قصيدة يا سَيِّدَ الرُسلِ عَبدٌ آبِقٌ آبا الشاعر أحمد الكناني

الكاتب: رامي -
قصيدة يا سَيِّدَ الرُسلِ عَبدٌ آبِقٌ آبا الشاعر أحمد الكناني
يا سَيِّدَ الرُسلِ عَبدٌ آبِقٌ آبا


وَمِن ذُنوبٍ عَلَيهِ قُدِّرَت تابا


في عَفوِ مَولاهُ عَنهُ آمِلٌ طَمِعٌ


فَجاءَ مِن أَجلِ هذا يَقرَعُ البابا


عَسى يَتوبُ عَلَيهِ رَبُّهُ كرماً


فَإِنَّهُ من قَديمٍ كان تَوّابا


فَذو الخَطايا إِذا ما جاءَ مُعتَذِراً


يُكسى مِنَ العَفوِ وَالرِضوانِ أَثوابا


قَد كانَ ما كان لكنّي نَدِمتُ عَلى


ما قَد جَنَيتُ وَجِئتُ الآنَ أَوّابا


فَحاشَ أُطرَدُ مِن ساحات رحمَتِكُم


فَمَن سِوى الأَنبيا في الناس ما عابا


يا سَيِّدَ الرُسِل أَوزاري لَقد عَظُمَت


وَالعُمرُ وَلّي وَشَعر الرَأس قَد شابا


في مَوقِفٍ هَولُهُ يُنسى الصِلاتِ فَما


فيه نَرى بَينَ أَوفى الأَهلِ أَنسابا


فَالأُمُّ وَالأَبُ وَالأَنباء بَعضُهُمُ


يَفِرُّ مِن بَعضِهِم مِن هَولِ ما نابا


وَالناسِ في فَزَعٍ مِمّا أَلَمَّ بِهِم


وَأَرهَبَ الرُسلَ ذاكَ الهَولُ إِرهابا


يَقول نَفسِيَ نَفسِيَ من نُشَفِّعُهُ


منهم وَما قَد رَجَوناه له هابا


فَلا يُجيبُ دعاء المُستَجير به


كَأَنَّهُ إِذ دُعي في العِصمَةِ ارتابا


إِلّا محمَّدٌ المختار قال لهم


أَنا لها فَرَجائي قَطُّ ما خابا


إِذ ذاكَ يَدعو فَمَولاه يَقولُ لَهُ


سَل تُعطَ ما تَبتَغي إِذ كنت أَوّابا


وَاِشفَع تُشَفَّع كَما ترضى وَلا حَرَجٌ


هذا مَقامُكَ فَاِنهَض فيه طَلّابا


فَيَشفَعُ المُصطَفى في الفَصلِ بَينَهُمُ


وَيَحكُم اللّهُ لا مَن جار أَو حابى


فَالبَعضُ يُرضيه ما آتاه مِن عملٍ


وَيُغضِبُ البَعضَ ما لاقاه إِغضابا


هناكَ فَصلُ القَضا بَينَ الخُصومِ وَلا


ترى رُءوساً كما كانوا وَأَذنابا


وَلَيسَ يُجليهِمُ جاهٌ وَلا حَسَبٌ


وَيَنبِذونَ مَقاماتٍ وَأَلقابا


يَومٌ به يَعدَمُ السلطانُ صَولَتَهُ


وَلا يَرى فيه حُرّاساً وَحُجّابا


فَلِلجَحيم يساقُ المُشرِكون فَقد


دَعَوا لهم غَير رَبِّ الخلقِ أَربابا


وَسيقَ لِلجنة الناجونَ في زُمَرٍ


فَفَتَّحت لهمُ الأَملاكُ أَبوابا


ما حيلَتي وَذُنوبي ليس يَحصُرُها


عَدٌّ وَلو كان كلُّ الناس حُسّابا


كَم تُبتُ ثُمَّ نَقَضتُ التَوبَ بعدوكم


عاهدتُ رَبّي وَلكِن كنتُ كَذّابا


وَغَرَّني زُخرُفُ الدنيا وَبَهجَتُها


وَكان زُخرُفُها لِلعَقلِ خَلّابا


وَخِلتُ مَهلي إِهمالا فَجرَّأَني


وَلَم أَكُن لِلمَعاصي قَطُّ هَيّابا


فَطالَما كنتُ في اللَّذّاتِ مُنغَمِساً


وَكم شَمَختُ بِإِنف الكِبر إِعجابا


فما جَوابي إِذا الجَبّار ساءَلَني


عَمّا اقتَرفتُ وَقَلبي خَشيَةً ذابا


لا رَيب أُطرِقُ رَأسي نادِماً خجِلاً


فَمَنطِقي يَستَوي سلباً وَإيجابا


إِذ ذاكَ أَرجو عَظيمَ العَفوِ يَشمَلُني


فَلا أَرى في كتابي بعدُ إِذ نابا


وَفي النَعيم مع الأَبرارِ يُدخِلُني


وَأَجتَني من ثِمار الخُلدِ ما طابا


وَفي الفراديس أَحظى بِالمُنى وَأَرى


فيها كَواعِبَ فوقَ الوَصفِ أَتراب


كَما أَرى لي مَفازاً عالِياً وَأَرى


ما تَشتَهي النَفسُ جَنّاتٍ وَأَعنابا


وَذاكَ ما أَرتَجي من حِلم مُقتَدِرٍ


يَعفو وَإِن لم أَجِد لِلعَفو أَسبابا


فَهو الكَريمُ وَإِنّي جِئتُ مُرتَجياً


حاشاهُ يُغلِق دونَ المُرتَجي بابا


وَكَيفَ وَهو يُجيب السائِلينَ إِذا


دَعوا وَيَغضَبُ مِمَّن ليس طَلّابا


بَل كَيفَ أَيأَسُ مِمّا أَرتَجيه وَقد


سَمّى لنا نَفسَهُ بَرّاً وَوَهّابا


يا حَسرَتا إِن بِسوءِ الفِعلِ عامَلني


وَلم يُسامِح فأصلي النارَ أَحقابا


لكن رَجائِيَ فيه غَيرُ مُنقَطعٍ


ما دمتُ نَسلَ نَيٍّ أَصله طابا


شَفيعُنا عند مولانا محمدُ مَن


فاق الخلائِقَ أَعجاما وَأَعرابا


منا الصلاةُ عليهِ وَالسلامُ كما


تعُم آلا وَأَنصارا وَأَصحابا


ما أَحمَدُ بن الكِناني قال من وجلٍ


يا سَيِّد الرُسلِ عبدٌ آبِقٌ آبا
شارك المقالة:
282 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook