قصيدة نعمانُ يا صاحِ فتىً الشاعر احمد الكاشف

الكاتب: رامي -
قصيدة نعمانُ يا صاحِ فتىً الشاعر احمد الكاشف
نعمانُ يا صاحِ فتىً


ذو حسب ونسبِ


قضى بفوز زمن ال


درسِ ودَوْرَ الطلبِ


حتى ارتقى في الشرع وال


شعر وعلم الأدب


وكل فن نافعٍ


مثقف مهذب


من غابر وحاضر


في عجم وعرب


لكنه لا يعرف ال


سعي وطرق المكسب


بما لديه يكتفي


من الأقلِّ الأقرب


إن أبصر التاج برأ


س جاهل لا يغضب


أو هضم الدهرُ الظلو


م حقه لا يتعب


أو وجد الصاحب عن


ه معرضاً لا يعتب


ومالَ مرجانَ مبا


حاً نهبُهُ لا يَنْهَبِ


لغير وقع الوعظ في


فؤاده لم يطرب


سميره يراعه


وراحه في الكتب


ينظر في فعل العبا


د والزمان القُلَّب


مقارناً أيامه


بسالفات الحقب


فتارة في راحة


وتارة في تعب


يبدو السرور مرة


في وجهه كالكوكب


ومرة يعلوه مُغْ


بَرُّ الأسى كالغيهب


وقد تراه ناهضاً


كالقسور المضطرب


ثم يميلُ واهناً


مستسلماً للعطب


حيَّرَ بالَ أهلِه


وقومه والصحب


لم يعلموا لمدهشا


ت أمره من سبب


هذا يقول علَّهُ اعْ


تَلَّ بداءٍ عصبي


وذا يظن أنه


صريع بنت العنب


وذا يقول صاده


لحظ غزال ربرب


وغير هذا كله


داءُ الفتى المكتئب


ووالداه يبكيا


نه بدمعٍ سرِب


ويندبان حظَّه


في عمره المنتهب


والده يقول يا


ولي عهد منصبي


نعمان يا أرشد أب


نائي وبدء عقبي


يا معقل الأسرة بع


دي عند وقع الكرب


أصابني الدهر وما


أمرّه إن يُصِبِ


عدمت فيك عضداً


أرجوه عند النوب


وأمه تقول يا


نعمان يا معذبي


قضيت فيك العمر أر


جو منك نيل أربي


وأن أراك رجلاً


بين الرجال النجب


لدى الأمير فائزاً


منه بأسمى الرتب


عساي أنسى ما مضى


من سهر ونصب


فلم أجد منك سوى


شواغلاً برّحن بي


فلم يحل عن أمره


نعمان أو ينقلب


كانت له قريبة


ذات ذكاء عجب


باهرة الجمال غض


ضَةُ الشباب القشب


أتت حِماهُ مرة


زائرة في رجب


فساءها أمر الفتى


شأن القريب الطيِّبِ


وحاولت كشف خفي


ي سرِّه المستَغرَب


فدخلت غرفته


كالشمس لم تحتجب


وسلَّمت وعن سوى


إشفاقها لم تُعرِب


وسألته شرْحَ حا


له المخيف المرهب


فقال يا نعمى رأي


ت أمتي في وصب


خائبة المسعى وَسَعْ


يُ خصمِها لم يخب


وأمره في صعَدٍ


وأمرها في صبب


وكل فرد ذاهب


في الغيّ كل مذهب


مشتغل عن الحمى


بلهوه واللعب


إذا دعاه للمتا


ب مرشد لم يتب


حتى إذا الخصم سطا


بويله والحرب


باتوا أمام هوله


ديكاً أمام ثعلب


واستنجدوا بالكلب أو


بالقط أو بالأرنب


وغفلوا عن أسد


مستيقظ مقترب


يرعاهم بمقلة


ساهرة لم تغب


من يدعه لنصرة


على العدو يُجِب


حتى قضى عليهم ال


خصم بشر الكرب


مشتفياً بضربهم


مستأثراً بالسلب


من منهم لم يمتلئْ


رعباً ومن لم يَشِب


من يرضَ بالذل هوى


ومن أباه يهرب


فلا أرى فيهم قُوَىً


على العدو المذنب


ولا أرى فيهم هوىً


إلى الإله والنبي


وصار يبكي مثلما


يبكي صغار المكتب


إن يسمع الصخر أني


نَهُ الأليم يَذُبِ


قالت له يفديك يا


نعمان أمي وأبي


العيش بحر والورى


فيه كجيش لَجِب


والمرء من كابد في


تياره والعَبَب


حتى يصير دَرِباً


يسبق كل دَرِب


وقد أراك غارقاً


في موجه المضطرب


لا صحة تملكها


ولا قليل نشب


هب أن قومك استفا


قوا من خمار الرِيَب


واتقدت غيرتهم


على الحمى كاللهب


وحاولوا تخليصه


من ذلك المغتصب


وانتخبوك سيداً


لعمل منتخَب


فهل إليه ترتقي


بالسبب المنقضب


وإن دعوك قائداً


تسوس أمر الموكب


فكيف تدبيرك في


أمر القنا والقضب


أو آنسوا منك خطي


باً ذا لسان ذَرِب


فما ترى وأنت لم


تعتد مقام الخُطَب


نعمان دع هذا الذهو


ل والخمولَ اجتنب


واسع إلى الصحة وال


مجد وجمع الذهب


ليقتدي بك الذي


ن أصبحوا في سغب


حالك أصلح يا نصو


ح ثم أحوال الغبي


بنفسك ابدأ ثم في


إصلاح قومك ادأب
شارك المقالة:
163 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook