمُهُم


خُضرٌ مَراتِعُهُم لِلفَضلِ تيجانُ


لكِنَّ أَوراهُمُ زَنداً وَأَسمَحَهُم


كَفّاً وَأَشجَعَهُم إِن جالَ أَقرانُ


عَبدُ العَزيزِ الَّذي نالَت بِهِ شَرَفاً


بَنو نِزارٍ وَعَزَّت مِنهُ قَحطانُ


مُقَدَّمٌ في المَعالي ذِكرُهُ أَبَداً


كَما يُقَدَّمُ بِاِسمِ اللَهِ عُنوانُ


مَلكٌ تَجَسَّدَ في أَثناءِ بُردَتِهِ


غَيثٌ وَلَيثٌ وَإِعطاءٌ وَحِرمانُ


خَبيئَةُ اللَهِ في ذا الوَقتِ أَظهَرَها


وَلِلمُهَيمِنِ في تَأخيرِها شان


وَدَعوَةٌ وَجَبَت لِلمُسلِمينَ بِهِ


أَما تَرى عَمَّهُم أَمنٌ وَإيمانُ


حاطَ الرَعِيَّةَ مِن بُصرى إِلى عَدَنٍ


وَمِن تِهامَةَ حَتّى اِرتاحَ جَعلانُ


فَجَدَّدوا الشُكرَ لِلمَولى وَكُلُّهُمُ


يَدعو لَهُ بِالبَقا ما بَقيَ إِنسانُ


وَرُبَّ مُستَكبِرٍ شوسٍ خَلائِقُهُ


صَعبِ الشَكيمَةِ قَد أَعماهُ طُغيانُ


تَرَكتَهُ وَحدَهُ يَمشي وَفي يَدِهِ


بَعدَ المُهَنَّدِ عُكّازٌ وَمِحجانُ


وَعازِبٍ رُشدُهُ إِذ حانَ مَصرَعُهُ


بِخَمرَةِ الجَهلِ وَالإِعجابِ سَكرانُ


أَمطَرتَهُ عَزَماتٍ لَو قَذَفتَ بِها


صُمَّ الشَوامِخِ أَضحَت وَهيَ كثبانُ


عَصائِباً مِن بَني الإِسلامِ يَقدُمُهُم


مِن جَدِّكَ المُعتَلي بِالرُعبِ فُرسانُ


وَيلُ اِمِّهِ لَو أَتاهُ البَحرُ مُلتَطِماً


آذِيُّهُ الأُسدُ وَالآجامُ مُرّانُ


لَأَصبَحَ العِزُّ لا عَينٌ وَلا أَثَرٌ


أَو شاغَفَتهُ قُبَيلَ الصُبحِ جِنّانُ


وَمَشهَدٍ لَكَ في الإِسلامِ سَوفَ تَرى


يوفى بِهِ يَومَ الحَشرِ ميزانُ


نَحَرتَ هَديَكَ فيهِ المُشرِكينَ ضُحىً


فَاِفخَر فَفَخرُ سِواكَ المَعزُ وَالضّانُ


أَرضَيتَ آباءَكَ الغُرُّ الكِرامَ بِما


جَدَّدتَ مِن مَجدِهِم مِن بَعدِ ما بانوا


نَبَّهتَ ذِكراً تَوارى مِنهُ حينَ عَلا


لِلمارِقينَ ضَبابٌ فيهِ دُخّانُ


فَجِئتَ بِالسَيفِ وَالقُرآنِ مُعتَزِماً


تُمضي بِسَيفِكَ ما أَمضاهُ قُرآنُ


حَتّى اِنجَلى الظُلمُ وَالإِظلامُ وَاِرتَفَعَت


لِلدينِ في الأَرضِ أَعلامٌ وَأَركانُ


دينٌ وَدُنيا وَرَأسٌ في الوَغى وَنَدىً


تَفيضُ مِن كَفِّهِ بِالجودِ دِخُلجانُ


هذي المَكارِمُ لا ماروي عَن هَرِمٍ


وَلا الَّذي قيلَ عَمَّن ضَمَّ غُمدانُ


أَقولُ لِلعيسِ إِذ تَلوي ذَفارِيَها


لِإِلفَها وَلَها في الدَوِّ تَحنانُ


رِدي مِياهاً مِنَ المَعروفِ طامِيَةً


نَباتُها التِبرُ لا شيحٌ وَسَعدانُ


تَدومُ ما دُمتَ لِلدُنيا بشاشَتُها


فَاِسلَم فَأَنتَ لِهذا الخَلقِ عُمرانُ


ثُمَّ الصَلاةُ عَلى الهادي الَّذي خَمَدَت


في يَومِ مَولِدِهِ لِلفُرسِ نيرانُ


وَالآلِ وَالصَحبِ ما ناحَت مُطَوَّقَةٌ


خَضباً تَميدُ بِها في الدَوحِ أَغصانُ
شارك المقالة:
393 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook