قصيدة لا تكترث بالليالي إنها دُوَلُ الشاعر أبو مسلم البهلاني

الكاتب: رامي -
قصيدة لا تكترث بالليالي إنها دُوَلُ الشاعر أبو مسلم البهلاني
لا تكترث بالليالي إنها دُوَلُ


لا يَسْتمرّ لها حزن ولا جَذَلُ


كأنَّ حلة حَرباءٍ تلوّنها


لا تظهر الشكل إلا ريث ينتقلُ


ولا تضق بالقضايا في تَقَلّبها


في طيّ كل شديد خيرة جَلَلُ


إذا اعتبرتَ صروف الدهر مُرْسَلةً


أيقنت أن القضايا كلّها نُقَل


وإن تفكرت في خطب لتنسِفَهُ


بصولة الرأي غَرَّتْ فكركَ الحِيَل


مَن أوزَعَ الفكرَ في شيء يُقَدِّرُهُ


إلا اعتباراً صمى ايزاعَنُ الخبَل


ما فكرة المرء فيما ليسَ يملكه


من أمر مولاه إلا فكرة خَطَلُ


لا تحترس بذكاءٍ عند مقدرة


قد يهشم الانفَ أمر تتقى المُقَل


تيقّض الحزم والأقدار جاريَةٌ


هم بردّ قضاءٍ ما له قبل


جالِدْ صروف الليالي بالتجلد واف


طنْ أن أحوالها حلّ وَمُرتحل


بينا وقيد الرزايا في مهانتها


سما بهِ الجدّ واستخذى له الأمل


ليصحب المرء في أمريهِ مُنْصِرَةً


من اليقين بان الحال تنتقل


لو أبصَر الحرُّ ما يبدي مزيته


من المكاره طابَتْ عنكَ الغِيَل


مزية الحرُّ ما عيب الحسام بهِ


إن كان عيباً يحدّ الصارمَ الغلل


أسنى الفضائل يُبدي شر صفحته


كان ضدّ الرزايا دونه كِلَلُ


صُكَّ الخطوب بخطب السمه جَلَدٌ


والْقَ الأمور بحلم شخصه جَبَل


وصانع الناس لا نكساً ولا ملقاً


بما يسرك من تلقائه الرجُل


والبس لدهرك إن لم تزك سيرتُهُ


من التجمل ما تزكو به الخِلل


مالي وللدهر يغري بي حوادثهُ


كأنَّ صبري على لأوائه زَلَلُ


كان فضليَ في عين الزمان قَذى


لقد درى أنه في عينه كحل


كأن هميَ سهم في مقالته


ومذهبي في العلى في رجله كَبَلُ


إذا نَشطت لحقي في العُلى عَرَضَتْ


أمامَ عزمي في اعراضه عِلل


لا أجتني خطةً إلاّ مُخالسَةً


ودون اتمامها الأهوال تشتعلُ


ما سرني درك مجد لا تُقارعني


مِن دونهِ نَكباتُ الدهر والغِيَل


ولا هنئت بفضل لا تُراقِبُني


من الرزايا عليه خِطة جَلَلُ


أرى العُلى بخطوب الدهر ساميَةً


كأن طرق الرزايا للعلى سُبُل


قد يكسب المجدُ مجَداً مِن رزيئتهِ


كجوهر التبر تُبدِي حُسْنَهُ الشُعَل


أقول للدهر أرسلها العراكَ فانْ


أجزع لخطتها فالويلُ والهَبَلُ


وهات كاسَكَ إن صاباً وإن عَسَلاً


فَقَدْ تساوى لديَّ الصابُ والعَسَل


إني أنفتُ من البقيا إذا أنفَت


إلا اغتيال السري الماجد العضل


متى أضيق بخطب غبه فَرَجٌ


ونازلات الليالي كلها ظُلَلُ


ما أن شهدتَ أموراً وهي مُدبرةٌ


لها وأعقب من أضدادها قبل


لا آمَنُ الدهر في لين وفي شعث


وطبعه للوفا والغدر محتمل


ما أطيبَ العيش لولا أن يشاركني


فيما ينغصه الهيابَةُ الوكل


ولست ارتاد ماءً ما به كَدَرٌ


إلا إذا كانَ دَهْري ما به دغل


ليتَ الحوادثَ لا تعدو مساورتي


ولا عرى يد دهر كادني شَلَلُ


إن لم أسلِّط إذا انقضت عزائمها


بوادر العزم مهتزاً لها زُحَل


ليعلم الجد أما زلّ بي قدما


إني على جد عزمٍ ما به زَلَلُ


صادر همومك والأخطار كالحةٌ


ما يلزم الوهنَ إلا الخاملُ الوكل


فإن أفاتَكَ سوء الجد صالحةً


فحدّ همك في إدراكها بَدَل


مَن يُعطه اللّه فيما نفسه كرهَتْ


صبراً فما كرهَتْ بالخَيرْ مشتمل


فضيلة العزم عما لا تقاومه


عزيمة الفضل فيما تبتغي خَوَل


لبستُ لمحة طرف نعمةً بليَتْ


كما تمزقَ عن أصليته الخلل


فما جذلتُ لخير في يدي أجَلٍ


ولا جزعتُ لشرٍّ بَعْدَه أمَل


صارفتُ صَرف زمان بالتي حَسُنَتْ


في أعين المجد واهتزت لها الفضل


حتى مَ ارسف في قيدٍ له ذَهَلَتْ


عني الجدود وصبري ليسَ ينذهل


وفيمَ تهتضم الأيام بادِرَتي


فعل الوتير وحسن الواتر الدخل


أليسَ جوهر عِرضي لا ينافَسُ في


اعراضها أنها الآفات والغِيَلُ


تصدني عن مساع كلها غُرَرٌ


في جبهة الدهر أو في ساقه حجل


والحظ كاب عقير في بَراثنها


كأنه أمَلٌ ينتاشه أجَل


أراقب الجد في نصري فينشدني


لا ناقةٌ لي في هذا وَلا جَمَل


هذا اعتذاري إلى العلياء إن طمحَتْ


ما لَزّني خَوَرٌ عنها ولا فَشَل


ما ذنب أمنية يغتالها قَدَرٌ


في أمرها وقضاء اللّه يعتقل


أصبحتُ والدهر من بغضي بهِ جَرَبٌ


آسيه نبلاً وما ينفك يأتكل


إذا تطارحتُ أغرى بي سماسِمَهُ


وإن تنمرت حاصت عني الحِيَل


وإن بسطت نوالي سامني سَفَهاً


أعن سفاهة رأي يفُضُل النبل


المال لا شيء عندي كي أضنّ به


في موضع الفضل واللاشيء مبتذل


عِلقُ المضنة ما تزكو مَزّيته


والفضل في اللّه علق ما له مثل


يزكو الثراء على التوزيع يذهبه


في اللّه والحمد ليس اللهو والخَتَلُ


عودتُ ربي إنفاذي فواضِلَهُ


فيه وَعَوَّدَني التعويضَ ينهمل


عوائد اللّه أغنى لي وإن تربَتْ


كفيّ ونعمة ربي نعمة جَلَلُ


يكفي من الوفر أن تبقى محامدُهُ


ما أحمد الوفر حُسن الحمد يأتثل


حقائق المال كانت في العطا غرراً


ولا مزيّة أنْ لا تتبع النفل


أوجب لسالبة الانفال فضل يَدٍ


فإنما سلبها الاعطاء والنَفَلُ


لن يلبث المال تذروه الرياح ويب


قى من صفاياهُ ما شدت به الخلل


نفاسة الفضل علق لا تنافسه


اضبارة من حُطامٍ حالها حول


ضمانة اللّه للانسان كافيةٌ


ففيم تدبيره والحِرصُ والعَجَل


إن كنتَ تملك بالتدبير رزقَ غدِ


فلترتجع فائتاً من أمرك الحِيَل


كلا لقد أعجز التدبير ما حُتمت


به الأمور فلا جَدّ ولا خول


ثبِتْ يقينَك فيما اللّه قاسِمُه


لا بُدّ آتيك لا فوت ولا مَيَل


إني لا علم أمراً ليسَ يجهله


دهري ولكن صوابي عنده خطل


أيجهل الدهر إذ خضت الغمار بهِ


إن ليسَ يُعجزني عن خوضه الوشَلُ


وهل نفذت شهاباً والخطوب دُجى


وعندي الصارمان القول والعَمَل


وهل تقلد جيد المجد من أدبي


ما لا تُنافِسهُ الجوزاءُ والحَمَل


أنا ابن بجدة أمر لا قرارَ له


لها على خطة أس لها زُحَل


على مَ تنحلني الأيام نحلَتها


جهلاً على خلة ما شانَها خَلَل


تنحو على فضل أوطاري فتعكسُها


فلستُ أبرم أمراً ليسَ يَنفَتَلُ


قارعتُ أطوارها حتى خذيتُ لها


وبي من الصبر ما لا يحملُ الجَبَل


وارجف الغدر هيض العظم من عسرٍ


نعم ولكن وفائي الدهرَ متصل


أن يعقل العسر فضلي عن مواقعه


فلي خليقة بِرّ ليسَ تعتقل


إذا زكى خُلُقٌ من أصله نَزَعَتْ


إلى الكمال على علاّتها الخلَلُ


لا تنفقُ النفسُ إلا من جبلتها


والفضل في النفس ليسَ المالُ يؤتثل


عقائل المال تؤتاها وتنزعها


وما عقيلة فضل النفس تنتقل


إذا جبلت على أمر حُمدتَ به


عداك ذَمٌّ وإن جدوا وإن هَزَلوا


لتبلونك أخطار فكن خَطَراً


يكاد منك فؤاد الدهر ينذهل


ولا تنم وعيونُ الدهر ساهرةٌ


وإن تناوَمَ فهو المكر والخَتَل


وخذ حقائق ما تخشى عواقبه


من الأواخر مما آتت الأوَل


وارغب بنفسك أن تخزى على طمع


دع المطامع ترعى خزيَها الهمل


واختر على الذل عزّاً أن تُسام بهِ


فدون وجهك في ادراكه سُبُل


غيظ الزمان إذا عزّ الكرام به


غيظ المفاخر تعطو نحوها السِفل


فلتشف نفسك من عز تغيظ بهِ


قلب الزمان ولو في الحتف ترتسل
شارك المقالة:
192 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook