قصيدة وَبَرقٍ سَرى وَاللَيلُ يُمحى سَوادُهُ الشاعر أبو هلال العسكري

الكاتب: المدير -
قصيدة وَبَرقٍ سَرى وَاللَيلُ يُمحى سَوادُهُ الشاعر أبو هلال العسكري
وَبَرقٍ سَرى وَاللَيلُ يُمحى سَوادُهُ


فَقُلتُ سِوارٌ في مَعاصِمِ أَسمَرا


وَقَد سَدَّ عَرضَ الأُفقِ غَيمٌ تَخالُهُ


يَزُرُّ عَلى الدُنيا قَميصاً مُعَنبَرا


تَهادى عَلى أَيدي الحَبائِبِ وَالصِبا


كَخَرقٍ مِنَ الفِتيانِ نازَعَ مُسكِرا


تَخالُ بِهِ مِسكاً وَبِالقَطرِ لُؤلُؤاً


وَبِالرَوضِ ياقوتاً وَبِالوَحلِ عَنبَرا


سَوادُ غَمامٍ يَبعُثُ الماءَ أَبيَضاً


وَغَرَّةُ أَرضٍ تُنبِتُ الزَهرَ أَصفَرا


أَتَتكَ بِهِ أَنفاسُ ريحٍ مَريضَةٍ


كَمَفظَعَةٍ رَعناءَ تَستاقُ عَسكَرا


فَأَلقى عَلى الغُدرانِ دَرعاً مَسَرَّداً


وَأَهدى إِلى القيعانِ بُرداً مُحَبَّرا


تَخالُ الحَيا في الجَوِّ دُرّاً مُنَظَّماً


وَفي وَجَناتِ الأَرضِ دُرّاً مُنَثَّرا


وَأَقبَلَ نَشرُ الأَرضِ في نَفَسِ الصِبا


فَباتَ بِهِ ثَوبُ الهَواءِ مُعَطَّرا


إِذا ما دَعَت فيهِ الرُعودُ فَأَسمَعَت


أَجابَ حُداةٌ وَاِستَهَلَّ فَأَغزَرا


وَيَبكي إِذا ما أَضحَكَ البَرقُ سِنَّهُ


فَيَجعَلُ نارَ البَرقِ ماءً مُفَجَّرا


كَأَنَّ بِهِ رُؤدَ الشَبابِ خَريدَةً


قَدِ اِتَّخَذَت ثِنيَ السَحابَةِ مِعجَرا


فَثَغرٌ يُرينا مِن بَعيدٍ تَبَلُّجاً


وَدَمعٌ يُرينا مِن بَعيدٍ تَحَدُّرا
شارك المقالة:
16 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook