قصيدة فاتحة الحمد أيادي من عفى الشاعر أبو مسلم البهلاني

الكاتب: رامي -
قصيدة فاتحة الحمد أيادي من عفى الشاعر أبو مسلم البهلاني
فاتحة الحمد أيادي من عفى


والحلم أصل للمقامات العلا


يزدهر المجد بزهراويهما


مثل انجلاء الشمس في راد الضحى


ما نتجت من يعرف المجد النسا


لو كان خلواً منهما عمن عصى


مائدة الاحسان من باسطها


فضل وأزكى الفضل ما يولى الرضا


قد ضل كالانعام من لا يهتدي


إن حلوم ابن ثويني كالهدى


حمد السلطان من أعرافه


والفيض من عرفانه غيث الورى


انفاله الممالك العصم وما


أنفاله إلا ملثات الحيا


ويقبل التوبة من مخلصها


ولو يكون الذنب اعداد الحصا


كم من غريق مشبه يونس في


ظلمة غمه دعاه فنجا


ملك أبو الملوك من أجداده


هود ونعم المنتمي والمنتمى


من خاتم التعبيد للدنيا له


إن كان بالاقباط يوسف اكتفى


من كفه الفياض سحب رعدها


زمازم الصمصام في هام العدا


من فضله في فضل كل أمة


كمثل ابراهيم فيمن قد خلا


من غادرت هيبته أعداءه


مثل صحاب الحجر صرعى في الفلا


مسوم الجرد العوادي عندها


مثل لعاب النحل مسفوح الطلا


اسراؤها للشرف الأقصى به


تتبع آثار براق المصطفى


فناؤه كهف الطريد وكذا


كل حمي الأنف مقصود الحمى


لو هز بالنجم تساقطت كيو


م أسقط الجذع لمريم الجنى


كان طه أنزلت واصفة


يمينه لما على الملك استوى


استغفر اللّه تكاد نفسه


بسمت هدي الأنبياء تجتلى


رحابه مشاعر قدسية


من فرض الحج اليهن اهتدى


قد أفلح الدهر به والمؤمنو


ن وفلاحا لكون في يمن الهدى


تشعشع النور بوجهه فما


بالشمس من نور فمن ذاك السنا


هداه فرقان وحد سيفه ال


فاروق في محص الضلال والعمى


صفاته يعجز عنها الشعراء


مثل عجز النمل عن قضى الحصا


وكم له من مجده وفضله


من قصص لا ينتهي إلى مدى


لو جذب الدهر بأدنى عزمة


دك كبيت العنكبوت ووهى


إذا تجلى فارساً تحشرجت


ممالك الروم بغصة الردى


حكمة لقمان فريد نطفه


تحيا بها جرز القلوب كالحيا


أحزابه النصر فإن تحزبت


أعداؤه تفرقت أيدي سبا


ومن يكن فاطر كل فطرة


نصيره أعجز أصناف القوى


يستقبل العافي من رحمته


بقلب يس ولا يعرف لا


لو الدراري نزلت صفت له


فصفا فأغزاها مراكز الكرى


ومن يك الصاد مصيد عزمه


فليس بدعاً أن يصيد ما عدا


لو عارضته زمر الخطوب ما


كانت سوى أكلة ما ضغ الشبا


أيامه أعياد كل مؤمن


يغتبط الدين بهن والتقى


جواهر قد نظمت وفصلت


بالعدل والاحسان في سلك الهدى


لعقله وهمه وعزمه


شورى فعين الرشد ما به قضى


لا يزدهيه زخرف الدنيا ومن


يبذلها لم يثنه منها الزها


كم من دخان فتنة جاثية


جثي الاحقاف جلاه فانجلى


قام بما جاء به محمد


للّه واستن به فيمن رعى


ناداه عون اللّه وهو أهله


إنا فتحنا لك فتحاً في العلا


ولم يزل في حجرات مجده


أحوط من قد نداه والسخا


والذاريات الحاملات وقرما


يرومه عزائم شم الذرى


يندك دك الطور ما تصدمه


ولو ترقت فلك النجم انزوى


ولو تعاطى القمر اهتمامها


لا نشق أو بهرام أهوى أو كبا


حتى دنى الرحمن من حيث دنى


فوضع التاج عليه واجتبى


واقعة خافضة رافعة


تنكس الشرك بها على الشوى


صبت على الكفر سيولاً من حدي


د الهند حتى بلغ السيل الزبى


تجادل الأزمان في ظهورها


وما درت أن الرصيد بالشرى


وما درى الكفر أن أول ال


حشر دهاه والعظيم ما دهى


ممتحن الأمر له دوابر


كماله قوابل لا تتقى


وصف أمر اللّه لا تنقضه


جمعة شرك ونفاق من عتا


تغابن العصور في دولة قو


م طلقوا الدنيا وحرموا الرخا


قد وقع الملك على منشوره


من الشؤون إذ تغادروا للعلا


اثال نون ما اقتنوا وقلم


إن أثالاً منهما كنز الوحا


حقت لهم جلالة وصولة


تناولت بحولها رأس السهى


يا ملكاً لعزه معارج


تجاوز النجم فأين المنتهى


لا عاصم اليوم لمن تطرده


كخطب نوح وابنه لما غوى


من ضحت الجن لهول بأسه


فالبشر الضعيف أدنى للردى


يا ملكاً مزملاً مدثراً


بالحلم أنت اليوم أحفى من عفى


قد قامت اليوم قيامة امرء


لولا التأسي بالرجا منك قضى


لا يسلم الانسان من شائبة


لينظر العاقل ضمن هل أتى


كم زلة أعفيتها بالمرسلا


ت من رياح العفو عن عبد جنى


والنبأ العظيم ما عودته


من حلمك الشامل أي من عصى


والنازعات للنفوس غضب


منك واعراض وطرد وقلى


عبس دهري وتولى جنفاً


فلتحمني منه وحسبي وكفى


ما كورت شمس يقيني فيك مذ


أمسكت منك بوثيقات العرى


دام انفطار كبدي لنكبة


لو صادفت قلال رضوى لهوى


وصادف القضاء تطفيف زما


ن كيله بخس وإن يكتل طغى


لولا وثوقي بك في صروفه


لانشق ذرع العزم منى وصما


بروج عزمي أبداً مشيدة


إلا على مقتك فالعزم كلا


وكيف أخشى طارقاً من زمني


ووجهك الأعلى معاذي والحمى


وما دجت غاشية من خطبه


إلا جلا فجر أياديك الدجى


لولا عسى عشت بأي بلد


كأنني فيه على جمر الغضى


يا ملك العالم يا شمس الهدى


يا حجة اللّه على أهل الدنا


أدعوك والزلة ليل قد سجى


مستمطراً منك بوارق الرضا


أطلب منك فطرة في شقوتي


ونظرة تلمح فيها والضحى


وفي ألم نشرح وقصدي ووض


عنا عنك وزرك العظيم لا سوى


عفوك فرق الذنب والذي افترى


في آخر التين يلقى ما افترى


ما ولغت ناصية كاذبة


في علق فلم يفاجئها الردى


وقدرك الأعلى أجل رتبه


من أن ترد توب عبد ارعوى


يا من له في المكرمات آية


بينة يشهدها أولو النهى


ومن إذا استلأم في لهامه


زلزلت الأرض وغصت بالشجا


ومن يثير العاديات في الوغى


كقطع الليل إذا الليل عسا


ومن إذا الخطب شجا القمه


قارعة تبثه بس السفا


ومن له شكيمة من الهدى


تلهيه عن تكاثر فيمن لها


ومن يزيد العصر عن صروفه


كأنه لأمره عبد العصا


ومن يصك خطوات الهمز واللم


ز بويل في قذال من خطا


ومن سيرمي ربه بحوله


أعداءه بما به الفيل رمى


ومن كايلاف قريش رحلة


قد ألف البر وأعطى واتقى


ومن تولى اللّه واستغرق في


ايالة الدين الحياة والقوى


ومن حبا الأكوان من عطائه


بكوثر ضاق به رحب الملا


ومن ردى الكفر بربانية


فسقط الكفر بها ولا لعا


ومن يد اللّه امام عزمه


بالنصر والفتح له لما نوى


ومن إذا البغي شبا آونة


تبت يد البغي صماه بالشبا


ومن على الاخلاص في طاعته


يضاعف الحسنى ويستقضي الغنى


ومن إذا شاهدته في دسته


أيقنت أن الفلق الثاني بدا


ومن هو الناس فمن نظيره


منهم ومن يبلغه في مهتدى


أقل عثاري والقران شافعي


إليك أن عز الشفيع المرتضى


فليس بعد كلمات اللّه من


وسيلة يقبلها ذوو الحجا


وإن تكن من بعدها ذريعة


فعصمة العفو رجاء من هفا


تجاوز القلوب عن مقترف


وصفحه لمجده قطب الرحى


نقيبة العفو كمال جامع


للمجد والمجد لوجهك انتهى


ولم تفت مجدك من مزية


كالفلك المحيط حاو للكرى


وثقت منك بالتي عهدتها


من رحمة لمن أطاع أو عصى


ذرة عفو منك تمحو زلتي


عندي هي الدنيا وغاية المنى


أوردت هيم أملي صادية


بحر يديك وهو أروى للصدى


إن تسقها العفو فأنت أهله


وإن تذدها فعلى الحظ العفا


يا من تسترت بذيل عزه


من غيلة الدهر واشراك السفا


وبعت فيه بشراك نعله


دهري والدنيا ومن فوق الثرى


ومن رميت غرضي بسهمه


فصوب السهم وفاز من رمى


ومن أغظت الدهر في ولائه


غيظاً سقاه السم في كأس الردى


أن يغظ الدهر ولائي لكم


فلا شفى من غيظة ولا اشتفى


قد خفر الدهر الذمام فانتصر


يا حامي الجار غضنفر الشرى


لا تذر الأيام تطوي طيها


تختبط الكلا وتعثو في الحمى


فهي لما تنفذه رهائن


وهي سبايك بأطراف القنا


لا برح الدهر على جبهته


لعزك الأعلى يقبل الثرى
شارك المقالة:
143 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook